قالت مصادر سياسية يمنية إنّ خطة تحرير المناطق اليمنية المتّفق عليها بين التحالف العربي والحكومة الشرعية تشمل مختلف مناطق البلاد بما في ذلك محافظة صعدة معقل الحوثيين الطرف الرئيسي في الانقلاب الذي تم تنفيذه بالتعاون مع القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وشرح مصدر مطلّع على الكواليس السياسية في العاصمة المؤقتة عدن، أن تحرير صعدة هو بمعنى نزع سلاح ميليشيا الحوثي وبسط سلطان الدولة عليها وعدم القبول بأي سلطة في أي من مناطق البلاد خارج سلطة الدولة.
وأكّد أن جماعة أنصارالله الحوثية بعد استكمال التحرير ستُمنح خيار المشاركة في الحياة السياسية بشكل سلمي كممثلة لمكوّن معترف به من مكوّنات الشعب اليمني بشرط أن يكون لها برنامج سياسي وطني بمعزل عن أي مشاريع إقليمية خارجية.
وأضاف أنّ هذا يعني قطع صلة الحركة بإيران، وهو أمر لن يكون مستحيلا تحقيقه في حال تم نزع سلاحها الذي شكل دائما أبرز عناصر قوّتها ودافعها للتمرّد وخوض الحروب المتتالية.
وغير بعيد عن هذا السياق نقل الإعلام المحلّي السعودي عن مصدر عسكري في الجيش الوطني القول إن قيادة قوات الشرعية وضعت خطة عسكرية لتحرير محافظة صعدة بالتزامن مع اقتحام العاصمة صنعاء.
وأضاف المصدر لصحيفة المدينة أن هذا التحرك نحو محافظة صعدة من جهتي الشمال والشمال الغربي يقابله تحرك مماثل لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة الشرق لمحافظة صعدة.
ويدعم هذا السيناريو ما سجّل خلال الأيام الماضية من تكثيف طيران التحالف العربي لغاراته على محافظة صعدة.
ودمرت طائرات ومدفعية التحالف العربي، منصات إطلاق القذائف وآليات ميليشيات الحوثيين في محافظتي صعدة وحجة، ما دفع المتمردين الحوثيين إلى أسلوب القتال الانتحاري مستخدمين بضع عشرات من الشباب المعبّئين طائفيا وأيديولوجيا.
وفي محافظة الجوف، شمال العاصمة صنعاء، واصل الجيش الوطني وقوى المقاومة تقدمهم، الخميس. وبحسب مصادر مطلعة من المحافظة، فقد شمل التقدم مديرية خب والشعف كبرى مديريات المحافظة بالقرب من الحدود السعودية، حيث تم تحرير جبل المريخ الاستراتيجي إضافة إلى تحرير مناطق الخليفين والخرشة والسعراء المتاخمة للخط الدولي الذي يربط اليمن بالسعودية.
وتحظى الجوف بأهمية استراتيجية نظرا للحدود التي تربطها بمحافظات مأرب وصنعاء وصعدة، وهو ما يجعل الجيش الوطني على تماس مع معاقل الحوثيين الرئيسية في اليمن.
وفي جبهة نهم التي تبعد عن العاصمة صنعاء بحوالي عشرين كيلومترا أكدت مصادر “العرب” تعزيز الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لمواقعهما استعدادا للتقدم نحو فرضة نقيل بن غيلان ومفرق أرحب، وهو الأمر الذي سينقل المعارك إلى مرحلة متقدمة في ظل مؤشرات على انضمام بعض القبائل إلى الجيش الوطني وخصوصا في منطقة أرحب في حال انتقلت المعارك إلى هناك.