هاشم عبده هاشم
•• بالرغم من تفاؤل ممثل الأمم المتحدة السيد اسماعيل ولد الشيخ أحمد.. بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين وصالح من شأنه أن يؤدي إلى تطبيق قرار مجلس الأمن 2216.. إلا أنني متأكد كل التأكيد بأن ذلك لن يحدث على الإطلاق بدليل استغراقهم لوقت المشاورات المقرر حتى بعد تمديده ليومين آخرين دون أن يقبلوا بخطوة إجرائية تافهة تتعلق بإقرار مبدأ التمثيل المتكافئ بواقع (7) أفراد و(3) مستشارين لكل طرف.. فكيف نتخيل قبولهم بعودة الشرعية.. وبالانسحاب من جميع المواقع والمراكز التي احتلوها بقوة السلاح في مختلف أرجاء اليمن وفرض سيطرتهم عليها بالحديد والنار.. وانحسار دورهم في المرحلة الانتقالية إلى مجرد مكونات سياسية شأنها شأن بقية المكونات الأخرى؟!
•• فمن الواضح ان منهج الانقلابيين على السلطة يقوم على أساس الإمعان في المماطلة وإضاعة الوقت في جدل بيزنطي حول قضايا فرعية.. إمعاناً في فرض سياسة الأمر الواقع في النهاية..
•• صحيح أن الوضع معقد.. كما قال "ولد الشيخ بن أحمد" لكن أيَّ تراخ من قبل الأمم المتحدة تجاه مواقف المتمردين المتعنتة وأسلوب تعاطيهم مع الحوار بصورة غير جادة سيؤدي في النهاية إلى التشكيك في قدرة الأمم المتحدة على فرض إرادة المجتمع الدولي وانتزاع اتفاق واضح ومحدد المعالم للتنفيذ الكامل لنص القرار بعيداً عن المراوغات التي تدل على عدم إحساس بمأساة الشعب اليمني الراهنة.. وبالدمار الشامل الذي يتعرض له اليمن جراء استمرار الانقلابيين في استخدام العنف وقتل الأبرياء.. ومضاعفة حجم الخسائر يوماً بعد الآخر..
•• لقد كشف المؤتمر الصحفي الذي أجراه ولد الشيخ يوم الجمعة للإعلان عن فشل مهمته في جنيف.. عن أن الهدنة مستحيلة.. لأن الحوثيين وعلي عبدالله صالح غير مستعدين للانسحاب في النهاية.. تمهيداً للتوصل إلى تحديد مستقبل اليمن وطريقة حكمه.. وآلية إعادة بنائه.. استكمالاً لما كانت المبادرة الخليجية قد وضعته وكذلك ما انتهت إليه مخرجات الحوار اليمني - اليمني.. وإسقاط ما يسميه الحوثيون وشركاؤهم "اتفاق الشراكة والسلام" الذي تم تحت تهديد السلطة الشرعية وإخراجها من العاصمة صنعاء وفرض الإقامة الجبرية عليها في عدن.. ثم اضطرارها لمغادرتها إلى الرياض.
•• نقول أإن الهدنة مستحيلة.. لأن الأمم المتحدة عجزت عن ردع الانقلابيين عن ارتكاب خروقات كبيرة حيث استغلوها لتمكينهم من السيطرة على الأرض والزحف على بقية المحافظات المستعصية عليهم.. ومن باب أولى أن تعجز الأمم المتحدة في المستقبل عن ردع هؤلاء الاشرار عن اقتراف المزيد من المجازر والمآسي داخل اليمن..
•• أما بالنسبة لاحتمالات ارتكابهم لخروقات كبيرة للحدود الدولية المرسومة بيننا وبين اليمن.. فإن ذلك يعني أنهم سيقدمون على ارتكاب حماقة كبيرة ومغامرة لا يدركون مداها..
•• ذلك أن المملكة ليست قادرة على تلقينهم درساً غير محسوب بالنسبة لهم فحسب.. وإنما ستجعلهم يندمون إلى الأبد على تفريطهم في الفرص الكبيرة التي اتاحتها الأمم المتحدة لهم حتى الآن.. وإذا مضوا في عدوانهم على أراضينا.. فإن عليهم أن يتحملوا نتائج هذا التجاوز وسوف نصل إليهم حتى داخل جحورهم ونخلص اليمن كل اليمن منهم..
•• فهل يتراجع الحوثيون وميلشيات صالح عن جر اليمن إلى وضع كهذا.. تسببوا فيه.. ودفعونا إليه.. ليس حباً في التوسع والسيطرة وإنما من أجل الحفاظ على اليمن الذي أمعنوا في تدميره وكانوا يتجهون به إلى مصير مخيف .. لن نقبله نحن ودول التحالف.. ولن يوافق عليه المجتمع الدولي.. وقبل هذا وذاك لا يخدم اليمن ولا شعب اليمن على الإطلاق؟
• ضمير مستتر:
•• من يبحث عن المستحيل .. يكتب نهايته بنفسه ليصبح عبرة للأجيال القادمة.
/نقلا عن الرياض/