الرئيسية > اخبار وتقارير > بعد تصنيفه منظمة إرهابية.. هل يتحول (حزب الله) إلى (داعش) جديدة؟

بعد تصنيفه منظمة إرهابية.. هل يتحول (حزب الله) إلى (داعش) جديدة؟

بعد تصنيفه منظمة إرهابية.. هل يتحول (حزب الله) إلى (داعش) جديدة؟

ما هي تداعيات قرار دول مجلس التعاون الخليجي ووزراء الخارجية العرب تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية؟ وماذا عن موقف الحزب تجاه دوله؟ وما هي احتمالات ردود فعله بعمليات انتقامية عبر شبكات ميليشياته وأذرعه المسلحة بدول الخليج؟ وهل يتحول حزب الله إلى "داعش جديد" يهدد أمن المنطقة، نظرًا لتغلغله بعدة دول؟، وهل تستطيع دول الخليج الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، لوضعه على قوائم الإرهاب وقوائم بنك الأهداف في إطار الحملة الدولية ضد الإرهاب، وبخاصة في سوريا؟، تساؤلات حرجة تحتاج إلى إجابات سريعة لاتخاذ إجراءات وقائية واحترازية، مع الحشد الدولي والأممي ضد الحزب لوقف أنشطته بالمحيط الإقليمي.

في مؤشرات أولية سيحمل القرار الصارم، بشأن حزب الله تداعيات عميقة ومتوالية بشأن دور الحزب وأنشطته بالمنطقة وتدخلاته فيها، بما سيؤدي إلى هزة دولية وإقليمية، ومراجعة شاملة تجاه الحزب ومؤسساته وأمواله وشبكاته وقياداته ومؤيديه، تتضمن إيجابيات وتحديات أيضًا، في حال دعم إيران للحزب للقيام بعمليات انتقامية، مع استمرار تمويله وتسليحه هو والتنظيمات التابعة له.

 

الداخل اللبناني وطيفه السياسي

هناك تداعيات على صعيد الداخل اللبناني، وموقف القوى السياسية ومؤسسات الدولة اللبنانية تجاهه للقيام بمراجعة ذاتية سريعة وحادة، الأمر الذي يشكل بالنهاية سياجًا وتطويقًا وتحجيمًا للحزب في داخل وخارج لبنان، وبخاصة مع توقع صدور قرارات أخرى مكملة تتعلق بمصادر تمويل الحزب وأذرعه، وتجفيف منابعه.

قررت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اعتبار "حزب الله" اللبناني، بجميع قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه، منظمة إرهابية، وصنف وزراء الداخلية العرب حزب الله اللبناني على أنه منظمة إرهابية.

 

مراجعة شاملة .. وتهديد بالانقسام

يحمل قرار تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، تداعيات مباشرة على الداخل اللبناني، حيث يجعل وزراء بالحكومة وأعضاء بالبرلمان اللبناني شخصيات "إرهابية"، كذلك يشمل القرار جميع قياداته السياسية والعسكرية والأمنية والمسؤولين السياسيين، الأمر الذي سيدفع إلى مراجعة سياسية لبنانية شاملة تجاه الحزب، الذي يهدد بانقسام لبنان وانهيارها اقتصاديًا، فلم يكتف حزب الله، بأن يعطل مؤسسات الدولة اللبنانية منذ نحو عامين، ويشل يدها عن أن تنتخب رئيسًا جديدًا للجمهورية، منذ نهاية ولاية الرئيس السابق ميشيل سليمان في مايو عام 2014، بل جعل من مجلس الوزراء أداة خاضعة لمشيئته، مع توجيه سياسات لبنان الخارجية ضد إرادة الغالبية العظمى من اللبنانيين، سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين سنة.

تدرك القوى الإقليمية والدولية، أن تحرك الحزب وميليشياته العسكرية تحت شعار "المقاومة"، لم يحقق الهدف من روائه، بل وفر له أن يضع قدراته العسكرية في مقابل قدرات الدولة، بل ويتفوق عليها، الأمر الذي يجعل ملف نزع سلاحه ذي أولوية لخلع أنيابه، ولكنه يحتاج دعمًا دوليًا، فقد حاصر الحزب الدولة بالقوة العسكرية وهددها بما تحت يده من سلاح، ورفض مرارًا وضع سلاحه تحت إمرة القوات المسلحة، وتعاظم دوره كنائب عن قوة إقليمية تعمل على فرض رؤيتها على لبنان العربية، لصالح مشروعها الطائفي، وهي إيران، بحسب مراقبين.

 

تداعيات وتحديات إقليمية

ويرصد مراقبون أن أهم تداعيات وضع حزب الله على قوائم الإرهاب، دخول الدول الخليجية، خاصة المملكة العربية السعودية، مرحلة تصعيد المواجهة مع ايران وحزب الله، وإرباك الوضع الداخلي في لبنان، خاصة الحوار السياسي واختيار رئيس الجمهورية، والعلاقة ما بين حزب الله والأطراف السياسية الأخرى، ومن المحتمل إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب أو إدانته من قبل حكومات ومنظمات دولية، وربما منظمة التعاون الإسلامي أو الجامعة العربية، وليس من المستبعد أن تدفع هذه الخطوة دول الاتحاد الأوربي لإدراج حزب الله على قائمة الإرهاب.

من المتوقع أن يصعد حزب الله نشاطه في مناطق أخرى، تنخفض فيها المراقبة والرصد، ربما دول إفريقية أو دول جنوب شرق آسيا، مع انقسام الموقف الدولي حول سوريا، وإحراج الموقف الروسي في تصنيف الجماعات الإرهابية في سوريا، كذلك تصعيد الدول الخليجية تسليحها للمعارضة المسلحة في سوريا، لضرب خارطة تواجد حزب الله في سوريا.

لذلك لابد من دعم تيار المستقبل في لبنان، من أجل مواجهة حزب الله سياسيًا، وعزل حزب الله من الداخل، ومحاولة عدم إشراكه بأي حكومة لبنانية قادمة، وشرعنة وتدويل القرارات الخاصة بتجميد الأموال لبعض القيادات والمؤسسات المالية المرتبطة بحزب الله.

 

استهداف الحزب بسوريا

تصنيف حزب الله بالإرهابي سينعكس أولًا على العمليات بسوريا، فقد طالب أسعد عوض الزعبي، رئيس الوفد المفاوض للمعارضة السورية، بضرورة أن تبلغ الهيئة العليا للمفاوضات الولايات المتحدة، بضرورة استهداف الأماكن التي توجد فيها ميليشيات حزب الله في سوريا، على غرار المناطق التي ينتشر فيها داعش، فيما يرى مراقبون أن قرار تصنيف الحزب جزء تمهيدي لا يتجزأ من الخطة (ب) في سوريا.

 

بتر ذراع إيران بسوريا والخليج

اضطرت السعودية إلى محاولة بتر ذراع إيران في المنطقة العربية بتصنيف الحزب إرهابيًا بإجماع خليجي، بعد قرار وقف الدعم للجيش اللبنانى وقوى الأمن، لتحجيم الدور الطائفي المشبوه لحزب الله، الذي بدأ مقاومًا للإسرائيل، ثم تحول إلى مجرد أداة طائفية تقود حربًا بالوكالة عن إيران ضد كل ما هو سني، وبما يخدم الأهداف وأطماع المصالح الإيرانية.

تشير تقارير إلى أنه منذ بداية الحرب السورية قدم حزب الله أكثر من 10 آلاف مقاتل، بل وأرسل حزب الله قوات من النخبة والقوات الخاصة والقوات الاحتياطية، بالإضافة لتوفير التحرك بسهولة للميليشيات الشيعية التي ترسلها إيران وقيادات من الحرس الثوري، الذين أداروا الحرب مع بشار من غرف عمليات حزب الله.

وتولى حزب الله 4 مهام عسكرية في سوريا، مهمة تدريبية للقوات النظامية، وغير النظامية في المناطق الحضرية وعمليات مكافحة التمرد، والدور الاستشاري في القتال مع قوات النظام، وتوفير الدروع بإمداد القوات بمكونات تعزيز رئيسية من قوات التحالف الشيعية في ضواحي دمشق، والمناطق القريبة من العاصمة والواقعة في قبضة نظام بشار لتحصينها، بالإضافة لعمليات قتال مباشرة في ساحات المعارك بمشاركة كبار قادة الحزب.

قام حزب الله بدعم ميليشيات الحشد الشعبي في العراق بطلب رسمي من قاسم سليماني قائد الحرث الثوري الإيراني، وتدريب الميليشيات بمناطق نفوذ حزب الله، ثم إرسالهم للعراق، ثم دعم الحوثيين، وتسهيل نقل الأسلحة القادمة من إيران، الأمر الذي يؤشر على اتخاذ دول الخليج إجراءات تصعيدية جديدة، مع تزايد المخاوف من ردات فعل الحزب وأذرعه وخلاياه النائمة.

 

تضييق الخناق وتجفيف المنابع

في تطور نوعي كشفت السلطات الكويتية، أن الأجهزة المختصة باشرت حصر الخلايا النائمة المنتمية إلى حزب الله، والتي تضم مواطنين ووافدين وبدون، ونقلت صحيفة "القبس" الكويتية، عن مصدر أمني أن السلطات الكويتية تنسق مع السعودية لتضييق الخناق على المتورطين، في دعم حزب الله مالياً ولهم صلة بقيادات التنظيم، وتنسيق أنشطة تؤيده إعلامياً.

كما ذكر المصدر أنه سيتم استدعاء المتورطين خلال الأيام القليلة المقبلة، وسيبلغون بحظر التعامل مع حزب الله، سواء فكرياً أو سياسياً أو مالياً.

 

ما موقف واشنطن وأوروبا

هل ستدعم الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي القرار الخليجي، وتضع حزب الله على قوائم الإرهاب في إطار الحملة الدولية على داعش والإرهاب، فمع تطبيق الاتفاق النووي تحسنت العلاقة بين واشنطن وإيران، لدرجة أنه في 17 مارس 2015، استبعد تقرير التقييم الأمني السنوي الأميركي، الذي قدمه مدير جهاز الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، إلى مجلس الشيوخ الأميركي، كلًا من إيران وحزب الله اللبناني من قائمة التهديدات الإرهابية لمصالح الولايات المتحدة، للمرة الأولى منذ سنوات.

وأشارت نسخة من التقرير الذي صدر في 26 فبراير 2015، بعنوان "تقييم التهديدات حول العالم لأجهزة الاستخبارات الأميركية"، إلى جهود إيران في محاربة "المتطرفين السنة"، وفي 22 يوليو 2013، وافق الاتحاد الأوروبي ببروكسل على وضع الجناح العسكري لحزب الله في قائمة الاتحاد للمنظمات الإرهابية، وليس الحزب نفسه.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)