تصاعد الأحداث في المناطق المحررة من مليشيا الحوثي وصالح باليمن، لم يمهلها أشهر عدة بين السلام المنشود بل وصل بها سريعًا لحرب أخرى، مع التنظيمات الإرهابية أيضًا لتزيد من تعقيد المشهد اليمني، حيث أعلنت جهات أمنية يمنية بداية المرحلة الثانية من تحرير العاصمة المؤقتة عدن والتي تهدف لتحريرها من مسلحي تنظيم القاعدة.
وتأتي المرحلة الثانية من التحرير لتشير لمواجهة اليمن لحرب أخرى وشيكة، تهدد بمواصلة أزماتها كلما تصاعدت فرص الحل، وتكشف عن استمرار معاناة اليمنيين.
وتزامنت المواجهات مع القاعدة مع تطورات كبيرة تشهدها الجبهات الشمالية في المواجهة مع مليشيا الحوثي وصالح، مما يشير لإمكانية تأثير المعارك مع القاعدة على المعارك مع الحوثيين، في ظل إشارات من مراقبين عن احتمالية ضغط المواجهات مع التنظيمات المتطرفة من القاعدة وتنظيم الدولة لتدفع بحل سياسي للأزمة مع الحوثيين وصالح.
عدن تبدأ مرحلة ثانية من التحرير
على الرغم من تحرير محافظة عدن منذ ما يقارب الستة أشهر من سيطرة مليشيا صالح والحوثي، إلا أن المعارك لم تنته بعد وفقًا لما كشفته مصادر أمنية أمس الأحد.
حيث شهدت مدينة عدن العاصمة اليمنية المؤقتة بداية مرحلة ثانية من التحرير، ولكن هذه المرة من مسلّحي تنظيم "القاعدة"، حيث تحولت مديرية المنصورة خلال الساعات الـ48 الماضية، ساحة لمواجهات عسكرية بين قوات الجيش الوطني وبمساندة طيران التحالف وبين مسلحي تنظيم القاعدة.
وتعد تلك المرة الاولى التي تشارك فيها مقاتلات التحالف بضربات جوية، للمرة الأولى في عدن منذ تحريرها من الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وأدت المواجهات، وقصف مقاتلات التحالف وفقًا لمصادر محلية وطبية في عدن، لسقوط نحو 17 قتيلاً وإصابة آخرين، أغلبهم من المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم "القاعدة"، في مديرية المنصورة، بعد ساعات من بدء مواجهات بين المسلحين وقوات من الشرطة و"المقاومة الشعبية" الموالية للحكومة.
وأدى تصاعد التوتر الأمني الكبير خلال فبراير الماضي حيث شهدت عدن 14 محاولة اغتيال، بينها ثمان ناجحة وست فاشلة، كما شهدت تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة لبدء مرحلة ثانية من تحرير المحافظة وفقًا لما ذكره بيان صادر عن محافظ عدن عيدروس الزبيدي.
قال البيان خطة المرحلة الثانية من تحرير المحافظة تم وضعها من اللجنة الأمنية العليا، وتشارك فيها القوات الأمنية و"المقاومة الشعبية" بدعم وتوجيه من قيادة دول التحالف.
وتتركز المرحلة الثانية بشكل كبير في مدينة المنصورة وتأمينها بعد تحولها لمعقل للقاعدة خلال الأشهر الماضية وفقًا لمصادر في المقاومة اليمنية.
ويسيطر تنظيم القاعدة وفقًا لمراقبين على عدة ميريات بعدن بالإضافة لسيطرته على عدد من المحافظات اليمنية أبرزها مديرية المنصورة والشيخ عثمان ودار سعد بالإضافة لسيطرته الكبيرة على محافظتي أبين ولحج المحيطتين بالعاصمة المؤقتة.
حرب جديدة في اليمن
تشير عدد من التقارير الصحفية، والتصريحات المختلفة إلى امكانية تفاقم الأزمة اليمنية من خلال حرب ومواجهات عسكرية جديدة، هذه المرة ليس الحوثيون جزء منها ولكنها مع التنظيمات الإرهابية المسلحة.
وتناولت عدد من الصحف الإماراتية مسألة الإرهاب في اليمن، مؤكدة على ضرورة مواجهته في اليمن بشدة وحزم معتبرة إياه خطر لا يقل أهمية عن الخطر الإيراني.
حيث نشرت قالت جريدة الخليج الإماراتية أن مواجهة الإرهاب في اليمن قضية لم تعد تحتمل التأجيل والمواجهة باتت حتمية وضرورية".
وأضافت الجريدة في مقال ينقل رأيها أنه " إذا لم نسارع لحشد الإمكانات والقدرات ووضعها في خدمة المعركة الفاصلة مع التنظيمات الإرهابية، مثل "القاعدة" وتنظيم "داعش" وغيرهما، فإننا نوفر لها الوقت والمدى، كي تتمدد وتتحول إلى خطر داهم، ليس على اليمن فحسب، إنما على كل دول المنطقة".
وقارنت بين الحرب على الحوثيين والحرب على الإرهاب في اليمن قائلة " "إذا كانت المعركة ضد الحوثيين وجماعة صالح قد فرضت نفسها على دول التحالف العربي، من أجل استعادة الشرعية واسترداد اليمن إلى حضنه العربي، فإن المعركة ضد الإرهاب، على الساحة اليمنية، أصبحت ضرورة لابد منها، حتى لا يتحول اليمن إلى حاضنة للإرهاب، وقاعدة للتخريب والترويع والقتل في المنطقة"”.
وطالبت باستخدام القوة في مواجهة الإرهاب في اليمن حيث قالت أن "الإرهاب لا يُستأصل بالتصريحات والبيانات والنوايا الحسنة، هو لا يعرف إلّا منطق القوة، لأن التقاعس عن المواجهة الآن قد يؤدي إلى تكرار سيناريو العراق وسوريا".
. واختتمت الجريدة رأيها قائلة أن "اليمن خط أحمر ودول الخليج العربي خط أحمر، والعالم العربي والعالم بأسره يجب أن يكون خطاً أحمر، أمام وباء الإرهاب، الذي يشكل خطراً على البشرية والحضارة الإنسانية".
اتفقت جريدة البيان الإماراتية أيضًا في مقال الرأي فيها المنشور اليوم الاثنين مع المضمون السابق حيث تحدثت عن الإرهاب في اليمن وضرورة مواجهته بحزم، ودور الإمارات في مواجهته.
وقالت في مقالها أن " تنظيمات إرهابية تسعى لتحويل اليمن إلى حاضنة جديدة لإرهاب من نوع آخر، وهو إرهاب يتجاوز ما يفعله الحوثيون والانقلابيون، إلى إرهاب تنظيمات مثل داعش والقاعدة، باتت ترى في اليمن أرضاً خصبة “.
هل تؤدي الحرب على الإرهاب لحل سياسي مع الحوثيين
تصاعد نبرة المطالبة بالحرب على الإرهاب في اليمن، تتفق مع تغريدات المغرد السعودي الشهير مجتهد، والذي أكد في تغريدات له الخميس الماضي عن وجود اتفاق مبدأي بين المملكة والحوثيين لحل الأزمة اليمنية سياسيًا.
وقال مجتهد في تغريداته أن موافقة المملكة على حل سياسي للأزمة اليمنية جاء بسبب الضغوط الأمريكية بسبب توسع نفوذ القاعدة في اليمن.
وأكد مجتهد أنه رغم الاتفاق المبدئي فإن المطلعين يقولون ربما تنفجر الأوضاع على الأرض أي لحظة وينهار الاتفاق.