تسود حالة من القلق قبل بدء سريان الهدنة، التي أعلنها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن في وقت سابق، والتي من المتوقع أن تبدأ عند منتصف ليل اليوم الأحد.
ويكمن الخوف من فشل الهدنة، كما حدث في مرات سابقة، فيما يجري في تعز، جنوبي غرب اليمن، رغم وجود تحركات سياسية ودبلوماسية مكثفة سبقت بدء سريانها، إذ استمر القصف على الأحياء السكنية طوال الأيام الماضية، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين، إلى جانب ارتفاع وتيرة المعارك على أكثر من جبهة، في الوقت الذي تدفع جماعة الحوثي، وحليفها المخلوع، علي عبدالله صالح، بحشود من المقاتلين والأعتدة العسكرية إلى جبهات القتال الملتهبة في تعز، فيما تتجاهل الحكومة الشرعية دعم القوات الموالية لها والمقاومة بالسلاح النوعي، لتنفيذ وعودها بتحرير المدينة وإنهاء معاناة السكان فيها، كما يقول النشطاء.
ويأتي هذا التحشيد نحو مدينة تعز مع اقتراب موعد الهدنة، المقرّرة اليوم، بحسب ما أعلنه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وقالت مصادر محلية وشهود عيان، لـ"العربي الجديد"، إن تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة لتحالف الانقلاب وصلت، مساء أمس السبت، إلى مناطق الأطراف المحيطة بمدينة تعز.
وقال مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، إن التعزيزات المتدفقة بشكل مستمر منذ يومين، إلى تعز، توزعت بين عربات كاتيوشا وعشرات الأطقم المحمّلة بقاذفات مختلفة الأنواع، ولفت إلى أن معظم التعزيزات القادمة من محافظتي اب وذمار اتجهت إلى مناطق قريبة بموقع اللواء 35 مدرع، في منطقة المطار القديم، ومناطق الربيعي غرب المدينة، بهدف محاصرة مقر اللواء.
وأشار المصدر إلى أنّ الهدف من هذه التعزيزات هو استعادة المناطق التي خرجت من سيطرتها، خلال اليومين الماضيين، حيث خسرت المليشيات عدة مواقع في جبهة الضباب جنوب غرب المدينة، إضافة إلى خسارتها لمواقع أخرى في معظم المنطقة الغربية من المدينة.
وبحسب مراقبين، فإن تحشيد المليشيات لمزيد من القوات إلى تعز يثبت عدم جدّية جماعة الحوثي وحلفائها في إنجاح الهدنة التي تسبق مفاوضات الكويت، المقرّرة في 18 أبريل/ نيسان الجاري.
في السياق ذاته، أوضح شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، أن مليشيات وقوات الانقلاب تستقبل كل يوم في ساعات الليل الأخيرة، كميات كبيرة من الأسلحة، عبر السواحل الغربية لمحافظة تعز، وتقوم بنقلها عبر منطقتي الشمال الجديد والعسيلة، التابعتين لمديرية ذوباب جنوب تعز.
وكانت قوات البحرية الأميركية قد أعلنت اعتراض شحنة أسلحة، قالت إن مصدرها إيران، ويُرجح أنها كانت في الطريق إلى المقاتلين الحوثيين في اليمن. وبحسب بيان البحرية الأميركية في 4 أبريل/نيسان الجاري، فإن "سفينتين للبحرية الأميركية في بحر العرب اعترضتا وصادرتا شحنة أسلحة، في الأسبوع الماضي، كانت مخبأة في مركب شراعي، واشتملت على 1500 بندقية كلاشينكوف و200 قذيفة صاروخية، و21 بندقية آلية من عيار 50 ملليمترا".
وفي سياق متصل، أوضحت مصادر متعددة أن المليشيات، بعد فقدانها السيطرة على أكثر من 8 مواقع في الأجزاء الجنوبية والغربية من المدينة، خلال معارك الدائرة في الجبهة الجنوبية والغربة، منذ يومين، أقدمت، يوم السبت، على تفجير الطريق الرابط بين تعز وعدن من جهة الضباب في الجنوب الغربي للمدينة. ويأتي هذا التفجير لقطع الطريق، بصورة كاملة، من أجل تشديد الخناق على المدنيين في محافظة تعز.
وعمدت المليشيات، وفقاً للمصادر ذاتها، إلى زرع عبوات من الألغام والمتفجرات بكثافة بطريق الضباب، قبل أيام من موعد وقف إطلاق النار، كما قامت، أمس السبت، بإغلاق معبر عبور المواطنين القادمين من خارج المدينة، في منطقة حِذران غرب المدينة، إضافة إلى إغلاق خط الستين، الرابط بين مناطق شمال وغرب المدينة، والذي يعد المنفذ الوحيد أمام حركة المسافرين من وإلى مدينة تعز.
إلى ذلك، ذكرت مصادر في مقاومة تعز، لـ"العربي الجديد"، أن مواجهات عنيفة تشهدها جبهات القتال بين قوات الشرعية والمقاومة الشعبية ضد مليشيات وقوات الحوثي والمخلوع، وارتفعت حدتها في مناطق الضباب والربيعي جنوب غرب المدينة، وتمكنت خلالها قوات الشرعية، بمساندة المقاومة، من الزحف نحو منطقة غُراب المحيطة بمعسكر اللواء 35 مدرع غرباً، وسط فرار جماعي لعناصر المليشيات.
وبالإضافة إلى مواجهات عنيفة تدور في جبهة الدفاع الجوي شمال غرب المدينة، تتواصل الاشتباكات بين المقاومة الشعبية ومليشيات الحوثي والمخلوع صالح في معظم مواقع التماس في المنطقة الشرقية للمدينة، وتركزت في ثعبات وحي الدعوة ومنطقة كلابة شرقاً، في وقت يتواصل القصف على الأحياء السكنية، ما أسفر عن مقتل 6 من المدنيين، وإصابة أكثر من 26، حيث طاول القصف، على الخصوص، حي حوض الأشراف، وسط المدينة، بالإضافة إلى الأحياء المجاورة، كما استهدف قرى مديرية حيفان والمواسط جنوب تعز، فضلاً عن أن المليشيات شنّت قصفا عنيفاً ومتعمدا على مديرية الوازعية جنوبي غرب تعز، الأمر الذي تسبب بموجة نزوح جماعي غير مسبوق، وذكر نشطاء أن "30 ألف نازح تم تهجيرهم من مديرية الوازعية".