رفض محللون سياسيون سعوديون اعتبار عدم صدور قرار مجلس الأمن الأخير حول اليمن تحت البند السابع بأنه رفض من المجلس لمطالب دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدين أن القرار تضمن تأكيد المجلس استعداده لاتخاذ خطوات إضافية في حال عدم الالتزام بتنفيذ بنود القرار من جانب أي طرف في اليمن، ما يعني أن قراراً لاحقاً ينتظر أن يصدر تحت البند السابع بعد مهلة الـ 15 يوماً.
وأجمع خبراء ومحللون سياسيون سعوديون على أن دول مجلس التعاون الخليجي لن تسمح للحوثيين بأن يحكموا اليمن وينفذوا لإيران أجندتها ومشاريعها الخاصة للهيمنة على المنطقة العربية، وفي مقدمها دول الخليج العربي.
تقاليد مجلس الأمن
وقال المحلل السياسي د. منيف بن عبد الرحمن الشمري إن مجلس الأمن له تقاليد في مسألة إصدار قرارات تحت البند السابع منها إعطاء مهلة لمن يمكن أن يصدر بحقهم القرار ، وهو ما فعلته مع جماعة الحوثي في اليمن، ولكنه سوف يصدر في المستقبل قراره تحت البند السابع في حال عدم التزام الحوثيين بتنفيذ مطالب المجلس.
وقال الشمري إن رفض الحوثيين لقرار مجلس الأمن الذي يدعوهم لترك السلطة والانسحاب من المؤسسات الحكومية التي استولوا عليها والإفراج عن أعضاء الحكومة والمعتقلين والعودة إلى طاولة المفاوضات، سيفتح جبهة جديدة بين المجلس والتنظيم الحوثي ربما يصل الى إصدار قرارات تحت الفصل السابع كما تطالب دول الخليج العربي.
وأوضح أن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي طالبت دول مجلس التعاون باستخدامه للضغط على الحوثيين ينص على تدابير قسرية في حال تهديد السلم، تتراوح بين العقوبات الاقتصادية واستخدام القوة العسكرية.
مواجهة مفتوحة
وقال الباحث في الشؤون اليمنية د. عبد الإله بن حمود الطريقي إن الحوثيين يدركون أنهم أصبحوا في مواجهة مفتوحة لكل الاحتمالات مع مجلس الأمن، مشيراً إلى أن القرار الحالي لمجلس الأمن ينص بوضوح على أن المجلس «يبدي استعداده لأخذ تدابير إضافية»، ما يعني بلغة الأمم المتحدة فرض عقوبات، وهو ما ينتظر أن يصدر لاحقاً.
ومن جهته قال الباحث في الشؤون اليمنية د. عبد الإله بن حمود الطريقي إن تمكن الحوثيين من السلطة في اليمن سيجعلهم بفضل السلاح والمال والتدريب الإيراني أكثر رسوخاً وأشد تهديداً للجيران، بل أشد فتكاً على من يخالفهم طائفياً، وسيكونون أقوى من حزب الله في لبنان، معتبراً أنهم تهديد مباشر للسعودية وبقية دول مجلس التعاون، وسيكونون خنجراً مسموماً في الخاصرة العربية.
النموذج الليبي
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي كامل الشمري أن دعوة دول التعاون الى استخدام الفصل السابع تعد خطوة مهمة في مواجهة التغول الإيراني من خلال ذراعهم الحوثي في اليمن، مذكراً بأن هذا الفصل استخدم في فبراير ومارس عام 2011 لإعطاء تفويض لحلف شمال الأطلسي للتدخل في ليبيا بهدف حماية المدنيين، ما أدى الى سقوط نظام معمر القذافي.
/البيان/