الرئيسية > اخبار وتقارير > محمد عزان: مغامرات الحوثيين تقودهم نحو الكارثة

محمد عزان: مغامرات الحوثيين تقودهم نحو الكارثة

	 محمد عزان: مغامرات الحوثيين تقودهم نحو الكارثة

كشف الباحث اليمني محمد يحيى عزان مؤسس “حركة الشباب المؤمن” في صعدة، في حديث لـ”العرب” عن جوانب من خلافاته مع الجماعة الحوثية التي انتهت بانشقاقه عنها على الرغم من دوره الفكري المؤثر في تأسيس حسين بدرالدين الحوثي للتيار الذي حمل اسمه لاحقا.
ويعد عزان الذي ينحدر من محافظة صعدة، واحدا من أبرز الذين دأبوا على انتقاد توجهات الحوثيين السياسية والفكرية وهو الأمر الذي انتهى بمنعه من الخطابة في المساجد.

وفي حديثه لـ”العرب”، نفى محمد عزان أن تكون “حركة الشباب المؤمن” التي نشأت في صعدة في العام 1990 هي نواة الجماعة الحوثية، كما هو الرأي السائد لدى الكثير من الباحثين في شؤون الجماعات الدينية، مؤكدا، في المقابل، أن مؤسس الجماعة الحوثية استفاد إلى حدّ ما من “حركة الشباب المؤمن” ولكنها لم تكن أساسا لتلك الجماعة.

ويقول عزان في هذا السياق “من المؤكد أن حركة الحوثي جاءت ردة فعل على حركة الشباب المؤمن التي اتسمت بالانفتاح والتسامح والتحرر من قيود الموروث التقليدي، إلى درجة أن حسين الحوثي كان يرى أنه لا بد من وقف الحركة وتجميد مناهجها وإلغاء أنشطتها، لكونها في نظره تُليّن شدة الشباب وتدفعهم نحو التساهل وعدم الاكتراث بالمسائل المذهبية التي تميزهم عن الآخرين”.

ويضيف عزان “استفاد الحوثيون من حركة الشباب المؤمن كتيار كان لهم حضور سابق فيه، كما هو حال أي حركة في الاستفادة من محيطها وبيئتها وعلاقاتها، وساعدهم على ذلك، الموقف السلبي الذي اتخذته الدولة من الشباب المؤمن حينما وضعتهم مع الحوثيين في دائرة استهداف واحدة”.

وعلى الرغم من إقراره بأن مؤسس الجماعة الحوثية حسين الحوثي قد اختطف المذهب الزيدي بعيدا باتجاه أقصى اليمين من خلال مواقفه المتشددة، إلا أن عزان يرى أن ثمة فرقا بين الفكر الديني للحوثيين وبين المذهب الجعفري، ليعود ويؤكد على تأثر الحوثيين سياسيا ببعض الأفكار التي كانت تصدرها إيران، شارحا “ليس صحيحا ما يشاع من أن الحوثيين صاروا على المذهب الجعفري، لا في الفكر الديني ولا في السياسة الدينية، ولكنهم من المعجبين بثورة إيران ومشاريعها ويستفيدون منها كغيرهم، على أن الإطار الشيعي العام يشملهم حتى مع بقائهم على المذهب الزيدي. ولذلك يحظون باهتمام خاص. والمذهب الزيدي كالسني يجد المتطرف والمعتدل في تراثه ما يريد”.

وفي ما يتعلق بالحديث حول ممارسة الحوثيين لبعض الطقوس الشيعية التي لم تكن معروفة من قبل لدى أتباع المذهب الزيدي في اليمن، يقول الباحث اليمني محمد عزان “الطقوس المذهبية الخاصة بالاثني عشرية لا يمارسها الحوثيون في ما أعلمه بالكيفية المعروفة في العراق وإيران والبحرين ولبنان (اللطم والجلد ونحو ذلك)، أما الاحتفالات بالبعض من المناسبات كالغدير وعاشوراء والمولد، فليست مما يختص به الاثنا عشرية”.

وعزان فيما ينفي وجود ما يمكن وصفه الآن بالصراع الفكري في أوساط جماعة الحوثي، يشير إلى أن هنالك اختلافات لا تزال طفيفة في تفسير بعض الأمور الدينية وتقييم بعض الخيارات السياسية، لافتا إلى أن “الاعتدال الزيدي والتطرف الزيدي كالاعتدال والتطرف السني أو العلماني أو المسيحي أواليهودي، كل منهما موجود، ولكن هذا أو ذاك يبرز حسب الظروف ووفق ردات الفعل”.

وتطرق حديث عزان لـ”العرب” إلى مستقبل الحوثيين عقب سيطرتهم على مفاصل الدولة بانقلاب نفذوه في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014 قائلا “إن الجماعة تهرول باتجاه مسار كارثي نتيجة لتصرفاتها”، ومؤكّدا أن “مستقبل الحركة مرهون بحسن تصرفها اليوم، والذي يظهر أنها اتجهت نحو المغامرات وقد استحكم فيها الغرور والطيش بعدما حققته من تقدم ميداني في البلاد كان أكبر من حجمها، وذلك ما أفقدها كثيرا من جمهورها، بل ودفع كثيرا من الفئات إلى الاصطفاف لمواجهتها. وبالتالي سيتراجع حضورها الجماهيري في المستقبل المنظور إلى أدنى المستويات، خصوصا خارج إطارها الحركي، وحتى في بيئتها المذهبية وحاضنتها الاجتماعية”.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
شريط الأخبار