الرئيسية > اخبار وتقارير > الحوثيون ينسفون الوحدة ويحركون أوراق الحراك وفزاعة القاعدة للحشد ضد هادي (تقرير)

الحوثيون ينسفون الوحدة ويحركون أوراق الحراك وفزاعة القاعدة للحشد ضد هادي (تقرير)

الحوثيون ينسفون الوحدة ويحركون أوراق الحراك وفزاعة القاعدة للحشد ضد هادي (تقرير)

يعيش جنوب اليمن على صفيح ساخن، ترقباً لما سيؤول إليه وصول الرئيس عبدربه منصور هادي إلى مدينة عدن، في وقت تعيش صنعاء وبعض المدن في الشمال تحت سيطرة وحكم فعلي من جماعة الحوثي، فيما انصاعت المدن الجنوبية للرئيس هادي.

 

وتدفع جماعة الحوثي، المدن الجنوبية إلى السير نحول الانفصال عن الشمال، بعدما أوصلت البلاد إلى وضع خطير في ضل سيطرتها على الحكم، عقب استقالة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته، والذي تراجع بعد ذلك عن الاستقالة.

 

وأعلنت المدن الجنوبية عقب استقالة هادي، استقلال قرارها عن المركز الحاكم في صنعاء، وبدء تسيير الحكم فيها عبر قيادات مدنية وعسكرية من ابناء تلك المحافظات، ووقف التعامل مع جماعة الحوثي التي تسيطر على الحكم في البلاد، لكن عودة هادي إلى عدن واعلانه تراجعه عن الاستقالة خلط الأوراق.

 

ويحلم الجنوبيين منذ سنوات بالاستقلال عن صنعاء، وإعادة البلاد إلى ما قبل 22 مايو 1990، عندما توحد الشمال مع الجنوب، باتفاقية جمعت الدولتين تحت مسمى الجمهورية اليمنية.

 

الحوثيين يقضون على الوحدة

بين الحين والاخر يظهر زعيم جماعة الحوثي (عبدالملك الحوثي)، في خطابات مطولة يتحدث دائماً عن الوحدة الوطنية أو اليمنية وهي الكلمة الأكثر تكراراً في خطاباته، رغم انه يتزعم جماعة لا أرضية شعبية لها خارج الطائفة الزيدية التي تتمركز أقصى شمال اليمن، وتؤمن بالتمايز العرقي للسلالة الهاشمية.

 

 

 

وفي خطابه الاخير مساء الخميس، حذر الحوثي من القاعدة التي قال ان التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد، هدفت إلى ارساء تواجد القاعدة بشكل مكثف في الجنوب.

 

كما اتهم قوى سياسية وفي مقدمتها الرئيس هادي بالعمل على نقل الصراع من الشمال إلى الجنوب، في محاولة منه لاستعطاف الجنوبيين للوقوف ضد هادي.

 

لم تول جماعة الحوثي مسألة الهوية الوطنية الجامعة اهتماما خاصا في السابق، ولكنها اكتشفت مكانتها في ظل التطورات الأخيرة، فصارت تلعب هذه الورقة وسط الفوضى والفراغ. ولأن مساحة الفوضى والفراغ في اليمن اتسعت، صار لجماعة الحوثي مكانة تفوق حجمها بمرات عديدة، وأدت هذه الحالة المتضخمة للجماعة الصغيرة إلى حالة فوضى عبثية طالت كل مكان باليمن.

 

ويعزز ما يسمى بـ"الإعلان الدستوري" الذي أعلنته جماعة مطالب الحراك الجنوبي في الانفصال وإنهاء الوحدة، فالجنوبيين لا يتخيلون ان تحكمهم جماعة بعد ان اسقطت دولة بحكم دستوري.

ويقول القيادي الجنوبي ورئيس الوزراء الاسبق حيدر أبو بكر العطاس في تصريحات لوسائل الإعلام ، إن ما يقوم به الحوثيون، يقضى على آخر آمال الوحدة.

 

وقال أن الوحدة في اليمن شبه منتهية بعد الأعمال العدائية التي قامت بها وفي مقدمتها العدوان على منزل الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي ومحاصرته إضافة إلى رئيس الحكومة وعدد من الوزراء الجنوبيين، لافتا إلى أن الجنوبيين سيفرضون الأمر الواقع بالمنطقة.

 

وقال مصدر في اللقاء المشترك لـ"مندب برس" إن الاوضاع الحالية تشير إلى ان البلاد متجهة نحو الانفصال.

 

وأضاف طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن ما يحدث حالياً، يعزز بقوة مطالب الانفصال، خصوصاً مع استمرار الحوثيين في سيطرتهم على صنعاء ورفضهم لأي محاولات للحد من انزلاق البلاد نحو التدهور الأمني والاقتصادي.

 

وتابع "لم يعد للرئيس هادي أي أهمية لدى الجميع، وما يحدث من تمسك كثير من القوى بشرعيته، محاولة لوقف انهيار الدولة، والتشبث بشرعية ضد الميليشيا الجهوية والطائفية التي تريد الاجهاز على دولة كاملة بنظامها ومقدراتها".

 

اتهامات بارتكاب انتهاكات ضد الجنوبيين واستعدادات للمواجهة

اتهمت اللجان الشعبية بمحافظة عدن جنوب اليمن قوات الأمن الخاص بالمحافظة بتنفيذ "مؤامرة خطيرة لتسليم المدن والمعسكرات" في عدن للحوثيين وعناصر موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

 

وتقول اللجان الشعبية التي أصبحت تسيطر على مراكز حكومية في الجنوب ان ما شهدتها عدن مؤخراً جاءت بعد أن "أقدمت تلك العناصر بمهاجمة موقع اللجان بعد أن أوقفت اللجان الشعبية في وجه انتهاكاتهم بحق أبناء الجنوب".

 

 

وتقول اللجان الشعبية والسلطات المحلية في عدن "إن ما قامت به الجماعة أتى ضمن مخطط مرسوم أفرزه تحالف اتضحت ملامحه جلية بين الحوثي وصالح الذي سهل مهمة احتلال واقتحام المؤسسات والمدن بعلاقاته والولاء الذي يحظى به في الجيش وفي مقدمة ذلك الحرس الجمهوري والأمن المركزي.

 

ووجهت اللجان الشعبية رسالة إلى جماعة الحوثيين، قالت فيها إن "أي تحرك ضد الجنوب سيكون بمثابة استنساخ لحرب صيف 1994 بطابع طائفي خطير، ولن تجدوا إلا الفشل والهزيمة على أرض الجنوب الحرة، وستفشل مطامعكم كما ستفشل حججكم الكثيرة والمفضوحة".

 

كما نظمت عدداً من قبائل الجنوب عروضاً مسلحة وعسكرية بشتى أنواع الأسلحة، قائلة إنها على اهبة الاستعداد لأي محاولة اقتحام لمدن الجنوب من قبل الحوثيين.

 

ووصل الحوثيين بمسلحيهم إلى الحدود التي تقع بين محافظة البيضاء ومدن جنوبية، وهو ما دفع الجنوبيين للتحرك بمسلحيهم استعداداً للدخول في حرب مع مسلحي الحوثي.

 

دولة جنوب اليمن.. حلم قد يطول انتظاره     

وعلى الرغم من اتفاق الجنوبيين على اهمية فك الارتباط بالشمال، إلا انهم يرون أن قرار الانفصال يحتاج إلى سنوات لتحقيق هذا الأمر، وهو ما أكده القيادي في الحراك الجنوبي ناصر الطويل، الذي قال إن أي حديث عن امكانية اقامة دولة جنوبية خلال اشهر مجرد مزايدات.

 

 

الطويل في حديثه لـ"مندب برس" قال إن الجنوب يحتاج إلى سنوات لبناء دولة، كون مؤسسات الدولة الجنوبية السابقة دمرت من قبل نظام صالح ووزعت على نافذين.حسب قوله.

 

ويضيف "بناء الدولة ليس بالأمر السهل كما يفكر البعض، ولكن باستطاعة الجنوبيين بناء دولتهم على انقاض الدولة المدمرة، كون هناك مؤسسات لا زالت موجودة".

 

واتفق السكرتير الثاني للحزب الاشتراكي بعدن، قاسم داوود مع ما قاله الطويل، قائلاً "إنه من الصعب بناء دولة خلال ثلاثة أشهر أو نصف عام".

 

وقال داوود "إن إعلان الدولة أمر سهل قد يقوله أي شخص، لكن التنفيذ على أرض الواقع يحتاج لسنوات، لإعداد تشريعات وبسط نفوذ الدولة، وبناء جيش وأمن قويين، وبنية تحتية متكاملة".

 

وأضاف لـ"مندب برس" "جرى تدمير الجنوب منذ 90، وحالياً اذا اردنا دولة يجب أن نبدأ من الصفر، والوضع حالياً معقد للغاية، وعلينا وقف الانهيار في المدن الجنوبية ثم نبدأ بأولويات إعادة بناء البنية التحتية للدولة الجديدة".

 

هادي يقلب الطاولة على الحوثيين

تمكن الرئيس عبدربه منصور هادي من قلب الطاولة على رؤوس الحوثيين وشركائهم  ، بتمكنه من التحرر من قبضتهم حيث كان محاصراً بصنعاء  ووصوله الى عدن، كونها خطوة سياسية مهمة من شأنها تغيير المعادلة السياسية القائمة في اليمن.

 

 

 

 وغادر هادي السبت الماضي منزله بصنعاء بطريقة لم تكشف بعد، واعلن يومها الغاء كافة الاجراءات التي قامت بها جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء منذ 21 سبتمبر حتى الان واعتبرها باطلة وغير شرعية.

 

 ودعا الرئيس هادي في اول  بيانا يصدر عنه بعد  تمكنه من الخروج من العاصمة صنعاء ووصوله إلى محافظة عدن الهيئة الوطنية للحوار إلى الاجتماع في محافظة عدن او تعز حتى خروج المليشيات من العاصمة صنعاء.

 

وعقد هادي عدداً من اللقاءات مع محافظين من الجنوب والشمال، وقيادات سياسية، كما أجرى عدداً من التحركات الميدانية والسياسية بتغيير قيادات امنية في عدن حيث يقيم حالياً، إضافة إلى اجراء اتصالات مع زعماء دول خارجية، كما اعلنت احزاب سياسية دعمها لعودة هادي بعد سحب استقالته من البرلمان.

 

ودفعت تحركات هادي الحوثيين إلى قولهم انه لم يعد رئيساً شرعيا للبلاد، كما احالوا عدداً من القضايا المتعلقة به إلى النيابة، وطالبوا بالقبض عليه، وهددوا في الوقت ذاته باجتياح الجنوب في حال استمر هادي في الحكم.

 

وأرسلت دول الخليج امين عام المجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني إلى مدينة عدن للقاء بالرئيس، الذي اكد دعم الخليج لشرعيته الدستورية.

 

واعلنت كل من قطر والسعودية ارسال سفراها إلى عدن ومزاولة اعمالهم منها، بسبب سيطرة الحوثيين على العاصمة.

 

ويوم الخميس التقى هادي بالمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، ورؤساء سبعة احزاب يمنية، لبحث مسألة التوصل إلى اتفاق ينهي الوضع الحالي ويقرب الأطراف السياسية للخروج بحلول واضحة.

 

وتحولت عدن إلى محط أنظار العالم، فيما بدأ الداخل والخارج يتجاهل بجدية صنعاء، مع مغادرة معظم السفارات الكبرى فيها، وتواجد الرئيس في عدن وعدم وجود حكومة تسير الأعمال في البلاد.

 

ويأمل كثير من اليمنيين ان تساهم التحركات الجارية على المستوى المحلي والدولي، في وضع حد للتدهور الحالي، لا سيما مع ارتفاع نسبة البطالة والفقر، وتوسع الحروب في مناطق مختلفة، اضافة إلى توقف الاستثمارات وتوقف حركة الطيران التي أثرت على الاقتصاد في البلاد

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)