لم تعد مواجهة الإرهاب في اليمن قضية تحتمل التأجيل.
المواجهة باتت حتمية وضرورية الآن قبل الغد. وإذا لم نسارع لحشد الإمكانات والقدرات، ووضعها في خدمة المعركة الفاصلة مع التنظيمات الإرهابية، مثل «القاعدة» و«داعش» وغيرهما، فإننا نوفر لها الوقت والمدى، كي تتمدد وتتحول إلى خطر داهم، ليس على اليمن فحسب، إنما على كل دول المنطقة.
وإذا كانت المعركة ضد الحوثيين، وجماعة صالح، قد فرضت نفسها على دول التحالف العربي، من أجل استعادة الشرعية واسترداد اليمن إلى حضنه العربي، فإن المعركة ضد الإرهاب، على الساحة اليمنية، أصبحت ضرورة لابد منها، حتى لا يتحول اليمن إلى حاضنة للإرهاب، وقاعدة للتخريب والترويع والقتل في المنطقة.
الإرهاب يتعاظم في اليمن، فبعد سيطرته على مناطق في محافظة حضرموت، ها هو يطل برأسه في عدن، ويتخذ من منطقة المنصورة منصة للعدوان والتخريب والترويع في محاولة منه للسيطرة عليها، ومن ثمّ للتمدد أبعد منها، لذلك، فالأمر يستدعي سرعة التحرك عسكرياً لصد هذه الآفة المدمرة.
الإرهاب لا يُستأصل بالتصريحات والبيانات والنوايا الحسنة، هو لا يعرف إلّا منطق القوة، لأن التقاعس عن المواجهة الآن قد يؤدي إلى تكرار سيناريو العراق وسوريا. فكلما تأخرت المواجهة، أُعطى الإرهاب فرصة للتمدد والتوسع، وبالتالي يتعاظم الخطر ويصعب استئصاله.
الإرهاب مثله مثل السرطان، علاجه في بداياته أسهل وأقل كلفة وأكثر نجاعة، أمّا عند استفحاله فعلاجه أكثر صعوبة وأشد خطورة.
وإذا كانت دولة الإمارات تقوم بدورها في المواجهة، في إطار قوات التحالف العربي، وهي لن تسمح، تحت أي ظرف كان، بأن يقع اليمن في قبضة الإرهاب والظلام، ويتحول إلى بؤرة سوداء في الخاصرة العربية، تهدد أمن وسلامة المنطقة والعالم، وشرايين الحياة الاقتصادية والتجارية في الممرات المائية المجاورة، فإن العالم بأسره مدعو لدعم الجهود العربية والشرعية، كي تتمكن من بسط سلطتها على كامل الأرض اليمنية وتمكينها من دحر الإرهاب إلى غير رجعة.
لا وقت للانتظار، ولا مجال لإضاعة الوقت، في ملف التعامل مع الإرهاب. الوقت كالسيف، والمبادرة أفضل وسيلة لكسب الحرب.
اضرب رأس الأفعى الآن، ولا تتأخر، وإلّا سوف تنشر سمومها في كل أنحاء الكون. لا تتهاون ولا تتأخر ولا تجب، فلتكن المعركة فاصلة. وهذه مهمة كل العرب والعالم في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وتونس وسيناء وغيرها.
اليمن خط أحمر، ودول الخليج العربي خط أحمر، والعالم العربي والعالم بأسره يجب أن يكون «خطاً أحمر»، أمام وباء الإرهاب، الذي يشكل خطراً على البشرية والحضارة الإنسانية.