د. عبدالمجيد بن محمد الجلاّل
لم تكن المملكة العربية السعودية أكثر أمناً واستقراراً، ووحدةً واطمئناناً، وعِزة وكرامةً، وهيبةً ومكانةً، كما هي اليوم، ما أقوله، ليس كلاماً، على عواهنه، يُدغدغ العواطف، ويُحرك المشاعر، وخالٍ من الحقائق المادية المحسوسة بل، ما أقوله، كلاماً، دقيقاً، عشنا وقائعه، ولمسنا معطياته، وتناقلنا أخباره، وتفاعلنا مع جديده، ومُستجداته!
المملكة اليوم، تباشر، وفق مُعطياتٍ إيجابيةٍ جداً، مسؤولياتها الوطنية، والعربية، والإسلامية، والإقليمية، والدولية! بثقةٍ أكبر، وعزيمةٍ صُلْبة، وبقرارٍ وطني، يتجاوز كل التَّحديات، والضغوطات، التي قد تُعرقل، من زخمه، وعنفوانه! لجهة تعزيز الاستقرار والبناء والتنمية في الداخل، ومواجهة كل المخاطر الخارجية القائمة، والمُحتملة، التي تستهدف أمنها، واستقرارها، ووحدة أراضيها، ومواطنيها، حين تولى الملك سلمان حفظه الله مقاليد الحكم، كانت الأوضاع العربية، والإقليمية، والدولية، مُحِبِطة للغاية! فهناك إرادة عربية مشلولة! مفتونة، بالصراعات والمناكفات البينية، على قضايا مُفتعلة، أو جُزئية، تزيد من وطأتها، تجاذبات وتصنيفات فكرية ودينية مُصطنعة، تتوغل أكثر في مستنقع الكراهية والتشويه والتحريض والإقصاء وكل ذلك، على حساب القضايا الكلية، والمصيرية إلى جانب مواقف دولية مُتراخية، تجاه واجباتها في المحافظة على الأمن والسلم الدوليين، كل هذه المُحبطات، غذّت، المشروع التوسعي الصفوي الإيراني، وأكسبته، مع الأسف الشديد، زخماً هائلاً، وقدرة، وجاهزية للتمدد، والانتشار، في منطقتنا العربية في لبنان، وسورية، والعراق، واليمن!
في تقديري، لم تقرأ إيران الفارسية، التاريخ، وسياقاته، وصيروراته، لتعتبرَ، بنواميسه، فقد حجبها عن ذلك، غرور القوة، والاستعلاء، ما جعلها، تعتقد، وفق حساباتها الخاطئة، أنَّها قد تسيّدت المنطقة، وأنَّ الأمور كلها، تسير متناغمة، لصالحها، ومع مصالحها!
وهكذا، ومع تعاظم الغرور الإيراني، وقراءته غير الواعية للتاريخ، وما بين غمضةِ عينٍ وانتباهتها، قيَّض الله لهذه الأُمَّة، الملك المُبجل سلمان بن عبدالعزيز، قائداً يعربياً، امتلك الحكمة، والقيادة، والشجاعة، والخبرة ليُبدِل الله حال وأحوال الأُمَّة من الوهن إلى القوة، ومن المهانة، إلى العِزة والكرامة! وكانت عاصفة حزم اليمن، بوابة العبور إلى مرحلة اليقظة، هذه المُبشرات، ينبغي، ألا تجعلنا نغفل عن التزام الحذر واليقظة، من محاولات إيران، وعملائها في المنطقة، وكذلك محاولات العديد من الدوائر الإقليمية والدولية، لإيقاف زخم عاصفة الحزم، ومساراتها، ومفاعيلها الإيجابية، على الأُمَّة، وتفتيت أو تمزيق تحالفاتها! وإشغالها بقضايا وأحداثٍ جانبية، على شاكلة الأعمال الإرهابية! وبما يخدم مصالحهم، في المنطقة العربية ومن ثمَّ فلا يمكن بأي حالٍ من الأحوال، النظر، إلى جريمة القديح الإرهابية بالقطيف، خارج هذا السياق بما يعني ضرورة العمل على تعزيز الوحدة الوطنية، والتحالفات العربية والإسلامية، ودعم كل القوى المُقاوِمة للمشروع الإيراني، وعملائه في المنطقة، والعمل كذلك على إحداث اختراقاتٍ مؤثرة في الداخل الإيراني، من خلال مناصرة قضايا وحقوق الأحواز، والأكراد، والبلوشستان، وسواهم من المكونات والقوميات المُضطهدة، التي تعاني من فاشية وعدوان القومية الفارسية في إيران والخيارات في ذلك كثيرة، والآمال أكثر، بواقعٍ وغدٍ عربي، وإسلامي، مشرق، ينفض عن كيانه المُتعب، غبار عقودٍ عجافٍ وانكساراتٍ متوالية، ويُعيد أكسير الحياة والقوة، والرؤية الفكرية والسياسية الرشيدة، إلى هذه الأُمَّة، لخدمة أهداف النمو والتنمية، والاستقرار والازدهار الاقتصادي والاجتماعي.
Lصحيفة الرياضL