كشف نجاح المقاومة الشعبية في فك الحصار جزئيا عن مدينة تعز، الستار عن معاناة أهل المدينة في ظل الخراب والدمار الذي خلفه الحوثيون فضلا عن معاناة سكان المدينة في ظل الحصار المفروض عليهم منذ تسعة أشهر
وخلف المتمردون في تعز 38 مستشفى تم تدميرها بالكامل ولم يتبق إلا ثلاثة مستشفيات تعمل بشكل جزئي، كذلك تم تدمير 152 مدرسة و200 ألف طالب حرموا من التعليم.
كما أغلقت جامعة تعز وحولها الحوثيون إلى ثكنة عسكرية، ما أثر على 30 ألفاً من طلابها، أيضاً تم تدمير 81 مرفقاً خدمياً، و1668 منزلاً.
كما أن محافظة تعز سجلت أكبر عدد من حالات سقوط القتلى والجرحى وسط المدنيين في عموم المحافظات اليمنية منذ بداية الحرب، حيث وصل عدد القتلى وفق آخر إحصائية إلى 1529 قتيلاً من بينهم 102 سيدة، و221 طفلاً، أما عدد ألجرحي فبلغ 7 آلاف و742 جريحاً، من بيه 360 سيدة و782 طفلاً.
كما وصل عدد المحتجزين خارج القانون إلى 341 شخصاً، فضلاً عن حالات الاختفاء ألقصري
وكانت المليشيات قد فرضت حصارا مطبقا على مدينة تعز (256 كم جنوب صنعاء)، منذ تسعة أشهر تقريبا، مانعة دخول متطلبات الحياة كافة إليها، فضلا عن المعونات والمساعدات الإغاثية الدولية. كما قامت المليشيات باستحداث معبر وحيد وضيق في منطقة "الدحي" غربا، لكن أُطلق عليه "منفذ العذاب والموت"، بفعل الممارسات المهينة والمذلة التي طالت المواطنين الباحثين عن الحياة المفقودة خلف أسوار المدينة المحاصرة.
والجمعة الماضية، أعلنت المقاومة الشعبية تحرير المنفذ الغربي، بعد ثلاثة أيام متواصلة من المعارك التي خاضتها هناك بمساندة الجيش الوطني المؤيد للشرعية، عن تحقيق اختراق في الناحية الغربية.
الألغام تؤخر وصول المساعدات
كشف وزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح رئيس لجنة الإغاثة اليمنية عن تسبب الألغام المزروعة بتعز في تأخر وصول المواد الاغاثية إلى أهالي المدينة،حيث ما زال ينتظر تنظيف الممرات والطرق.
ووصف المهمة بأنها ليست بالسهلة على القوات الحكومية التي تفتقر إلى الإمكانيات اللازمة في هذا الخصوص، ولا تمتلك الفرق المدربة والكاسحات المدرعة الكافية لنزع الألغام
وأشار فتح إلى أن نحو 70% من البنية التحتية والمرافق في مدينة تعز دمرتها الميليشيات الانقلابية، وأوضح أن المزيد من المساعدات والقوافل الإغاثية ستصل إلى تعز قريباً عبر الممرات الآمنة.
في حين أكدت قناة العربية في تقرير لها تمكن القوات الحكومية اليمنية من انتزاع 300 لغم أرضي وعبوة ناسفة مزروعة عشوائياً من المناطق التي انسحبت منها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في تعز، لافته أن الألغام وصفها قادة ميدانيون بذات القدرة التدميرية العالية، بل بعضها مضاد للآليات المدرعة.
عودة الحياة لتعز
تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تم التقاطها أمس الأحد تظهر ازدحام في أكبر شوارع المدينة وأسواقها وعودة الحياة إليه بعد فك الحصار المفروض على المدينة من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح وتطهير أجزاء واسعة منها، وتحولت المناطق المحررة، على رأسها سوق "بير باشا"، شارع جمال والسوق المركزي إلى قبلة لأبناء المدينة، للتسوق وشراء ما افتقدوه من سبل الحياة من بينها والذي يعد من أكبر الشوارع والأسواق وسط مدينة تعز.
وصول أول قافلة طبية لتعز
أكدت مصادر إغاثية وصول أول قافلة طبية إلى مدينة تعز الواقعة جنوب غربي اليمن بعد كسر الحصار عنها من الغرب والجنوب، في حين سيطر الجيش والمقاومة اليمنيان على مواقع مهمة شمالي المدينة، وذلك في إطار معركة تستهدف فك الحصار عنها بالكامل.
وبحسب شبكة "إنقاذ" للإغاثة، فإن 4500 أسطوانة أوكسجين أدخلت السبت في شاحنات إلى المدينة كمرحلة أولى من الدعم الذي تنفذه المنظمة بتمويل من مركز الملك سلمان.
وتسعى القافلة لدعم المستشفيات التي عانت لأشهر من جراء الحصار المشدد الذي كان يفرضه الحوثيون وحلفاؤهم على المدينة، والذي أعلن عن كسره جزئياً الجمعة. وكانت جل مستشفيات تعز توقفت عن العمل بسبب الحصار والقصف.