لليوم الحادي عشر على التوالي، تواصل قوات المعارضة السورية، تحقيق تقدمات كاسحة ضد قوات النظام والمليشيا الإيرانية المسلحة الموالية له التي تشهد انهيارًا وتراجعًا تجاه أطراف العاصمة دمشق.
في وقت متأخر من مساء الجمعة 6 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت المعارضة سيطرة قواتها على آخر قرية على تخوم مدينة حمص، بعد تحريرها مدينتي الرستن وتلبيسة بريف حمص الشمالي.
وقال القيادي في إدارة العمليات العسكرية، “حسن عبدالغني”، في تدوينة له على منصة “إكس”، إن قوات المعارضة باتت على أسوار حمص، موجها “النداء الأخير” لقوات النظام في المدينة للانشقاق.
وأضاف أن من وصفهم بـ “فلول النظام المجرم” تشهد انهيارا كبيرا وهروبا أمام قوات المعارضة على الجبهات، مضيفاً “ أمّنا انشقاق عدة مجموعات عسكرية من جنود النظام، وما زالت مجموعات أخرى تنسق معنا للانشقاق في حمص وريفها”.
وأوضح أنه عدد المتقدمين من عناصر النظام للحصول على البطاقة المؤقتة في مدينة حلب ليوم الجمعة فقط بلغ 1183 شخصًا، ليصل إجمالي المتقدمين خلال 4 أيام إلى 2424 شخصًا.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية لمدينة حمص (وسط)، في موقعها الجغرافي الذي يربط بين العراق والأردن ولبنان، ما يجعلها نقطة تقاطع بين القوى الإقليمية والدولية، وتعتبر بوابة العاصمة دمشق، وأكبر المحافظات السورية من حيث المساحة.
وجنوبًا، أعلنت المعارضة أيضًا، قبل قليل، سيطرتها على أكثر من 80% من مساحة محافظة درعا (جنوب).
ونقلت “قناة الجزيرة” عن مصادر في المعارضة السورية قولها إن "المئات من قوات النظام السوري هربوا من مركز مدينة درعا بعد توغل قواتنا".
وفي وقات سابق الجمعة 6 ديسمبر، كانت قد أعلنت فصائل من المعارضة السورية، عن تأسيس "غرفة عمليات الجنوب" في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء جنوبي سوريا. قبل أن تعلن سيطرتها على موقع تل الحارة الاستراتيجي بريف درعا، وقاعدة اللواء 52 قرب بلدة الحراك، وامتد القتال إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.
كما سيطرت قوات المعارضة على نقاط عسكرية في بلدة عقربا وتل الهش شرقي مدينة نوى، وبلدة الجبيلية بريف درعا الغربي، وأَسرت عدة عناصر من قوات النظام.
وبالتزامن مع اقتراب فصائل المعارضة من مدينة حمص، سلم النظام السوري، الجمعة، مركز محافظة دير الزور (شرق) لقوات سوريا الديمقراطية، بعد أن قام بسحب قواته المنتشرة في دير الزور.
في وقت سابق، كان النظام قد سحب قواته من 7 قرى في دير الزور، وسلمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بالإضافة إلى مطار دير الزور العسكري.
من جانبها، أكدت "قسد" انتشار عناصرها في مدينة دير الزور وغرب الفرات بعد انسحاب الجيش السوري، أن معبر البوكمال الحدودي مع العراق تحت سيطرة "قسد"، وفقاً لوكالة رويترز.
سياسيًا، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الجمعة 6 ديسمبر/كانون الأول 2024، عن مصادر قولها إن مسؤولين مصريين وأردنيين حثوا الرئيس السوري بشار الأسد على مغادرة البلاد، وتشكيل حكومة في المنفى.
فيما قالت وول ستريت جورنال، نقلا عن مسؤولين أمنيين سوريين وعرب، قولها إن بشار الأسد أرسل رسالة إلى تركيا يطلب فيها التدخل في الوضع القائم حاليا في سوريا وإيقاف تقدم المعارضة السورية.
وأوضحت أن الأسد سعى للحصول على أسلحة ومساعدة استخباراتية من دول عربية، لكن طلبه رُفض حتى الآن.
وإلى ذلك، قال موقع بلومبيرغ الأميركي نقلًا عن مصدر مقرب من الكرملين، تأكيده أنه لا خطة لدى روسيا لإنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد، في ظل تسارع سيطرة قوات المعارضة السورية المسلحة على مناطق واسعة في البلاد.
وأضاف المصدر الروسي أن بلاده "لا تتوقع أي خطة لإنقاذ الأسد ما دام الجيش السوري يترك مواقعه".
ويأتي هذا بعد مطالبة السفارة الروسية في دمشق الرعايا الروس بمغادرة البلاد على خلفية تفاقم الوضع، وقال بيان للسفارة إنها ستواصل عملها كالمعتاد.
وفي الأثناء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن استقرار الوضع في سوريا ليس بالأمر السهل، ووصف ما يجري بأنه "لعبة معقدة" يشارك فيها عدد كبير من الأطراف.
وقبلها قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إنه "يأمل" في أن "يواصل المقاتلون السوريون تقدمهم دون مشاكل"، معتبرا أن "الهدف" المقبل بعد سيطرة الفصائل المسلحة على مدن وبلدات بينها حلب وحماة، "هو دمشق".
وأضاف إردوغان، في تصريحات أدلى بها عقب صلاة الجمعة لصحفيين، نقلتها وكالة أنباء الأناضول: "لقد اتصلنا بالأسد وقلنا له: دعونا نحدد مستقبل سوريا معًا. وللأسف، لم نتلق ردًا إيجابيًا بشأن هذه المسألة".
وعن تقدم المعارضة، قال: "المعارضة تواصل تقدمها في إدلب وحماة وحمص.. والهدف بالطبع (بعد ذلك) هو دمشق. مسيرة المعارضة هذه مستمرة. ونأمل بأن تستمر هذه المسيرة في سوريا دون حوادث أو مشاكل".
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، كانت الإدارة العسكرية لقوات المعارضة السورية قد أطلقت عملية عسكرية أسمتها “ردع العدوان”، وبدأت بالسيطرة على محافظة حلب (شمال)، تلتها محافظة حماة (وسط)، وحاليًا باتت تطرق أبواب حمص (وسط) ودرعا (جنوب)، فيما أعينها على العاصمة دمشق التي يتحصّن فيها رئيس النظام السوري بشار الأسد. وسط توقعات إقليمية ودولية باقتراب انهيار النظام كليًا خلال الساعات القادمة.
المصدر: برّان برس