الرئيسية > اخبار وتقارير > كواليس إدانة طهران بالقمة الإسلامية

كواليس إدانة طهران بالقمة الإسلامية

كواليس إدانة طهران بالقمة الإسلامية

بعد إدانة القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول بأغلبية ساحقة لتدخلات إيران بشؤون البحرين واليمن وسوريا والصومال، واستمرار دعمها للإرهاب، كما أدانت حزب الله اللبناني بوصفه عاملا في زعزعة استقرار الدول الإسلامية، فضلا عن انسحاب ا الرئيس الإيراني حسن روحاني والوفد المرافق له احتجاجا على التوصيات الختامية، توالت التصريحات الإيرانية المنددة والتي اصطحبها لهجة التهديد،”مما فتح السؤال عن مبررات الاحتجاج الإيراني وفرص نجاح العمل الإسلامي المشترك.

عدد من المراقبون يرون أن بيان منظمة التعاون الإسلامي يؤكد فشل النموذج الإيراني في المنطقة على عكس النموذج التركي ، فضلا عن إدانة إيران بتهم دعم الإرهاب يُزيد من غزلتها.

 

إيران تهدد منظمة التعاون الإسلامي

هدد مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي، منظمة التعاون الإسلامي بأنها ستندم على مواقفها التي اتخذتها ضد إيران و”حزب الله وقد اعتبر عراقجي أن المنظمة تعاني من ضعف بنيوي، وهي واقعة تحت تأثير عدد من الدول التي تقوم بتوجيهها نحو أهدافها الخاصة، على حد وصفه.

ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن احتجاج بلاده علي طرح السعودية وبعض حلفائها للبنود التي وصفها بالمعادية لإيران وبند آخر ضد حزب الله اللبناني في مشروع إعلان القمة.

وأكد ظريف أن هذا السلوك من قبل السعودية يتنافى مع روح التضامن الإسلامي ولا يصب إلا في مصلحة الكيان الصهيوني.

مشاورات القمة

وعن كواليس مشاورات الجلسات، ذكرت مصادر لجريدة “القدس العربي” أن جميع الجلسات شهدت خلافات إسلامية إيرانية لا سيما مع السعودية التي أصرت على تضمين البيان العديد من النقاط التي تدين إيران، متسلحة بدعم أغلب من ثلثي الوفود المشاركة في القمة، الأمر الذي أدى لانسحاب الرئيس الإيراني حسن روحاني من الجلسة الختامية، في خطوة لم تؤكدها مصادر تركية أو إيرانية رسمية.

ولفت المصدر إلى أن إيران حاولت الضغط من أجل إلغاء البنود التي وجهت انتقادات حادة لسياسات طهران، لكن النفوذ السعودي كان الطاغي على القمة ومكن الرياض من تضمين جميع مطالبها في البيان الختامي، مرجحاً أن السعودية لاقت دعماً غير مباشر من قبل تركيا التي تترأس الدورة الحالية للقمة.

بنود الإدانة

وكان البيان الختامي للقمة قد أدان بوضوح “تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء، منها البحرين واليمن وسوريا والصومال، واستمرار دعمها للإرهاب”، مؤكداً على أن علاقات التعاون بين الدول الإسلامية وإيران “يجب أن تكون قائمة على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها”.

وأدانت القمة “الاعتداءات التي تعرضت لها بعثات المملكة العربية السعودية في مدينتي طهران ومشهد في إيران (في يناير/كانون الثاني الماضي)” والتي «تشكل خرقاً واضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية والقانون الدولي الذي يحمي حرمة البعثات الدبلوماسية”.

 

ورفض البيان الختامي التصريحات الإيرانية التحريضية فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحق عدد من مرتكبي الجرائم الإرهابية في المملكة العربية السعودية، معتبراً ذلك “تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للسعودية مما يتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي وجميع المواثيق الدولية‎”.

وفيما يتعلق بحزب الله اللبناني، أدانت القمة الحزب لقيامه: “بأعمال إرهابية في سوريا والبحرين والكويت واليمن، ولدعمه حركات وجماعات إرهابية تزعزع أمن واستقرار دول أعضاء في المنظمة”.

فشل الدور الإيراني

بدوره قال مدير مكتب دراسات الشرق الإسلامي مهنا الحبيل إن النموذج الإيراني قدم فشلا أخلاقيا وسياسيا على عكس النموذج التركي المدني الديمقراطي الذي قدم روحا إسلامية تجاوزت العنصرية والطائفية.

وأضاف أن إدانة الغالبية الإسلامية لإيران في محلها، وأن "تقريعها" جاء بسبب "تدخلها السافر" وأبرزه في سوريا التي لا يمكن السكوت على المذبحة القائمة فيها.

وواصل القول إن اليمن كان مكانا للتآلف الطائفي بين المدرستين الزيدية والشافعية، وكان العراق مدرسة للمدنية قبل تصدير إيران مشروعها الطائفي ومبدأ الولي الفقيه وتفريق المذاهب، متسائلا "لماذا لا تخرج إيران من هذا الخندق ولماذا تصر على مشروعها الطائفي؟".

ورأى الدكتورعبدالله الشايجي، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت، أن إدانة إيران بتهم دعمة الإرهاب يُزيد من غزلتها.

وقال في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر": بعد إدانة وحصار وعزل إيران وأذرعها خليجيًا وعربيا - أتت الضربة الثالثة إسلاميًا!، وهذا يزيد من عزلة إيران، التي أنسحب رئيسها من الجلسة الختامية".

من جانبه حث الدكتور عبد الله النفيسي- أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، على مقاطعة إيران اقتصاديًا، معتبرًا إياها أداة ردع لها.

وقال في تغريدة له على حسابه بتويتر: "لتعزيز عزلة إيران السياسية، التي ظهرت في قمة إسطنبول، لابد من التفكير جديًا بمقاطعتها اقتصاديًا، لتكف عن اعتداءاتها المتكررة على الأمة الإسلامية".

 

ورأي عبد الخالق عبدالله أستاذ العلوم السياسية بالإمارات في تغريدة له أن ?? دولة من أصل ?? دولة إسلامية تجمع على ادانة ارهاب ايران وتدخلاتها بشؤون المنطقة. ايران منبوذة عربيا وإسلاميا ولن يفيدها التودد لامريكا

 

 

فيما برر الجانب الإيراني عزلة إيران ومواقف الدول الإسلامية الرافضة لتدخلاتها في المنطقة أن المملكة العربية السعودبة لعبت دوراً بارزاً في التأثير على الدول الإسلامية لإدانة إيران وخروج البيان الختامي بهذه الأغلبية الساحقة، حيث أوضح

وحمل الباحث المتخصص في القضايا الإقليمية حسن أحمديان ما جرى إلى الأموال السعودية التي قال إنها لعبت دورا واضحا في التأثير على الدول الإسلامية، وإنها كانت تطمح إلى أن لا يشارك الرئيس روحاني في القمة للوصول إلى ما هو أبعد من المواقف ضد إيران، زاعماً أن الدول الإسلامية التي تتعرض لمشاكل اقتصادية اتخذت مواقفها خوفا من وقوع عقوبات عليها كما حدث مع لبنان.

وأوضح أن روحاني جاء إلى القمة بأمل أن ينفتح حوار وباب للدبلوماسية، ولكن تبين أن السعودية"ليست لديها استراتيجية للحوار"، وحول عدم احتجاج دول تعد حليفة لإيران على موقف الغالبية قال إن بعض الدول لها وضعها الخاص كالعراق التي فيها موزاييك قومي، أما إيران فهي "سيدة نفسها وذات موقف مبدئي"، حسب قوله.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)