الأرشيف

مسيرة مؤلمة.. للماضي والحاضر في اليمن

الأرشيف
الثلاثاء ، ١٢ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠١:٤١ مساءً

تركي عبدالله السديري


من يقرأ تاريخ اليمن سوف يلفت نظره وتفكيره نظام الرهائن الذي كان يجبر كل قبيلة على إرسال ابن شيخها كرهينة، وفي حال تمرّد الأب فسوف يعاقب الابن بالإعدام.. وبذلك كان كل من يحكم صنعاء يفرض هيمنته على جميع القبائل عبر مبدأ المقايضة..

السؤال اليوم: ما الذي يجبر القبائل اليمنية على طاعة الحوثيين في الشمال؟.. ما هو النظام الجديد بعد نظام الرهائن القديم الذي خلق جميع ذلك الاختلاف مع الحوثيين؟.. وكيف نستطيع أن نلغيه أو نستغله وسط هذا التشابك المعقد بين القبائل والحوثيين نظراً للاختلافات الجغرافية والمذهبية؟..

البعض يرى الوضع في اليمن بين الشمال والجنوب.. والحقيقة أن المملكة جاءت للحفاظ على شرعية اليمن الشقيق ووحدته، والحفاظ على وجهه العربي دون أن تمزّقه نزعات الانفصال أو الاقتتال الطائفي.. لذلك هدف المملكة أن تنضم قبائل الشمال للمقاومة الشعبية، وبذلك تكون العصابات الحوثية قد دخلت مرحلة النهاية.. ومن يلغي الثقل القبلي في اليمن فهو لا يعرف تاريخ اليمن وكيف حكمته الدولة المتوكلية، وكيف سقط إبراهيم الحميدي وقمعت حرب ?? الانفصالية..

في الأيام الأخيرة قامت المقاومة الشعبية بقيادة مواجهات مشرّفة ضد العصابات الحوثية التي تستغل البسطاء اليمنيين كدروع بشرية، وتتوغّل بين الأهالي والسكان المدنيين، لذلك سلطة القبائل هي أقوى العناصر المرشحة لقمع هذا الاستغلال الحوثي الذي يخلو من أي ذرة أخلاق وإنسانية..

والمقاومة الشعبية يجب أن تبني خطوط تواصل مع القيادات القبلية لصنع تحالف جديد يحرّر اليمن من «الجرب» الحوثي..

إن المملكة من ضمن عناصر تفوّقها في اليمن ضد إيران ليس فقط التفوق العسكري والاقتصادي، بل المعرفة العميقة بتكوين اليمن الاجتماعي بحكم العلاقة بين الشعبين الأخوين السعودي واليمني القديمة والطويلة، لذلك سوف تثمر هذه المعرفة في تقوية المقاومة الشعبية ضد المهازل الحوثية..


لمراسلة الكاتب: [email protected]

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)