هل تم اخلاء السفارة الأمريكية في اليمن بشكل نزوح محموم او جنوني تسبب بكشف اسرار أمريكية حساسة أم انه رحيل منظم يعكس درجة عالية من الاحتراف.
هكذا بدأت "الفورين بوليسي" حديثها عن مغادرة طاقم السفارة الامريكية في اليمن وما اذا كانوا قد تركوا خلفهم اسرار مهمة تمس الأمن القومي الأمريكي. وقالت المجلة في تقرير لها تحت عنوان هل اليمن بن غازي جديدة، في اشارة لما تعرضت له سفارة الولايات المتحدة الامركية في ليبيا في العام 2012.
وقالت الفورين بولسي أن هاتين هما الروايتين البارزتين بعد أن وجهت الـ "فوكس نيوز" يوم الأربعاء الماضي تهم للادارة بكشف معلومات حساسة بسبب ما قالت عنه الفشل في توقيف خطوط الاتصال المباشرة للسفارة بواشنطن قبل المغادرة.
وقالت الفورين ان مسؤول في الخارجية قال في تصريح للمجلة أن تلك المعلومات "خاطئة ومبالغ فيها بشكل فاضح".
ووفقا لتقرير فوكس نيوز فأن الذعر الذي حصل في أوساط المسؤولين الأمركيين في السفارة جعلهم يغادرون السفارة بتسرع في الـ 11 من نوفمبر الجاري. كما ادعى التقرير أن المسؤولين الأمريكيين قاموا بعملية الاخلاء دون أن يقوموا بإيقاف تشغيل البريد الإلكتوني الذي وصفته "بمرفوع السرية عنه" كما لم يقوموا بإيقاف نظام بيانات يسمى "اوبن نت".
وبحسب الفورين بولسي فأن نظام الأوبن نت يستخدم من قبل شريحة واسعة من العاملين لدى وزارة الخارجية الأمريكية حيث يعتبر نظام يستخدم لتصفح الانترنت ومتابعة البريد الإلكتروني وأخبار الفيسبوك ومع انه لا يحوي أي معلومات سرية لكنه يعتبر "مضيف" أو مكان لحفظ بعض الاتصالات الداخلية.
ونقل تقرير فوكس نيوز بحسب الفورين بوليسي عن ضابط سابق في المخابرات الامركية حديثه عن الأوبن نت وكيف يمكن ان يستخدم من قبل الارهابيين وبالتالي استخدامه ضد الولايات المتحدة الأمريكية حيث قال توني شافير "اذا كان بامكانهم استغلاله فيمكنهم فتحه وتحليله وتصنيفه وسيتمكنون من التعامل بشكل كبير مع معلومات هامة حول كيفة عمل السفارات ووظيفتها".
ويوم الأربعاء الماضي قال جون بولتون وهو سفير سابق لدى الأمم المتحدة ويسعى بخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2016 أنه تفاجأ من نوع الفوضى التي رأى وقال "أعتقد أنها كشفت مشكلة حقيقية" بالاشارة إلى معدة تقرير فوكس نيوز كاثرين هيريدج.
تقول الفورين بوليسي أن المشكلة الوحدية وفقا لمسؤول في وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة لم تقطع الاتصال خلال عملية الإخلاء التي وصفوها بالمنظمة والهادئة، وليس هنالك أي معلومات تركت في خطر. وقال "نظام الرسائل الخاص بنا وخادم تحويل المعلومات في نظام الأوبن نت تم قطعه كجزء من إجراءات الاخلاء". وأضاف "كل المعلومات المهمة مؤمنة او تم التخلص منها".
واشار المسؤول في وزارة الخارجية أن الوزارة تمتلك الان قوات أمن يمنية تحرس خارج السفارة وتم توظيف قوات أمن محلية تحرس داخل المجمع. وفيما يتعلق بالتقرير الذي يقول أنهم تركوا معلومات سرية مكشوفة خلفهم قال المسؤول ان عملية الاخلاء كانت مرتبة ومنظمة وهادئة واضاف "لم يكن هنالك أي اشارة للذعر عند مغادرتنا وتم رحيلنا بطريقة محنكة ومعتمدة مما يعكس مستوى عالي من الكفاءة المهنية والدبلوماسية والعسكرية وغيرها لدى موظفينا الذين تم تعيينهم بصنعاء".