مطلق المطيري
هل يحتاج اليمن الى مؤتمر جنيف حتى يتجاوز أزمته؟
بالتأكيد لا، إذن لماذا تصر الامم المتحدة على انعقاده، وتبذل جهودا مضنية لاقناع اطراف النزاع بحضوره، لعل الامر يعود للامم المتحدة ذاتها التي تخشى تطبيق قرار مجلس الامن 2216، وهي لا تمتلك أدوات فرضه بالقوة على المليشيات المسيطرة على الارض بدون موافقة سلاح صالح والحوثي، ام أن هناك توصية من بعض الاطراف الدولية التي تملك القدرة على فرض إملاءاتها على الامم المتحدة، خاصة تلك الدول التي تخشى من إرهابيي القاعدة، ووجدت بالحوثي حليفا محتملا يساعدها في حربها على القاعدة.
القوى التي من مصلحتها ان ينعقد مؤتمر جنيف، وهي بالتحديد واشنطن، والتي ما كانت تعتقد ان موسكو سوف تمرر مشروع القرار الدولي الذي وضع اليمن تحت البند السابع، ولعل هذا السبب هو الذي دفع موسكو لعدم استخدام حق النقض "الفيتو"، أي ان موسكو مررت القرار لأن مصلحة واشنطن تقتضي استخدامه ولذلك عملت روسيا عكسه، تجاوزت مصلحة لتحقيق انتصار اكبر، والمعروف ان واشنطن هي من عززت وجود الحوثي في اجتماعات الحوار الوطني وضاعفت عدد اعضائه، وهي من سحبت قواتها العسكرية من قاعدة عنت الجوية واخلت الطريق للحوثي للتوجه لعدن، ربما حدث ذلك بدون تنسيق ولكنه في النهاية صب في مصلحة الحوثي وصالح.
الدعوة لحضور مؤتمر جنيف ارتكزت على تنفيذ قرار مجلس الامن ومخرجات الحوار الوطني، وكلا الامرين يرفضه الحوثي وصالح تماما، ويطالبان بضمان الاحتفاظ بمصالحهما السياسية الموجودة الآن على أرض الواقع، والبدء من اتفاق السلم والشراكة ذلك الاتفاق الذي سهل للحوثي الاستيلاء على صنعاء، إذن ما هو الوعد الذي وصل للحوثي ويقضي ان القرار الاممي لن يكون سيفا فوق رقبته، وممن هذا الوعد، وإلا بدون هذا الوعد لن يحضر الحوثي لجنيف، فالواضح ان الحوثي يتصرف وكأن قرار مجلس الامن ليس موجودا، وعلى ذلك يعمل عسكريا في اليمن وسياسيا في الخارج، فهدنة الخمسة ايام لتوصيل المساعدات الانسانية، التي توقفت اثناءها قوات التحالف من قصف مقرات الحوثي ولم تلتزم بها مليشياته كانت اختبارا عمليا على مدى مصداقية الحوثي وخضوعه لقرار مجلس الامن، فهو لم يتجاوز القرار الاممي الا بوعد اقوى من القرار ومن جهة تملك تلك القوى.
كانت الشرعية الدولية تتطلب من مبعوث الامم المتحدة ابن الشيخ ان يقدم لمجلس الامن امكانية تحقيق قراره على الارض ووصف العراقيل التي تقف دون تنفيذه ويترك للمجلس اتخاذ الموقف المناسب للحفاظ على هيبة الشرعية الدولية، فالدعوة لمؤتمر في جنيف هي محاولة للالتفاف على شرعية ملزمة لتحقيق نجاح دبلوماسي ليس مطلوبا منه أن يكون نجاحا اذا وافق الخصوم على حضوره.
لمراسلة الكاتب: [email protected]
/نقلا عن الرياض/