الجوهرة الربيعة
لمست ايران نجاح حزب الله في لبنان واصبح العبد المطيع لها تحركه متى شاءت وينفذ اجنداتهم كيفما ارادوا ومتى ارادوا من دون أن يعمل أي حساب لمصلحة وطنه وغير باك على قوميته العربية، فكان الورقة الرابحة وبات البعبع والفزاعة المرعبة لكل من أراد التفكير في الحياد عن الاجندات الايرانية في المنطقة.
لمست إيران هذا النجاح وشاهدت بأم عينيها تفوق الحزب في البنان وسوريا فسال لعابها وانفتحت شهيتها الشرهة لتدمير الوطن العربي وزرع الفتنة الطائفية بين ابنائه لتحقيق مصالحها واطماعها وطموحاتها.
كل هذا زاد من رغبتها في استنساخ وتكرار التجربة في أقطار أخرى من الوطن العربي فكان منها العراق الذي حولته لدمار وعذاب، فبدلا من تعمير البلاد وتطويرها حولت شعبها لشعب باك يقضي وقته في العوايل، وتذكر الحسرات، فماتوا وهم أحياء وتركتهم منشغلين يتآمرون بعضهم على بعض وهي منشغلة باحتلال بلادهم وسلب خيراته، ونظرت وبحثت عن قطر آخر تحقق من خلاله طموحاتها بخلق قواعد لها في البحر الأحمر ومن ثم سيطرتها على المضيق وخنق الدول العربية وعلى رأسها المملكة فوجدت ضالتها في الحوثيين في اليمن وخائن وطنه وأمته العربية والاسلامية الرئيس المخلوع، وجدت أنه تتوافر فيهم الأركان المطلوبة لتكوين الحزب وهي ثلاثة اركان مهمة ومتوافرة لدى الحوثيين اولها الخيانة، وثانيها الطائفية، وثالثها حب المال.
فسارعت إيران تحيك خيوط المؤامرة بالاحتواء والتدريب والتسليح لجعل هذا الحزب عصا ايران في جزيرة العرب، نما هذا الحزب والمملكة العربية السعودية تراقب عن كثب تحركاته واطماعه وتوجهاته، فهي لم تكن يوما بالغافلة أو المتغافلة عن سياسة إيران في المنطقة ولكن منطقها دائما التعقل والحكمة وعدم الاستعجال وإعطاء الفرص لمراجعة النفس.
ولكن عندما تحين ساعة البدء والحزم تنقض على المعتدي كالصقر الجارح ولا تفلته إلا وهو اشلاء ممزقة، فكل ما هو غال رخيص أمام سلامة المعتقدات وسلامة الوطن.
فلا أوراق رابحة لإيران في اليمن، ولا في منطقتنا. خسرتم الرهان وانقلب السحر على الساحر ولله الحمد والمنة ورب ضارة نافعة فلقد أدرك العرب خطورة ما هم فيه فبادروا بتنفيذ فكرة جيش عربي رادع.
سعيد ببلادي ومجدها وحزم قائدها.. أدام الله على بلادنا الأمن والأمان ودحر الأعداء وأدامها شامخة أبية على مدى العصور والأزمان.
/نقلا عن الرياض/