بدأت الحياة تعود إلى وضعها الطبيعي تدريجيا في مدينة المنصورة بالعاصمة عدن? حيث شوهدت المحال التجارية تفتح أبوابها والأسواق تشهد حركة اقتصادية طبيعية? وذلك عقب أيام من سيطرة القوات الأمنية والمقاومة الجنوبية على المدينة جراء الحملة الأمنية ضد الجماعات المسلحة التي تتخذ المدينة وكًرا? وأسفرت عن سقوط العشرات من عناصر الجماعات المتطرفة بين قتلى وجرحى. «الشرق الأوسط» تجولت في أرجاء المدينة? ورصدت عودة الحياة اليومية إلى كبرى مديريات عدن? حيث بدأت الأسواق التجارية للخضراوات والفواكه واللحوم والأسماك تشهد ازدحاما من المواطنين بسبب الهدوء الذي يعم حاليا المدينة بعد ثلاثة أشهر من تدشين قوات التحالف حملة أمنية بمشاركة الطيران لتطهير المدينة التي تمت السيطرة عليها بالكامل خلال أقل من 72 ساعة. وكانت القوات الأمنية بالاشتراك مع المقاومة الجنوبية وبإسناد طيران التحالف قد دشنت قبل أول من أمس المرحلة الثانية من الخطة الأمنية التي تستهدف مدينة المنصورة? وطهرتها من الجماعات المتطرفة الخارجة عن النظام والقانون والمتهمة بارتكاب موجة اغتيالات شبه يومية وعمليات إرهابية وموالاتها لتنظيم القاعدة في البلاد. وقوبلت الحملة التي حققت نجاحات كبيرة وفي فترة وجيزة بارتياح العامة من السكان المحليين وظهر ذلك خلال أحاديث متفرقة لهم مع «الشرق الأوسط». كما شهدت المنصورة أمس الثلاثاء توقيع محضر دور التسلم والتسليم بين كل من الدكتور عصام مقبلي المدير السابق للمدينة? ومحمد عمر البري المدير العام الجديد? الذي عينه محافظ عدن اللواء عيدروس قاسم الزبيدي مؤخرا على أثر تقديم الدكتور مقبلي استقالته? التي جاءت بالتزامن مع الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنصورة. وحضر التوقيع عبد الحكيم الشعبي مستشار المحافظ لشؤون المديريات? واريد مصطفى مدير عام الشؤون القانونية بديوان عام المحافظة. وكيل عدن خالد الجعيملاني أشاد في كلمه له بالمناسبة بجهود مقبلي خلال فترة عمله? متمنيا للمدير الجديد محمد البري التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة. وتطرق إلى الأهمية التي تكتسبها المنصورة بصفتها واحدة من أهم وأكبر مديريات عدن? وهو ما يتطلب مضاعفة الجهود لتحمل هذه المهمة في المرحلة الراهنة? مؤكدا استعداد قيادة السلطة المحلية لتقديم الدعم اللازم لتسيير العمل وتحقيق الأمن والاستقرار في المدينة. من جهة ثانية? دشنت الدائرة الإعلامية لشرطة عدن أمس الثلاثاء حملة التوعية بمخاطر إطلاق النار في المناسبات تحت عنوان: «لا تقتلني _ بفرحتك»? من خلال نزولها الميداني إلى مديريات عدن وتوزيع الإعلانات والملصقات على الأماكن والشوارع العامة وصالات الأعراس والكليات والمدارس وسيارات الأجرة. ودعت شرطة عدن المواطنين للتعاون معها ضمن إجراءاتها الأمنية التي تقضي بالالتزام بعدم إطلاق الأعيرة النارية في مناسبات الأعراس والاحتفالات? حيث تقوم بإجراءات ميدانية وإدارية مشددة بهدف الحد من هذه التجاوزات والعادات السيئة? وحثهم على ضرورة نبذ ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية? بوصفها ظاهرة دخيلة على عدن. شرطة عدن أكدت في بلاغ لها أن مكافحة هذه الآفة الخطيرة? تحتاج إلى تكاتف بين الأجهزة الأمنية ومؤسسات المجتمع المدني للقضاء عليها والعمل على نشر الوعي بين أفراد المجتمع? خصوصا الشباب? مشيرة إلى أن الكوادر الأمنية سوف تبذل جهودا كبيرة في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد حياة المواطنين? وستعمل بكل حزم وقوة على تطبيق القانون ومعاقبة كل مخالف يقوم بإطلاق النار في أي مناسبة كانت. وستركز الحملات الأمنية التي تنفذها شرطة عدن على ضبط الأسلحة غير المرخصة? والنشاطات المرتبطة ببيعها أو بيع الذخيرة? ضمن إجراءات الضبط لمختلف الممارسات غير القانونية. ونظم المجلس المحلي بمديرية خور مكسر وسط عدن أمس الثلاثاء حفل تكريم للفريق المتطوع لدى الهلال الأحمر الإماراتي بالمديرية? بمناسبة اختتام توزيعه المساعدات الإنسانية بنجاح? الذي استمر خلال الفترة من 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 إلى 12 مارس (آذار) 2016. الفعالية التكريمية حضرها مدير عام المديرية عوض مشبح? وتأتي تقديرا للجهود التي بذلها فريق الهلال الأحمر الإماراتي المتطوع في توزيع الإغاثة الإنسانية وإيصالها إلى مستحقيها من السكان المحليين بمدينة خور مكسر. وفي سياق آخر? أقدمت عناصر من المقاومة الجنوبية بعدن? أمس الثلاثاء? بمدينة عدن الصغرى (البريقة) غرب العاصمة عدن? على إغلاق شركة «مصافي عدن» بحجة المطالبة بالتوظيف? وهو ما تسبب بمنع دخول الموظفين للشركة وتوقف العمل فيها. الشيخ هاني اليزيدي? مدير عام المديرية? أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن مجموعة من الشباب قاموا بإغلاق بوابة المصافي ومنعوا الموظفين من الدخول لمزاولة عملهم بحجة المطالبة بالتوظيف? على حد قوله. اليزيدي قال إن قيادة المديرية عملت عبر اتفاقات سابقة على حل كثير من المشكلات? وإجراء اتفاق بتسليم مجموعات من الحراسة الأمنية مبالغ صرفة يومية حتى يتم توظيفهم في قوات حماية المنشآت? مشيًرا إلى أن مجموعة متمردة هي من قامت بالإغلاق جراء تحريضات جهات تريد دس السم في العسل? على حد قوله? وتسعى لخلق مشكلات وخلط الأوراق وجر الأمر إلى فتنة? موضًحا أن المصافي لا تتحمل تبعات التوظيف? وأنه يتم العمل على إنهاء الأمر بطريقة ودية. شركة «مصافي عدن» عبرت عن إدانتها واستنكارها الشديدين لقيام مجاميع مسلحة? بإغلاق جميع بوابات شركة «مصافي عدن» ومنع الموظفين من الدخول ومزاولة أعمالهم? لأن ذلك سيؤدي إلى توقف أعمال المصفاة بشكل كامل? وبالتالي توقف تموين السوق بالمشتقات النفطية في محافظة عدن والمحافظات المجاورة? مما ينذر بنتائج كارثية على الجميع? وقالت إن المصفاة تطالب الجهات المختصة في المحافظة والحكومة بالقيام بواجبها والتدخل العاجل ووضع الحلول والمعالجات السريعة وبما يمكن الموظفين والعمال من العودة لمزاولة أعمالهم وعدم توقف المصفاة خدمة للصالح العام.
الحياة تعود إلى كبرى مديريات عدن بعد تطهيرها من الجماعات المسلحة
(مندب برس- الشرق الاوسط)