قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها: إن السعودية تستعرض عضلاتها في ظل التقدم السريع الذي تحققه القوات المؤيدة لحكومة بشار الأسد في الحرب السورية، إلا أن المخاوف تصاعدت بشأن توسيع التدخل العسكري السعودي في الصراع.
وأشارت إلى أن الهجوم الواسع على حلب من قبل قوات "الأسد" مدعوما بميليشيات تقودها إيران وضربات جوية روسية يهدد الثوار الذين يستقبلون المال والسلاح من السعودية.
وأضافت أن المسؤولين السعوديين ردوا بإرسال طائرات حربية إلى تركيا، وأعلنوا عن أن المملكة قد ترسل قوات برية إلى سوريا والتي ستقاتل من الناحية الفنية مسلحي "داعش" لكنها قد تمثل تحديا فيما يبدو أيضا للقوات المؤيدة لـ"الأسد".
وذكرت أن قادة السعودية أعلنوا كذلك عن تدريبات عسكرية واسعة تضم 20 دولة أغلبها عربي وأفريقي، إلا أن احتمالات دخول المملكة في حرب أخرى مكلفة في سوريا في ظل تعثرها في اليمن وما تواجهه من مشكلات اقتصادية يقلق كثير من السعوديين.
ونقلت عن سياسي سعودي مقرب من المسؤولين رفيعي المستوى في المملكة لكنه طلب عدم الإفصاح عن هويته أن هناك قلق شديد في كل مستويات المجتمع السعودي من مشاركة المملكة في كل هذه الصراعات الخارجية، مضيفا أن هناك إحساس بأننا فقدنا القدرة على النظر إلى الأشياء بواقعية.
واعتبرت الصحيفة أن القتال في حلب قد يعرقل قدرة المملكة على إرسال الدعم للمقاتلين المعارضين لبشار الأسد.
وتحدث "سلمان الأنصاري" المحلل السعودي الذي يعيش في الرياض وواشنطن عن أن التوسع الإيراني لا يمكن التسامح معه، معتبرا أن سقوط حلب في قبضة الحكومة السورية يمثل تهديدا محتملا للأمن القومي السعودي، لكنه أشار إلى أن المملكة ستمتنع عن أي تحرك أحادي.
من جانبه اعتبر الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" المناورات العسكرية السعودية وعروض المملكة إرسال قوات إلى سوريا بأنها اختبار لدعم الولايات المتحدة لسياسات المملكة.
وأضاف أن السعودية مهتمة للغاية بعدم السماح للإيرانيين والروس بالفوز في سوريا لأن ذلك يمثل تهديدا للأمن القومي السعودي.
وتحدث عن أن خيارات المملكة محدودة لذلك فما يظهر من قبل الرياض هو في الغالب محاولة لجذب حلفاءنا الرئيسيين مجددا، وذلك في إشارة إلى الولايات المتحدة.