لجأت الحكومة الشرعية إلى التحالف العربي، بعد أن بلغت انتهاكات الحوثيين، أقصى الحالات الحرجة، وتحولت البلاد إلى ثكنات عسكرية متعددة مع ممارسة كل أنواع التنكيل والإذلال بحق المواطنين اليمنيين.
تحرك الحوثيون من "صعدة" وبدأوا بتهجير سكان دماج في يناير 2014م بعد حروب همجية للجماعة بسبب انتمائهم إلى "السلفية"، في أول حالة تهجير في تاريخ اليمن الحديث بسبب الطائفية، وعقب تلك الفاجعة التي حذر منها جميع المثقفين في البلاد تحرك الحوثيون نحو محافظة عمران القريبة وفجروا ودمروا المساجد والمقرات الحزبية والحكومية، ثم دخلوا المعسكرات اتباعاً حتى حصار صنعاء وإسقاط حكومة الأستاذ محمد باسندوة، باجتياح العاصمة صنعاء، والسيطرة على كل مؤسسات الدولة، والحصول على إيراداتها المالية لتمويل الجماعة، وسيطرت أيضاً على الموانئ والشركات النفطية في البلاد، واعقبه إتمام الانقلاب الكبير بحصار منزل الرئيس عبدربه منصور هادي في يناير2015م، وبعد تمكن "هادي" من الوصول إلى عدن، قام الحوثيون بالملاحقة والسيطرة على المحافظات اتباعاً حتى كانوا بالقرب من القصر الرئاسي في عدن، وأنطلقت على اثرها عاصفة الحزم بمشاركة 10 دول عربية تقوده السعودية.
وخلال العام الماضي تشير البيانات الحقوقية أن الحوثيين أرتكبوا 184 ألف انتهاك، من بينها 8182 شخصاً قتلوا في كافة المحافظات التي شملها التقرير، بينهم (466) امرأة و(510) طفلاً، حيث بلغت نسبة النساء اللاتي قتلن في تلك الحرب 5.6%". محافظة عدن شهدت أكبر عدد قتلى من النساء بواقع 189 امرأة، بينما شهدت محافظة تعز سقوط أكبر عدد قتلى من الأطفال بواقع 215 طفلاً، وبلغت نسبة القتلى من الأطفال في تلك الحرب في كافة المحافظات المذكورة 6.2%. وخلال ذات الفترة بلغ إجمالي عدد المصابين المدنيين (19782) شخصاً بينهم (967) امرأة و (1153) طفل-حسب تقرير "المنظمة العربية" الذي صدر شهر مارس الحالي.
وذكر التقرير "أن عدد المدنيين الذين تعرضوا للاختفاء القسري من قبل مسلحي جماعة الحوثي وموالوهم، بلغ (6250) شخصاً، رجالا ونساء وأطفالا وسياسيين وإعلاميين، تم استخدام بعضهم كدروع بشرية في المواجهات المسلحة، بعضهم تم طلب فدية مالية من أسرهم لقاء إطلاق سراحهم، كما تعرض أغلبهم للتعذيب، بالإضافة إلى استمرار اختفاء المئات منهم حتى الآن دون توافر أي معلومات عن مصيرهم".
وأضاف التقرير: "إن اعتداءات متكررة وقعت على الممتلكات العامة والخاصة، حيث تم تفجير مئات المنازل ودور العبادة ومقرات الأحزاب السياسية واحراق منازل وقصف عشوائي للملاعب والأندية الرياضية والمواقع الأثرية السياحية بلغت جميعا 3769 مرفقا عاما، بالإضافة إلى 27091 منشأة خاصة".
ليس فقط هذا العام فخلال الشهر الأول لاجتياح صنعاء (21سبتمبر-21 أكتوبر 2014م) رصد المركز الأرومتوسطي 4500 انتهاك ارتكبه الحوثيون فأعتدوا على أكثر من 56 وقفة احتجاجية ضد نظامهم وأعمالهم في 2014م، كما قاموا بارتكاب 13 ألف انتهاك عام 2012م في المحافظتين اللتان كانتا خاضعة لسيطرتهم "حجة" و"صعدة".
15 يوم لاجتياح صنعاء
مركز صنعاء الحقوقي أصدر تقرير مفصل لأول 15 يوم من سيطرة الحوثيين على صنعاء وسرد التقرير عشرات الانتهاكات الموضحة برسومات بيانية. وفيما يلي تلخيص لأبرز المعلومات والأرقام الواردة فيه:
- يشير التقرير إلى اقتحام ما لا يقل عن 15 مؤسسة حكومية عسكرية أبرزها القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة وقيادة قوات الدفاع الجوي ومعسكرات أخرى.
- المؤسسات المدنية نالت نصيبها من اقتحامات الحوثيين حيث رصدت المنظمة اقتحام ونهب 13 مؤسسة حكومية مدنية أهمها مجلس رئاسة الوزراء ومجلسا النواب والشورى والبنك المركزي ومطار صنعاء الدولي.
- بالإضافة إلى اقتحام ثماني مؤسسات إعلامية -أولها القناة الرسمية اليمنية- وقناتي سبأ والإيمان المملوكتين للدولة ووكالة سبأ للأنباء وكذلك قناة سهيل التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح وبعض الصحف والإذاعات الرسمية.
- وتحدث التقرير كذلك عن اقتحام 26 مؤسسة تعليمية و29 مقرا حزبيا وخمس مؤسسات طبية بالإضافة لـ62 منزلا سكنيا معظمها لقيادات سياسية وعسكرية وناشطين مدنيين.
- لم تسلم الأندية الشبابية والمساكن الطلابية هي الأخرى من الدهم والاقتحام، حيث تم اقحام ناديي الفتح واليرموك وكذلك أربعة مساكن طلابية.
- ويواصل مسلحو الحوثي اقتحام المساجد في صنعاء خاصة الكبيرة منها، ورصدت المنظمة اقتحام ما لا يقل عن 35 مسجدا منها مسجد ذو النورين أحد أكبر مساجد العاصمة حيث تم فرض إمام وخطيب للمسجد من جماعة الحوثيين، بالإضافة لاقتحام عدد من مراكز تحفيظ القرآن الكريم ونهب محتوياتها بحجة البحث عن أسلحة وأنها تتبع "التكفيريين".
- ونالت منظمات المجتمع المدني -التي تقدم خدماتها للشرائح الأضعف في المجتمع- نصيبها من الاقتحامات على يد مسلحي جماعة الحوثيين، حيث تم اقتحام ما لا يقل علن 15 مؤسسة وجمعية خيرية.
الصحافيون والمختطفون
وحسب تقرير لجنة حقوق الإنسان اليمنية الذي يتكون من / 90 / صفحة أن الحوثيين حاولوا إسكات الصوت اليمني النزيه فقاموا بإغلاق تسع قنوات فضائية و / 38 / صحيفة وحجب ما يزيد على / 86 / موقعا الكترونيا بجانب قمع / 98 / وقفة احتجاجية وإغلاق / 18 / منظمة حقوقية وإيقاف ثمان إذاعات مسموعة بغية التغطية على ممارساتهم الإجرامية اليومية بحق المدنيين.
ووفقا لإحصاءات الاتحاد الدولي للصحفيين، فقد قتل تسعة صحفيين في اليمن برصاص الحوثيين منذ بداية عام 2015، وبلغ عدد المختطفين الصحافيين 17 بعضهم سيصل مدة بقاءه في السجن إلى عام كامل.
المحامي أحمد عرمان منسق وحدة الرصد في التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، قال إنه منذ 21 سبتمبر 2014 قامت مليشيا الحوثي باختطاف واعتقال أكثر من سبعة آلاف شخص، أفرج عن نحو أربعة آلاف منهم، بينما لا يزال الباقون قابعين في السجون لا تعلم عنهم أسرهم أي شيء، فضلا عمن قضوا تحت التعذيب. وأوضح أن الحوثيين يعتقلون الأشخاص لمجرد الاشتباه بأن هناك أحدا يناوئ نشاطهم أو مشروعهم في اليمن.
وتحدث عرمان عن أكثر من ثلاثمئة حالة اعتقال في صعدة ومثلهم في تعز، وفي عدن أكثر من تسعمئة شخص.
قبل انطلاق عاصفة الحزم كان هناك نحو ثلاثة آلاف شخص يقبعون في سجون المليشيا الحوثية في المناطق التي تسيطر عليها، يتم تعذيبهم بشكل مستمر على يد العناصر الحوثية واجهزة المخلوع صالح، وان هناك ما يقارب 13 شخصا تم الكشف عن "مقتلهم" اثناء او بعد جلسات التعذيب، لكن يتم دفن الجثث دون الكشف عن ذلك بشكل رسمي، بعد تهديد اسر الضحايا.
وأكد المركز العربي لحقوق الإنسان "آشا" إن مليشيات الحوثي تطلب مبالغ مالية تصل من 500 دولار إلى 3000 دولار من أي مسجون يرغب بالخروج بعد تلفيق تهم خطرة له بعضها تؤدي إلى الإعدام ومن يرفض تسليم المبلغ يتم نقله من إلى سجون أخرى أكثر خطرا.
الموت تحت التعذيب
في فبراير 2014م وقبل انطلاق عاصفة الحزم توفي صالح عوض البشري أحد المختطفين من قبل مليشيات الحوثي إثر تعرضه للتعذيب بطريقة وحشية، والذي اختطف الأيام فقط بسبب مشاركته في إحياء الذكرة الرابعة لثورة 11 فبراير وقامت بتعذيبه بالسجن بطريقة وحشية.
ليست هذه الحادثة الوحيدة فقد مركز صنعاء الحقوقي، قال انه فقط خلال الفترة من 21 سبتمبر عام 2014م وحتى 21 سبتمبر من العام الماضي، تم اختطاف 1725 قُتل اربعة اشخاص منهم تحت التعذيب، وجدد في بيان له مطالبته الحوثيين وحليفهم صالح بالتوقف الفوري وبشكل قطعي عن ممارسة التعذيب أو الاعتداء على المعتقلين والكشف عن مصير جميع المعتقلين والمخفيين قسريا وإطلاقهم دون مماطلة أو تسويف.
لأجل وقف كل ذلك لجأت الحكومة الشرعية إلى التحالف الدولي لوقف انقلاب الحوثيين الذين بتحالفهم مع المخلوع سيطروا على كل أجهزة الدولة والحياة وأوقفوا أي نشاط سواءً كان ثقافياً أو سياسياً، لأجل استعادة الدولة تدخل الأشقاء والجوار، لإنقاذ اليمن وإيقاف الإنقلاب، والعودة إلى الحياة السياسية وبناء مستقبل جديد لكل اليمنيين.
الإصلاح اونلاين