من الطبيعي أن نسمع بأخبار عن العالقين اليمنيين في مطارات العالم، ومعاناتهم، ولقد وردت العديد من الأخبار التي تتحدث عن وضعهم المأساوي.
يأتي ذلك كنتجية حتمية لما تعيشه اليمن في ظل الحرب، بالإضافة إلى الحظر الجوي المفروض على البلاد.
لكن الغريب أن يعلق المئات بل الآلاف في محافظات اليمن، وبات الانتقال من محافظة إلى أخرى شبه مستحيل. ولأسباب كثيرة وجد اليمنيون أنفسهم تحت الإقامة الجبرية.
انعدام المشتقات النفطية، وضربات طيران التحالف، وقطع الطرقات بواسطة الصورايخ كلها أسباب منعت اليمنيين من السفر والانتقال من الريف إلى المدينة والعكس.
وقال أحمد العرامي أستاذ مادة الأدب في جامعة ذمار"أفكر في النزوح مع اسرتي من العاصمة صنعاء إلى ريف ذمار، وحتى أتمكن من ذلك يجدر بي توفير (وقود) كافٍ لهذه الرحلة، وهي مهمة شبه مستحيلة أو صعبة على الأقل في ظل انعدام المشتقات".
وأضاف العرامي: "لكن البقاء في العاصمة يظل أصعب وأكثر خطورة مع انفتاح الوضع على المجهول، ذلك أن اشتداد القصف وبروز ملامح أزمة إنسانية في العاصمة يجعلان من الريف مكاناً مثالياً لحياة أكثر أماناً وسهولة في ظروفٍ كهذه".
وبات الأمر معقد في صنعاء أكثر من أي وقت مضى إذ يجد المرء بصعوبة وسيلة مواصلات تقله من شارع إلى آخر.
ومع انعدم مادة البنزين بات سوق السيارات التي تعمل "بالغاز" أكثر رواجاً إذ عمد الكثير من مالكي المركبات في صنعاء إلى تغيير نظام الوقود في سياراتهم إلى نظام الغاز، لكن الأمر الذي لم يخطر ببالهم هو أن مادة الغاز التي تنتجها اليمن كثاني اكبر دولة في المنطقة بات أيضاً في حكم المعدوم لأسباب لم يجد لها اليمنيون تفسيراً.
وأضاف العرامي: "بالإضافة إلى مؤشرات التدهور المستمر للوضع الإنساني كمشكلة العالقين في الخارج، والنازحين من المدن... وووو، هناك مشكلة "العالقين" في المدن تحت القصف، أو في مناطق الاشتباكات، والمواجهات مثل الضالع، وتعز، وعدن. وبقية المناطق التي تعاني وضعاً إنسانياً أصعب من غيرها، إلا أن هذا لا يعني أن المحافظات الأخرى في منأى عن الازمة الإنسانية أو نذرها، ولن يحتاج الأمر وقتاً طويلاً حتى تظهر على السطح، فبالإضافة إلى القصف المتواصل تتطور المأساة بالتدريج وما أسهل أن يشهد بلد هش كهذا مشاكل كثيرة وفي وقت واحد مثل: انطفاء متواصل للكهرباء. ازمة وقود. ازمة غاز "منزلي". أزمة مياه. ازمة غذاء. وهي حالة يعيشها اليمنيون منذ أيام وإذا ما استمرت لأيام إضافية، سيكون اليمن من أقصاه إلى أقصاه في جحيم".
وبات لسان حال اليمنيين هل سنشهد إنفرجاً قريباً لهذا الكابوس؟