حققت فصائل المعارضة السورية، ضمن عمليتي "ردع العدوان" و"فجر الحرية"، يوم الثلاثاء، تقدمًا كبيرًا في أرياف حماة وحلب، حيث سيطرت على مدن وقرى استراتيجية مثل طيبة الإمام، حلفايا، وصوران، كما استهدفت مواقع حساسة للنظام باستخدام طائرات مسيرة، وأسرت عددًا من عناصره.
بالتوازي، تكبد النظام السوري خسائر بشرية ومادية كبيرة، واستنفر ميليشيات إيرانية لدعم قواته، في ظل ضربات روسية عنيفة استهدفت منشآت صحية ومناطق مدنية في إدلب، مما أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين وتصاعد موجات النزوح.
وأفادت مصادر سورية بأن فصائل المعارضة بدأت الدخول إلى مدينة حماة، بينما انسحبت قوات النظام السوري بشكل كامل من عدة مواقع في المدينة، بما في ذلك دوار السباهي على المدخل الشمالي.
وقال تلفزيون سوريا إن أحياء المدينة الشمالية شهدت إطلاق رصاص كثيف، مع إغلاق جميع المحال التجارية في أسواق المدينة وأحيائها الفرعية.
وأكدت المصادر أن الانسحابات الكبيرة لقوات النظام اتجهت نحو مدينة سلمية، تاركة أحياء حماة شبه فارغة من القوات.
كما أكدت المصادر أن النظام السوري بدأ بسحب الأموال والمستندات من مصارف مدينة حماة، كما أغلق مكاتب الصرافة، تزامنًا مع تقدم فصائل المعارضة ضمن عملية "ردع العدوان" ودخولها للمدينة، وفقًا لتلفزيون سوريا.
بدورها، أعلنت إدارة العمليات العسكرية بسط سيطرتها على مناطق جديدة في ريف حماة الشرقي، بعد مواجهات مع قوات النظام السوري ضمن عملية "ردع العدوان".
وأشارت إدارة العمليات إلى أن تقدمها في ريف حماة الشرقي ما زال مستمرًا، وتمكنت في هذا الإطار من السيطرة على قرى أبو لفة والمستريحة وبيوض وثروت.
وقال القيادي في إدارة العمليات العسكرية، المقدم حسن عبد الغني، إن فصائل المعارضة سيطرت على 14 قرية وبلدة جديدة في محاور حماة وريفها، أهمها الرهجان ومعرشحور، مؤكدًا أن التقدم ما زال مستمرًا على عدة محاور وبكل الاتجاهات.
وأكدت إدارة العمليات العسكرية في بيان ثان أن عملية "ردع العدوان" مستمرة حتى تحقيق أهدافها في تأمين المدن والبلدات وإعادة المهجرين إليها.
وقال القيادي في إدارة العمليات العسكرية، عامر الشيخ، في كلمة مرئية إن "الهدف من عملية ردع العدوان هو تأمين عودة المهجرين وإنهاء حكم الفساد والاستبداد، وبناء سوريا جديدة تسع كل أبنائها".
في الجانب السياسي، دفع التوتر المتصاعد في سوريا الولايات المتحدة وروسيا إلى إعادة تفعيل الخط الساخن بين قواتهما، بينما دعا النظام السوري إلى جلسة طارئة في مجلس الأمن، وأعربت إيران وروسيا عن دعمهما الكامل للأسد.
واتهم مستشار المرشد الإيراني الأعلى، علي أكبر ولايتي، تركيا بالوقوع في فخ الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في سوريا، وتعهد بمواصلة دعم النظام السوري.
وقال ولايتي في تصريح اليوم الثلاثاء: "إيران كانت تتوقع أن يتمكن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، من إصلاح بعض أخطاء السياسة الخارجية التركية"، مضيفًا: "لم نتوقع أن تقع تركيا في الفخ الذي حفرته لها أمريكا وإسرائيل".
وأضاف: "على أمريكا والدول الإقليمية أن يعلموا أننا سنواصل دعم سوريا حتى النهاية".
من جهة أخرى، نفت تركيا تقديم أي دعم للفصائل المعارضة رغم مراقبتها التطورات عن كثب.
وأجرى وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان، والأردني أيمن الصفدي، مباحثات اليوم الثلاثاء تناولت التطورات في سوريا.
وطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري بالانخراط في عملية سياسية حقيقية تخرج البلاد من أزمتها، وألا يفاقم الوضع في سوريا.
وذكرت الرئاسة التركية في بيان أن أردوغان بحث مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني التطورات الأخيرة في سوريا، وأكد على أهمية وحدة وسلامة الأراضي السورية.
وأشار البيان إلى أن أردوغان شدد خلال الاتصال على ضرورة انخراط النظام السوري في عملية سياسية جادة لمنع تفاقم الوضع.
من جانبه، أكد نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، ديفيد كاردن، أن اليومين الماضيين كانا الأكثر عنفًا في شمال غربي سوريا منذ تصاعد الصراع في 26 تشرين الثاني.
وأشار كاردن إلى أن الغارات الجوية أسفرت عن مقتل مدنيين واستهدفت مخيمات للنازحين ومستشفيات ومدارس، مضيفًا أن هذا أمر غير مقبول، فالمدنيون والأهداف المدنية ليست أهدافًا مشروعة.