سام الغباري
ماذا حدث في 2009م ، قال الرئيس اليمني حينها في سعادة : أن الطيران السعودي يلقن المتمردين في صعدة درساً قاسياً و جهنمياً ، و في 2015م تعلق الرئيس الجديد بخطة سلفه و استدعى الطيران السعودي لتلقين المتمردين درس الرئيس السابق ، إلا أنه صار خائناً .. ومتهماً بالعمالة ، ما الفرق أن تضرب صعدة أو صنعاء ؟!
- الفرق أنك لست رئيساً من "حـاشد" ، هذا هو الفرق ، فأنت من "أبين" ، و لأنك لست انفصاليا رغم آلام الجنوب الذي يكتوي بنار المرتزقة الحوثيين . و أن يموت حاشدياً واحداً فتلك مصيبة ، إنهم آل اليت الجـُـدد ، و أما الرئيس "عبدربه منصور هادي" و أنجاله فمستأجرين فقط ! ، حين انتهى عقد الإيجار .. أرسل المؤجر بلاطجته لإخراجهم من المنزل بالقوة ، ولما هرب الرجل إلى منزل والده القديم في "عدن" لاحقه المؤجر بطائرته لدفع إيجار دار الرئاسة ! .
- أقولها بمرارة ، فلا تغضبوا مني !، تلك ليست طريقة لاسترداد أموال "آل البيت" ، فهنا رأيت "حيدر العطاس" يقف مرتين في منصة (مؤتمر الرياض) و عيناه تنجبان دموعاً صامتة و شفتاه تردد النشيد الوطني لدولة الوحدة . أدركت أن هذا الرجل لم يكن (مهندس الإنفصال) ، لأن الإنفصاليين الجدد صاروا في صنعاء ، و لم يذهبوا إلى عدن هذه المرة !.
- اليمن ليست صنعاء ، أو الشمال .. ليس دم الشمالي زكياً ، و دماء الجنوبيين ماء ! ، تخيل أنك مولود هناك و أن لك أم من لحج و والدك من شبوة أو أبين .. هل ترضى ، هي أشياء لا تشترى ؟! ، الوحدة أن يجمعنا وطن واحد ، فقد قال الحوثيون كثيراً عن القضية الجنوبية حتى حسبناهم جنوبيين ، و لما تمكنوا من سلاح الجيش .. تداعوا إلى عدن و سحقوا كل مقاوم في طريقهم ، هل هكذا تكون الوحدة ؟! ، هذه هي المأساة التي توقظنا من نومنا ، فقد فات الأوان على الجدال و الغضب ، لم نعد نحتمل كل هذا الموت و كل تلك الدموع التي نذرفها من أجل أحبتنا ، لم نعد بحاجة إلى الإنهيار أكثر مما نحن فيه و عليه !.
- من ينقذنا من حاكمية آل البيت ، و من يرسي قانوناً يحدد طبيعة العلاقة بين المؤجر و المستأجر ، و يفصل بين حدود الشرعيتين الثورية و الدستورية ، قبل أعوام كنت مناضلاً عنيداً يتحدث عن الدستور الذي اخترقته خيام الساحاتيين و أرادته مباحاً لكتلة من الغاضبين ، كنت بلطجياً فخوراً بأعمالي و كتاباتي ، و في بداية عامنا الأجرد هذا ، إنساق حزبي العظيم إلى أتون صراع مخيف أدخله بعض الساحاتيين في مصارع الخيام ، و أحاديث الثورة البلهاء ، وتوقف المشهد الدستوري ، إرتدى ثوب ربيع الإنتقام و تحالف مع الخائنين السابقين ليجعل ما دونه خائناً و عميلاً .
- أيها الآل الجدد .. أصغوا إليّ .. هل تذكرون نشيدكم "مانبالي مانبالي واعلنوها حرب كبرى عالمية" ، لقد أعلنوها كما أردتم .. هيا أين لا مبالاتكم ؟ أرونا ماذا ستفعلون ؟ ، لا شئ سوى الولولة والخراب والبكاء كحريم الرقيق ، تذكرت نشيدكم وأنا أقرأ رسائل أهل "كربلاء" الى الحسين عليه السلام ، قال له أجدادكم .. نحن لك ولن نبالي بسيف "يزيد" ، ولم يصدق الفرزدق ، ذهب اليكم بعائلته فأبادهم الأمويون و ظللتم تلطمون وجوهكم حتى هذه اللحظة ، انتم لا تملكون الشجاعة لرفع السيف ، ولا القتال .. كل ما تفعلونه هو انتظار الموت ، والولولة على جثث من قتلتموهم بهراءكم العفن .
- أنا حزين و تائه ، أتسكع في شوارع "الرياض" بحثاً عن قبيلتي ووطني ، ألتقي بالجميع و بكل من كانوا هناك في 2011م ، و لما أعاتبهم ضاحكاً ، يبررون و يبكون ، يقولون لي عن الوطن ما يجعل ضميري الأبكم ناطقاً ، فأكتب إليكم .. أناشدكم : تراجعوا أيها الناس ، و احقنوا كل قطرة دم ، أعيدوا الصبية إلى مدارسهم و أغربوا عن مدينتي ، إرحلوا عن تعز و مأرب و عدن ، لا تدمروا أرضي من أجل منزل ، لا تفرحوا فينا ، ... دَمُّونُ إِنَّا مَعْشَرٌ يَمَانُونْ وإِنَّنَا لِأَهْلِنَا مُحِبُّونْ
.. و إلى لقاء يتجدد