الرئيسية > اخبار وتقارير > التدخل في اليمن.. مستنقع جديد ينتظر حلف (موسكو - طهران) المنهك بسوريا

التدخل في اليمن.. مستنقع جديد ينتظر حلف (موسكو - طهران) المنهك بسوريا

التدخل في اليمن.. مستنقع جديد ينتظر حلف (موسكو - طهران) المنهك بسوريا

تتواصل محاولات مقايضة الملف اليمني بالملف السوري من قبل روسيا وإيران مع المملكة العربية السعودية، وجاءت تلك المحاولات هذه المرة من قبل الجانب الإيراني، عقب محاولات روسية سابقة تمثلت في مبادرة لحل الأزمة خارج إطار القرار الأممي 2216 بالإضافة لمحاولة إعادة الأزمة لمجلس الأمن خلال الفترة الماضية.

وانضمت لتلك المحاولات احتمالية تدخل روسي إيراني في اليمن، على غرار التدخل الروسي الإيراني في سوريا؛ لإنقاذ ميليشيات الحوثيين "الشيعة المسلحة" من مأزقهم الحالي في ظل تأكيدات على قرب الحسم العسكري في مناطق إستراتيجية قد تنهي وجودهم باليمن.

وجاءت المحاولة الإيرانية على لسان مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي أكبر ولايتي والذي أكد وجود تعاون غير مسبوق بين روسيا وإيران، وتوقع أن يمتد ذلك التعاون إلى اليمن.

 

تعاون "روسي – إيراني" في اليمن

كان علي أكبر ولايتي،مستشار على خامنئي المرشد الإيراني، قد صرح، أمس الأول السبت، أن العلاقات الإيرانية مع روسيا وصلت لمستوى كبير من التعاون متوقعًا أن يمتد ذلك التعاون لليمن، وأضاف أن التنسيق الإيراني الروسي لا يشمل فقط الموضوع السوري، مؤكدا وجود تعاون بين الجانبين في العراق ولبنان، وتوقع أن يشمل هذا التعاون اليمن مستقبلا.

وسبقت تصريحات ولايتي تحركات روسية، وصفها مراقبون بأنها محاولات لمقايضة الموقف السعودي من الأزمة السورية بالملف اليمني. حيث قامت روسيا بدعوة مجلس الأمن للانعقاد يوم الثلاثاء الماضي، لبحث الوضع الإنساني في اليمن بناء على طلب روسيا، وذلك بالتزامن مع مطالبة السعودية المنظمات الأممية مغادرة صنعاء لحسم المعركة في العاصمة اليمنية، وبالتزامن مع تصعيد السعودية موقفها من الأزمة السورية وإعلانها عزمها التدخل البري لمحاربة الإرهاب فيها تحت مظلة دولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وسبق اللجوء لمجلس الأمن محاولات روسية التدخل في الأزمة اليمنية، بالتزامن مع مفاوضات "جنيف 3"، من خلال مبادرة سلام مشتركة مع عمان مدعومة أمريكيًا، لا تقوم على أساس القرار 2216.

 

مقايضة بالملف السوري

يرى وزير الإعلام اليمني محمد عبد المجيد القباطي، أن تصريحات "ولايتي" تأتي في إطار محاولات مقايضة المملكة في الملف السوري، حيث قال "إيران تفاوض دائما بورقة اليمن، وإن ذلك بدا جلياً في مفاوضاتها مع الغرب بشأن برنامجها النووي".

وأكد القباطي، في تصريحات له، أن اليمن والجزيرة العربية لن يسمحا لإيران بتنفيذ مخططاتها في المنطقة، مشيراً إلى أن تدخل التحالف العربي في اليمن قطع الطريق على أي مخططات إيرانية لاستهداف اليمن.

وحول الموقف الروسي، أكد القباطي، وجود فروق كبيرة في التعاطي الروسي مع سوريا واليمن، قائلا: إن "موسكو أقرت بالتسوية السياسية في اليمن التي نصت عليها قرارات مجلس الأمن الدولي".

 

إيران وروسيا غارقتين في المستنقع السوري

بدوره استبعد المحلل السياسي مدير مركز أبعاد للدراسات، عبد السلام محمد، التدخل الإيراني الروسي في اليمن بسبب استنزاف القوتين في سوريا.

وقال "محمد"، في منشور على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "وهم التدخل الروسي الإيراني في اليمن قد يعين ميلشيات الانقلاب على الصمود لكنه يفقدها الكثير من الفرص ويضاعف كلفة هزيمتها". وأضاف: "إيران مستنزفة في سوريا منذ 5 أعوام وتمرغت كرامتها في الوحل ولولا التدخل الروسي لكانت انسحبت مهزومة".

وأشار إلى رغبة روسيا في حصتها من تقسيمات الشرق الأوسط الجديد الذي بدأته واشنطن منذ 2003، مضيفًا: "لكن روسيا مستنزفة في سوريا كما هو الحال في أوكرانيا، طهران وموسكو على أكثر من جبهة يقاتلون وخسائرهم على كل الجبهات بالذات جبهة الاقتصاد وانهيار أسعار النفط ".

ووصف تهديدات "ولايتي" بأنها تهديدات فارغة، تأتي كرد فعل خوفًا من التدخل السعودي في تركي في سوريا، مؤكداً أن أقصى طموح لطهران في اليمن هو أن "تدخل هذا البلد الفقير في فوضى وحروبا أهلية وتطمح لتوسع رقعة الإرهاب من خلال داعش والقاعدة لجر أمريكا في تدخل جديد تنفذ من خلاله مرة أخرى عبر ميلشياتها تحت ذريعة مكافحة الإرهاب".

وواصل حديثه عن سياسات طهران في اليمن، قائلا:" كما أن الفوضى التي تعمل على إثارتها من خلال عدم الوصول إلى برنامج إيقاف الحرب وبدء مرحلة انتقال سياسي هو لإطالة أمد الصراع لإشغال السعودية ودول الخليج بخاصرتهم بدلا عن الأمن الإقليمي الذي يدخل في إطاره العراق وسوريا ولبنان التي تبتلعهم إيران بهدوء".

 

إرباك الخطوات السعودية باتجاه سوريا

اعتبر الكاتب الصحفي اليمني محمد جميح، أن تصريحات "ولايتي" ليست سوى تهديدات تهدف لإرباك خطوات المملكة تجاه سوريا، مؤكدًا أنها لا تعبر عن الجانب الروسي.

واستبعد "جميح"، في تصريحات له خلال مشاركته ببرنامج حديث الثورة، أمس الأحد على قناة "الجزيرة"، أن تضع روسيا نفسها في موضع المعارض لقرارات مجلس الأمن بشأن اليمن، خصوصا أن هذه القرارات تحظر توريد السلاح إلى اليمن، وتعترف بالحكومة الشرعية هناك، مضيفا أن روسيا ليس لها مصلحة إستراتيجية في اليمن كما هو الحال في سوريا.

ولفت إلى أن التصريحات المذكورة صدرت من إيران لا من روسيا، مضيفًا "ومن ثم فهي تعبر عن رغبات إيرانية أكثر من كونها حقيقة ملموسة". وأكد أن الهدف من تلك التصريحات هو إرباك الخطوات السعودية المتسارعة باتجاه سوريا، خصوصا في ظل وجود ملامح تشكل تحالف "تركي- سعودي" والحديث عن إرسال قوات برية إلى سوريا.

وأشار جميح إلى أن روسيا تدخلت في سوريا بحجة الاستجابة لطلب النظام في دمشق ، عكس حالة اليمن فقد طلبت قيادته الشرعية من التحالف العربي التدخل فيه، مستبعدا أن تجازف روسيا بسمعتها الدولية من أجل التدخل في اليمن.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
شريط الأخبار