كلمة الرياض
بدون ترحيب بإبرام اتفاق نووي بين دول (5+1) وإيران، خرج البيان الختامي لقمة كامب ديفيد التي أُشبعت حديثاً وغذّتها وسائل الإعلام الدولية بالأخبار والتسريبات والتحليلات.
غلب على بيان اجتماع كامب ديفيد تركيزه الشديد على جانب طمأنة دول مجلس التعاون من أي أطماع أو تهديدات تمس أمنها واستقرارها، بدا ذلك واضحاً ونحن نقرأ مطلع هذا البيان الذي جاء في بداياته أربع فقرات تتحدث عن استعداد الولايات المتحدة الدفاع عن دول الخليج وصد أي عدوان من الخارج، كان آخر تلك الفقرات يشير إلى بحث القادة "تأسيس شراكة جديدة" لتعزيز التعاون الدفاعي والأمني فيما يتعلق بسرعة الإمداد بالاسلحة، والدفاع ضد الصواريخ الباليستية، تلا تلك الفقرات التطرق لإيران من جهة ملفها النووي الذي أكد المجتمعون أن اتفاقاً نووياً شاملاً يتيح الرقابة والتحقق ويبدد كافة المخاوف الاقليمية والدولية سيخدم المصالح الأمنية على المستوى الدولي.
البيان الختامي لم يتطرق إلى أي التزام غير تقليدي من قبل واشنطن تجاه أمن الخليج سوى إعادة تأكيده التزامها التاريخي بالدفاع عنه، لكن ما تحدثت عنه وسائل الاعلام بتوقيع اتفاق تحالف على غرار حلف شمال الأطلسي لم يحدث على الرغم من أن البيت الأبيض أكد أنه منفتح على مناقشة مسألة منح الشركاء الخليجيين وضع حليف رئيسي من خارج حلف الأطلسي.
اجتماع كامب ديفيد كان فرصة مواتية لدول الخليج لإسماع رأيها بشكل مباشر لواشنطن عن الملف النووي الإيراني، لاسيما أنها غير ممثلة في مجموعة الدول (5+1)، ووجهة نظرها من أن يقود الانفتاح إلى ارتفاع حدة العدائية لدى طهران، ويؤدي كذلك إلى سباق تسلح في المنطقة. في المقابل كان الغرض الأساسي لدعوة الرئيس أوباما إسماع المسؤولين الخليجيين "رؤيته" من ضرورة ابرام اتفاق نووي.
الاجتماع تطرق إلى أربع بؤر توتر هي سوريا والعراق واليمن وليبيا، بشيء من التعميم مع التركيز على ضرورة مكافحة الارهاب وتنظيماته لاسيما القاعدة وداعش والنصرة. وبدا ذلك واضحاً في الشأن اليمني عندما أعطى البيان الحرب على القاعدة في شبه الجزيرة أولوية سبقت التأكيد على الحاجة للانتقال السريع من العمليات العسكرية الحاصلة الآن إلى العملية السياسية من خلال مؤتمر الرياض المرتقب.
انفض الاجتماع الخليجي - الأميركي، والطرفان لا يبدو أنهما قد غيرا وجهة نظرهما تجاه سبب اجتماعهما، وقد تبقى ستة أسابيع لموعد توقيع الاتفاق النووي، الذي بدأت لجان صياغته في فيينا أعمالها، وخلال تلك الفترة سنرى نشاطاً دبلوماسياً وحراكاً إقليمياً على مستوى الأحداث واللقاءات، ومن يعلم ربما لن يكون هناك اتفاق نووي في نهاية المطاف.
أيمن الحماد