جمال الهاشمي
تعز المخزون الاستراتيجي للعنصر البشري في الدراسات التنموية .. قلعة الحروب في الدراسات التاريخية والعقل الإداري والتجاري والتمويني في الفكر السياسي عمق الدولة اليمنية الحديثة بين شمال اليمن وجنوبه وغربه و شرقه .. المنطقة الوسطى ومركز اليمن وقلبها الذي إذا توقف تعطل شريان الحياة في بقية الأطراف .
إنها مدينة الجند الذي خرج منها الصحابة والتابعون والعلماء والقادة والمجاهدون. هي المدينة التي سيطرت على إيران وجزيرة سيبيريا والمغرب العربي الكبير واستقامت بها دولة بني العباس وبني أمية وخاضت معاركها مع علي في صفين أنها قلعة الجند وقاعدتها «عدينة» أكبر مخاليف اليمن و أعلاها.
إنها أرض الجود والعطاء ومن سننها المصافحة فهي رسولة السلام ومدينة السلام لأنها قلعة الجند وهي المدد وهي نصر الله والفتح وهي ظهر الشام ومدده وهي المدينة التي صنعت التاريخ. هذه تعز التي جعل الله فيها من صفته « أعزة على الكافرين» وموطن العشق الإلهي « يحبهم ويحبونه» و مستوطن الرحمة» رحماء بينهم» ومستودع الأخلاق» أذلة على المؤمنين» و رجال التضحية « لا يخافون في الله لومة لائم» لله درها « تعز مدينة الجند والسلام».
إنها حفيدة الأزد « الأسد» عاشقة الحب الإلهي ومعشوقة النبي الهاشمي « ولقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي» إنها اليمن أرض المعافر و السكاسك وحمير إنها سبأ وحمير النبوية حفيدة سبأ وحمير القديمة في صبغة جديدة صيغة الإسلام الذي جمع لها تاريخا وصنع منها وبها تاريخا جديدا وهي اليوم تعانق تاريخها ملوك سبأ مأرب والبيضاء وشبوة إنها سبأ المسلمة والتاريخ.
وهي مدينة السلام التي تلوثها خفافيش الظلام هي المدينة التي وافقت سنن النبوة في «الصلح والسلام» وهي مدينة الثبات والمبادئ وإن شئت أن ترى منها نموذجا ستحدثك شرعب السكاسك أزد الجند و أسوده شرعب التي رفضت الكهنوتية و الاستبداد فلم تخضع وظلت شامخة أبية حتى ترجم ارادتها «المخلافي والشرعبي» في معركة النهاية والانتصار و خرجت الجند أحفاد معاذ -سيد العلماء- ،و انتفضت من سباتها لتنتصر قائلة أن الحرب يصنع السلام هذا تاريخها المجيد ممتثلة بقول عاشقها: و «نعم الحي الأسد والأشعريون لا يفرون في القتال ولا يغلون هم مني وأنا منهم» أصدق في اللقاء و أعظم أمانة و أطيب أفواها « تلك الصفات أرى في بني قومي فلا يرتشون ولا يغدرون ولا يخونون ولا يتقولون ولا يجهلون» هي مدينة القانون والنظام وهي العاصمة التي أختارها دولة النبوة في اليمن حيث لم تكن صنعاء في التاريخ يوما عاصمة إلا فترات الاستعمار الحبشي و الفارسي وقليلا من عهد ذي يزن» أو نظام الحماية. إن عواصم اليمن في التاريخ هي سبأ في مأرب ومعين في الجوف و حمير في ظفار و الإسلام في تعز عاصمة الجند هذه عواصم قوتنا وازدهارنا ومكانتنا.
/نقلا عن القدس العربي/