في مشهدٍ مهيب تزينت أروقة صهاريج الطويلة وسط مدينة كريتر بآلاف الحاضرين الذين تقاطروا من مختلف أنحاء المدينة تلبية لدعوة مهرجان الوفاء لمدينة عدن 13فبراير _كالمعتاد_ عصر اليوم السبت والذي ينظمه عدداً من النشطاء والناشطات إيماناً بمدنية المدينة وتوصيل رسالة سلام وأغنية حياة عن مدينة طالما عشقت الحب.
مدنية المدينة
"حضر اليوم كل الناس هنا من أجل تجسيد لروح الأمل وإزاحة الغيم عن هذه المدينة التي تؤمن بالصحو والضياء والبهاء والنقاء وبزيادة كثافة الحاضرين ازدادت المدينة تألقاً وللحياة ازدانت رونقً" كما تصفها الحقوقية العدنية المعروفة عفراء حريري أثناء حديثها لـ"مندب برس".
من جانبه قال محمد ناصر شاذلي وكيل محافظة عدن لـ"مندب برس": ؛ أن مثل هذه الفعلية ماهي إلا برهان علي سلمية مدنية عدن هذه المدينة الجميلة ؛ حيث تظافرت كل الجهود من أجل إنجاح هذه الفعلية الثقافية على الصرح التاريخي والأثري _الصهاريج_ الضارب جذوره بأعماق التاريخ".
الأمن عيون المدينة التي لا تنام
ويضيف الوكيل شاذلي بقوله: ؛ أن المواطنين إلى جانب قوات الأمن وبالإضافة إلى رجال المقاومة عملوا جميعاً على إنجاح هذا الفعلية الرائعة والتي أعطتنا الحافز والدافع القوي لمواصلة الأمل ؛ وبدورنا كسلطة محلية سندعم أي فعلية قادمة لأنها الروح الذي يعيد الحياة للمدينة وإقامة هذا المهرجان بأروقة الصهاريج يدلل على عراقة عدن وموروثها الثقافي".
إلا أن قائد شرطة كريتر العقيد فضل الجحافي أكد على أن تأمين هذه الفعلية واجبنا كقوات أمن لما يمليه علينا الضمير والشرف العسكري كي يشعر الناس بالأمان والذي نسعى لتحقيقه بالتعاون مع المواطنين الشرفاء الذين يعملون جنباً إلى جنب إلى جانبنا".
وأردف العقيد الجحافي لــ "مندب برس": ؛ فور تلقينا نبأ تنظيم فعلية بصهاريج عدن قمنا بالنزول الميداني من أجل حراسة المهرجان وتأمينه و نتوجه بالشكر لمدير الأمن بعدن العميد شلال علي شائع لتعزيزنا بطقمين عسكريين إلى جانب ما نمتلكه من أليات عسكرية بالإضافة إلى أطقم للمقاومة الجنوبية بمدينة كريتر".
رسالة سلام وكفر بالإرهاب
أردنا من خلال هذه الفعلية توصيل رسالة إلى الجمهور بأن عدن مدينة السلام لا تؤمن إلى للسلام ؛ ومثل هذه الفعلية تعمل على أيقظ همم الناس وتبعث فيهم الأمل والحياة على حدٍ سوى" هذا ما قالته الناشطة والصحفية العدنية عهد ياسين إحدى المنظمات للمهرجان.
وتضيف عهد ياسين لــ "مندب برس": ؛ لم اكن اتوقع مثل هذا الحضور المُلفت ؛ وحضور هؤلاء الناس بهذا الشكل يدلل على مدنية المدينة ويوحي برسالة سلام ؛ وفكرة إقامة الحفل بحرم الصهاريج الأثري والتاريخي يوحي بعراقة المدينة وما تحويه من أثار وموروث والذي يعمل على تعزيز التعايش وترابط النسيج الاجتماعي بهذه المدينة التاريخية".
الصحفي ياسر اليافعي يذهب من خلال انطباعه الجميل لــ "مندب برس" وهو يجول بين الألاف من الحاضرين متأملاً بنظره إلى الأحواض المائية التي بنتها أيادي الأقدمين الخالدة وحشود الحاضرين والبسمة تلبسُ أشداقه مبتسماً بما يراه من حياة أعادت للناس حياتهم ؛ " هذا هو انطباعي عن هذا المهرجان الذي أثبت بأن عدن تتحدى الإرهاب وتكفر بالأعمال المخلة بالأمن".
الصهاريج قبلة المدينة الأثرية
إقامة فعلية مهرجان الوفاء لعدن 13 فبراير على صهاريج الطويلة يدلل على عراقة المدينة وقِدم موروثها الأثري والذي يعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد حسب المصادر التاريخية التي ترجح إنشائه بعهد مملكة سبأ ومنهم من يعيدها إلى الحميريين.
ويعدُ صهاريج الطويلة مزاراً سنوياً لعشرات الألاف من الزوار والسياح اليمنيين والعرب والأجانب للاطلاع على دهاء حضارة الأمس واستثمار مياه الأمطار وتخزينها بأحواض ضخمة كان تعدادها قديماً يزيد عن (55)صهريجاً إلى أن الطمث والطمر أنقصت هذا العدد ليصبح العدد (18)صهريجاً بقدرة استيعابية قدرها (20) مليون ؛ وكلمة (صهريج)لفظة مستعربة من اللغة الفارسية وتعني حوض الماء.
وهذه الفعلية تعد هي الثانية من نوعها ؛ حيث وسبق لنشطاء عدن أن قاموا بتنظيم فعلية الوفاء لعدن عدن 13فبراير بمدينة التواهي أي قبل 42 يوماً من الحرب التي شنتها جماعة الحوثي على مدينة عدن بتاريخ 25مارس من العام الماضي ؛ ومن المقرر أن يواصل مهرجان الوفاء لعدن فعالياته سنوياً بمثل هذا التاريخ.