أحمد الجارالله - افتتاحية السياسة 7 يونيو
بات واضحا للجميع ان الحل في اليمن ينطلق من مقرارات مؤتمر الرياض الاخير المستمدة من روحية المبادرة الخليجية, واذا كان قد حسم أمر مؤتمر جنيف المزمع عقده قريبا لاطلاق المرحلة الثانية من عملية اعادة الامل, وهي العملية السياسية, فان اي محاولات عدوانية لفت عضد المملكة العربية السعودية الراعية للحل لن تجدي نفعا, ولن تحسن صواريخ “سكود” التي تطلقها قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والعصابات الحوثية بأوامر من طهران موقع هذا الفريق في المؤتمر المنتظر, لان ما كتب قد كتب ورفعت الاقلام وجفت الصحف.
هذه النتيجة لن تتغير, وهي تماما كما كانت الحال في العام 1991 عندما حاول صدام حسين انعاش مشروعه التدميري المحتضر تحت وطأة التحالف الدولي لتحرير الكويت باطلاق بضعة صواريخ على السعودية لارهاب التحالف, وبضعة اخرى على اسرائيل استجداء لتعاطف شعبي عربي معه عله يحرك الشارع بتظاهرات مناوئة لعملية التحرير, لكن ما فات صدام, وقتذاك, فات ايضا صالح والحوثي اليوم أن الشعوب والحكومات لا يمكن ان تقف مع المعتدي ضد الضحية, وهذا ينطبق على اليمن حاليا, فالحل السياسي الذي أرسته المبادرة الخليجية لانقاذه من براثن وحش فوضى كان يتربص به في العام 2011 نسفته المحاولة الحوثية الانقلابية بالتحالف مع صالح.
اذكر جيدا ان في العام 1991 اطلق صدام حسين نحو 43 صاروخ “سكود” على المملكة, وغالبيتها فجرتها صواريخ “باتريوت” في الجو, وسقطت شظايا احدها قرب قصر اليمامة حيث كان, المغفور له, الملك فهد بن عبدالعزيز يترأس اجتماعا لممثلي عدد من الدول المشاركة في التحالف, يومها كانت ردة فعل الملك الضحك من هذه المغامرة الصبيانية لصدام المتوهم قدرته على افشال التحالف بذلك وعلق قائلا: هؤلاء لا يجيدون الرمي, لكن كما مضى الملك فهد في قيادة التحالف حتى تحررت الكويت, ها هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يمضي في عملية انقاذ اليمن ساخرا ايضا من المحاولات الصبيانية لصالح والحوثي ومن يحركهما لترهيب التحالف العربي, وما على المخلوع والتابع للملالي سوى ادراك ان الامر حسم ولا عودة الى الوراء مهما كان الثمن, وليس “سكودهم” الا كـ “سكود” صدام خلجات احتضار لا اكثر.