الرئيسية > اخبار وتقارير > أوروبا لا تعبأ بأمن الخليج وتفتح خزائنها لإيران

أوروبا لا تعبأ بأمن الخليج وتفتح خزائنها لإيران

أوروبا لا تعبأ بأمن الخليج وتفتح خزائنها لإيران

"أوروبا لم تعد تعبأ بأمن الخليج واستقراره" حقيقة أكدتها المواقف الأوروبية المتتالية بدءا من توقيع الاتفاق النووي الإطاري بدعم أوروبي في إبريل 2015 وصولا إلى دخوله حيز التنفيذ في يناير 2016، الأكثر خطورة أن أوروبا تعلن اليوم تقديم دعم اقتصادي غير مسبوق للخزينة الإيرانية عبر الشراكة التجارية، دون أي شروط أو ربط لهذا الانفتاح الاقتصادي الأوروبي بإجبار إيران على تحجيم أنشطتها التوسعية بالمنطقة أو عقد تسويات سياسية بالملف السوري واليمني، برغم أن الخليج عقد حزمة من صفقات السلاح لصالح شركات بريطانية وفرنسية، ويشارك أوروبا في حربها ضد داعش، وفي المقابل لا يوجد اهتمام غربي بوقف التمدد الإيراني المتنامي عقب تدفق مليارات الدولارات بعد رفع العقوبات وعقد حزمة من الصفقات التجارية مع أوروبا، فهل تراجع دول الخليج مواقفها تجاه الاتحاد الأوروبي وهو يدعم بقوة أكبر خصم لها بالمنطقة؟

أوروبا عازمون على أن نصبح أكبر شريك تجاري لإيران

أكدت مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن الاتحاد عازم على أن يصبح أكبر شريك تجاري لإيران من جديد، فيما تُجري موغيريني محادثات في العاصمة الإيرانية طهران تُعد الأرفع مستوى بين أوروبا وإيران منذ أكثر من عشر سنوات، ويُرافقها في الزيارة سبعة مفوضين آخرين من الاتحاد الأوروبي.

وعقب محادثات مع مسؤولين في طهران، قالت موغيريني إن رفع العقوبات عن إيران سيوفّر النفط والغاز الإيراني الذي سيؤدي إلى تعزيز أمن الطاقة الأوروبي، وبشأن الأزمة السورية، قالت موغيريني إن بوسع إيران والاتحاد الأوروبي القيام بالكثير من أجل تسهيل العملية السياسية، كما أعلنت المسؤولة الأوروبية منح حزمة مساعدات بقيمة 7.3 مليون دولار للاجئين الأفغان المقيمين في إيران.

جولة روحاني لأوروبا وتدفق مليارات

يأتي هذا الدعم من قبل أعلى مؤسسة أوروبية بعد دعم آخر حظيت به إيران في أول جولة لأوروبا بعد توقيع الاتفاق النووي ففي 25 يناير 2016 بعد أسبوع من بدء تطبيق الاتفاق ورفع العقوبات بدأ الرئيس الإيراني جولة أوروبية "لإتمام صفقات بالمليارات"، من العاصمة الإيطالية روما، ثم توجه روحاني بعد ذلك إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث من المقرر أن يُتم صفقة مع شركة إيرباص لشراء أكثر من 100 طائرة، وصحب الرئيس في جولته، وفد مكون من 120 شخصا، من بينهم وزراء في الحكومة، ورجال أعمال.

في 26 يناير 2016 وقعت طهران خلال زيارة الرئيس حسن روحاني لروما اتفاقيات مع شركات إيطالية في مجال الطاقة والبنى التحتية تقدر قيمتها بـ17 مليار دولار،

وكانت شركة الصلب الإيطالية "دانييلي" قالت في وقت سابق إنها ستوقع اتفاقيات تجارية مع إيران بقيمة 5.7 مليار دولار. وتشمل الاتفاقيات مشروعا مشتركا بقيمة ملياري دولار يعرف باسم "بيرجيان ميتاليكس" ولكنه لم يفصح عن تفاصيل، كما ستوقع الشركة عقودا مع عدة شركات إيرانية مباشرة لتوريد ماكينات ومعدات لإنتاج الصلب والألومنيوم بقيمة 3.7 مليار دولار.

أوروبا هي من أعطت الضوء الأخضر للشركات حيث قرر الاتحاد الاوروبي إرسال مسؤولين إلى إيران في أوائل (فبراير) 2016 لاستطلاع العلاقات في مجال الطاقة، ونقلت وكالة رويترز عن مفوض الطاقة ميغيل ارياس كانيتي قوله إن "رفع العقوبات التجارية والمصرفية سيتيح لدول الاتحاد الاوروبي استئناف التعامل مع إيران، وإن المحادثات ستتركز على إمكانية التعاون في مجالات الطاقة النووية والنفط والغاز والطاقة المتجددة واستخدام الطاقة بكفاءة.

جاء قرار الاتحاد الاوروبي بعدما أعلنت مفوضة السياسة الخارجية فيدريكا موغريني في بيان مشترك مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "إن إيران نفذت التزاماتها" بموجب الاتفاق النووي وتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبأن ايران تنفذ بنود الاتفاق الخاصة بتفتيش منشآتها النووية.

صفقات سلاح خليجية مع دول أوروبية

فهل تراجع دول الخليج نفسها وتراجع صفقات السلاح والصفقات التجارية مع دول أوروبية تعزز علاقتها التجارية بإيران، فقد ركزت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها الأربعاء 6 إبريل 2016، على إعلان شركة "فينميكانيكا" الإيطالية للصناعات الدفاعية والجوية توقيعها اتفاقًا مع الكويت لبيع 28 طائرة "يوروفايتر تايفون"، حيث تسير الكويت عى خطى جيرانها في تحديث سلاح الجو.

 

وأشارت إلى أن الصفقة هي الأكبر على الإطلاق للشركة الإيطالية، وتصل قيمتها إلى نحو 9.1 مليار دولار، وفقًا لمسؤولين في تلك الصناعة، وتشمل الصفقة شراء الطائرات والدعم المقدم لها، وتدريب أطقمها وما يتعلق بالبنية التحتية الخاصة بها في الكويت، ولا تشمل الأسلحة التي تستخدمها تلك الطائرات.

شهد معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري "ديمدكس 2016"، في 29 مارس 2016، توقيع اتفاقية بين قطر وفرنسا لشراء 24 طائرة رافال بقيمة 6.7 مليارات يورو، ووقع الاتفاقية وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد العطية، مع نظيرة الفرنسي جون ايف لودريان، بعد الافتتاح الرسمي لمعرض الدفاع البحري.

صفقات أوروبا ستنعش ميزانية الدفاع والحرس

تعلم أوروبا جيدا أن تدفق المليارات على الخزينة الإيرانية سيذهب جزء منه بالقطع لصالح خزينة وزارة الدفاع وميزانية الحرس الثوري الإيراني وأنشطته التوسعية بدول الخليج وعدة عواصم عربية، فلماذا لم تشترط أوروبا تفكيك الحرس الثوري ووضع ميلشيات إيرانية على قوائم الإرهاب مقابل دمج إيران في المنظومة الأوروبية والتجارة العالمية مثلما هددت أمريكا بحسب ما أعلنه محسن رضائي، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، بأن الولايات المتحدة تشترط «تفكيك الحرس الثوري» لإتاحة انضمام طهران إلى منظمة التجارة العالمية."

ووفقا لدراسة لمنتدى العمل الأمريكي نشرت في 10 أغسطس 2015، تحت عنوان "ميزانية الدفاع الإيرانية بعد الصفقة النووية"، فإن إيران تنفق 34% من إجمالي الميزانية العسكرية الحقيقية على الدفاع، بينما توجه 65% من ميزانيتها العسكرية على الحرس الثوري الإيراني، القوة شبه العسكرية التي تدعم نشاط المنظمات الإرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

دعم الأنشطة الإرهابية

وكشفت الدراسة أن "النتيجة الكارثية للحقيقة السابقة، هي أن إيران وبعد توقيع الاتفاق النووي معها ستكون مطلقة اليد وبحوزتها 140 مليار دولار، هي جزء من حجم الأموال المجمدة لها في الخارج- والتي سيتم الإفراج عنها هذا العام- إلى جانب تجارتها في النفط وغيره، فإذا استمرت اتجاهات الميزانية الحالية لإيران، فإن هذا معناه أن الصفقة الغربية مع طهران ستزيد الإنفاق العسكري الإيراني نحو 5 مليارات دولار (4.8 مليار دولار تحديدًا وفقًا للمعهد)، وزيادة ميزانية الحرس الثوري الإيراني بمقدار 50%". أي مضاعفة حجم الإنفاق الإيراني على الإرهاب، وهذا سيكون له نتائج وخيمة على المنطقة والعالم بأسره.

وبحسب دراسة معهد العمل الأمريكي، فإن ما بين 12 إلى 22 مليار دولار ستوجه للأنشطة الإرهابية، التي يدعمها الحرس الثوري الإيراني هذا العام، ويؤكد التقرير أن الحرس الثوري يدعم نشاط المنظمات الإرهابية، مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان. كما ترسل إيران مليارات الدولارات وتقديم المساعدة العسكرية إلى سوريا. فقد قدرت متحدثة باسم الأمم المتحدة مؤخرًا، أن إيران تنفق 6 مليارات دولار سنويًا لدعم النظام السوري، يشمل هذا جميع أوجه الدعم، وفي مقدمتها إرسال العتاد العسكري والخبراء الإيرانيين لمساعدته في القتال.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)