أيمن الحماد
الوحدة هي ما يحتاجه اليمن أكثر من أي وقت مضى، وعندما احتشدت القوى السياسية اليمنية في الرياض صباح أمس لافتتاح مؤتمرها إنما كانت تسعى لحفظ هذا البلد ومنع اندفاعه نحو التفتت أو التشظي كما تريد له القوى الانقلابية التي تدفع باتجاه تقسيمه وإعادته إلى ما قبل 1990.
إن مؤتمر إنقاذ اليمن مفصلي وحاسم في تاريخ اليمن، ومسؤولية إنجاحه يمنية في المقام الأول، وإن كان هناك من دور خارجي فيفترض أن يكون داعماً لترسيخ وحدته، إذ إن التوافق بين الفرقاء مطلب وليس خياراً، للخروج بقرارات لا مقترحات.
إن مؤتمر الرياض جاء ليؤكد مخرجات الحوار الوطني الذي باركته ووافقت عليه كل القوى السياسية اليمنية بمن فيهم "الحوثي" الذي دبر انقلابه عشية موافقة الرئيس هادي على تلك المخرجات التي كان أبرزها الدستور الذي كان أهم ما نصت عليه بنوده هو تحول اليمن إلى دولة من ستة أقاليم وفي ذلك حفظٌ لليمن من أن يذهب ضحية انقسامات أو صراعات، ثم القيام بانتخابات رئاسية وبرلمانية.
إن من الضروري أن تؤكد القوى الاجتماعية والسياسية اليمنية الوطنية اليوم على مخرجات الحوار الوطني التي بنيت على المبادرة الخليجية والتي حظيت بإجماع وترحيب دوليين في جعل اليمن بلداً آمناً ومستقلاً وسيد قراره، وإن خروج المؤتمرين في الرياض بإعلانهم المنتظر غداً يجعل من هذا الإعلان وما سينص عليه أمراً واقعاً واجب التنفيذ، وإن لم ينفذ فإن على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته التاريخية والإنسانية تجاه اليمن، وإن تضييع الوقت والدخول في دهاليز جديدة أو مقترحات أو حلول جانبية غير تلك التي تمت الموافقة عليها في الحوار الوطني، إنما يخدم أهداف الانقلابيين والقوى الإقليمية التي تقف وراءهم، ويعيدنا إلى المربع الأول، وإن التعجيل في تنفيذ ما سيتوصل له الفرقاء في الرياض، سيطفئ النيران المشتعلة في أرجاء اليمن وسيحفظ الأمن الإقليمي والدولي على حدٍ سواء، وسينقذ الوضع الإنساني الصعب.
إن التزام المملكة باليمن ماضٍ من أجل استقراره، ولن تألو الرياض جهداً إلا وستقوم به من أجل تماسك الوحدة اليمنية في وجه من يريد الاستحواذ على السلطة وفرض القرار الانقلابي الذي أملته القوى الخارجية التي تريد تفريس اليمن وإخراجه من سيادته ورأيه المستقل، وجعله تابعاً لا سيداً .