تحدى أبناء عدن كل الصعاب والتحديات الأمنية، وأقاموا مهرجانهم الثاني بمشاركة جماهيرية واسعة من سكان المحافظة المحررة، حيث احتضنت صهاريج الطويلة بمنطقة كريتر التي تعد أقدم المعالم التاريخية في مدينة عدن «مهرجان الوفاء لعدن» الذي نظمه شباب عدن للعام الثاني على التوالي.

وشهد المهرجان حضوراً هو الأول من نوعه منذُ أكثر من عام، حيث اكتظت الصهاريج بالمشاركين، في تحدٍّ واضح للإرهاب، وكسر الجمود الذي تعيشه المدينة من جراء الأعمال التي تستهدف أمن عدن واستقرارها.

وتضمن المهرجان إقامة معرض للصور ورقصات شعبية تراثية، كما تم استعراض الموروث الشعبي وإقامة معرض للكتب، إلى جانب تنظيم معرض لوحات زيتية وإبداعات في فن الرسم باستخدام الرمال.

موروث تاريخي

ويهدف مهرجان عدن السنوي بدرجة رئيسة إلى إبراز ما تكتنزه عدن بوصفها مدينة عالمية من موروث تاريخي وتراث شعبي وثقافي عريق وضارب في جذور التاريخ.

ونظم مهرجان عدن الأول العام الماضي برصيف السواح بمدينة التواهي، وذلك قبل شهر ونيف من الحرب الظالمة التي شنتها ميليشيا الحوثين وقوات المخلوع صالح على عدن في مارس 2015.

وكيل محافظة عدن محمد نصر شاذلي قال لـ«البيان» إن المهرجان هو تعبير رمزي جميل يرسله أبناء عدن إلى كل العالم، إن عدن بخير وتصنع الفرحة من وسط الألم، و«نقول للجميع إننا موجودون، وعدن ستنتصر في كل المجالات، كما انتصرت في الحرب ستنتصر في تثبيت الأمن وإعادة الأعمار».

الناشطة شادية جلال قالت إن أبناء عدن تحدوا كل المخاطر والصعوبات، وخرج صغيرهم وكبيرهم لحضور المهرجان الذي يأتي بعد أحداث جسيمة شهدتها عدن، و«جميل جداً أن ترى الابتسامة مرسومة مجدداً على وجوه أطفال ونساء وشباب عدن بعد أشهر من الدمار والعنف».

استقرار أمني

وشهدت مديريات العاصمة عدن التي طبقت فيها الخطة الأمنية استقراراً أمنياً كبيراً، أسهم في إقامة عدد من الفعاليات الثقافية والتراثية، منها مهرجان عدن، وغيرها من المهرجانات والفعاليات.

وتبذل منظمات المجتمع المدني في العاصمة المؤقتة عدن جهوداً كبيرة للإسهام في تطبيع الحياة، من خلال إقامة مهرجانات ثقافية وتراثية ومعارض للكتب في مختلف المديريات، حيث احتضنت حديقة فكتوريا في مدينة التواهي معرضاً للصور القديمة، حمل عنوان «التواهي بين الماضي والحاضر»، بتنسيق وتنظيم من مجموعة من ناشطي المديرية، وبرعاية من المجلس المحلي.

وتنوعت الصور بين ما التقط بعدسة مصورين محليين، وأخرى من أرشيف يحتفظ به عن الحياة القديمة في مدينة عدن وأبرز المعالم والمباني.