في ردة فعل سريعة على انشقاق قيادات عسكرية من تحالف الانقلابيين في اليمن? شرعت ميليشيات الحوثيين وخلال اليومين الماضين في تصفية عشرات من الضباط الموالين للشرعية? الذين أُسروا في أوقات سابقة? وعناصر من الحرس الجمهوري أعلنوا رفضهم الدخول في مواجهات عسكرية مؤيدين للحل السلمي وتسليم البلاد للرئيس المنتحب.
وشرعت الميليشيات بتنفيذ عمليات إعدام وقتل كل مخالفيها? أو رافضي الانخراط وتنفيذ الأوامر العسكرية بالتحرك في الجبهات دون النظر في موقعه العسكري أو المدني.
في حين تشير مصادر يمنية رفيعة إلى أن التصفية تشمل الشخصيات المؤثرة في المجتمع اليمني? خاصة في صنعاء? وذلك بعد أن أدركت الميليشيات أن الكثير من القيادات فرت من المدينة مع تقدم الجيش الوطني إلى أطراف صنعاء والسيطرة الكاملة على عقبة «الفرضة» ومعسكرها? وتطويق العاصمة آخر معاقل الحوثيين من جميع الجبهات.
وقال العميد عبد الله الصبيحي قائد اللواء 15 ميكا? وقائد القطاع الشمالي الشرقي في عدن لـ«الشرق الأوسط» إنه وفقا للمعلومات الواردة التيُرصدت في اليومين الماضيين? بدأت الميليشيات تتخذ قرارات عشوائية تبين مدى تخبطها وعدم قدرتها على الصمود? ومن ذلك ما قامت به من عمل غير إنساني مخالف لجميع الأنظمة الدولية بقتل قيادات عسكرية وتصفيتهم وهم أسرى حرب لا يملكون القوة في الدفاع عن أنفسهم.
وأضاف العميد الصبيحي أن هذه التصفية لم تقتصر على الضباط الموالين للشرعية? بل شملت عناصر وضباًطا من الحرس الجمهوري أعلنوا انفصالهم عن الانقلابيين والانضمام إلى الدولة? وهو ما يؤكد مدى التخبط التي تعيشه الميليشيات? بعد أن انشق العشرات من القيادات الكبرى عن هذا التحالف? وفّروا إلى مواقع أخرى? لافتا إلى أن هذه الأعمال سيتم التعامل بها وتوثيقها لملاحقة هذه القيادات التي تعيش على القتل والنهب.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر يمني رفيع أن هناك اتصالات مع بعض القيادات التي تختبئ في صنعاء? بعد أن تمت تنحيتها من مواقعها العسكرية في وقت سابق? لرفضها الانخراط في الجيش الذي أعدته الميليشيات وحليفهم علي صالح للسيطرة على المدن اليمنية? لمحاولة إخراجهم من المدينة إلى المدن المحررة? خصوًصا أن المصادر تؤكد أن الميليشيات تقوم في المرحلة الأولى بسجن كل من يحاول التنحي وترك الخدمة العسكرية ومن ثم تقوم بقتله وتصفيته. ويبدو بحسب المصدر أن الميليشيات ستقوم هذه الأيام من الاستفادة من المختطفين من القيادات الشعبية والحزبية الذين اعتقلتهم? وغالبيتهم رافضون للانقلاب? من خلال إجبارهم على التوقيع على خطابات موجهة للمدنيين في صنعاء? أو وضعهم دروًعا بشرية في المواقع الرئيسية والقيادات العسكرية التي تسيطر عليها الميليشيا.
وهنا عاد العميد عبد الله الصبيحي? ليؤكد أن الحوثيين سيقومون بكل الأعمال وإن كانت إجرامية لتأمين سلامة قيادات ما يعرف بـ«أنصار الله» مع قرب دخول الجيش الوطني إلى صنعاء? وتحرك المقاومة في الداخل بأعمال عسكرية? لافتا إلى أن الحكومة ممثلة في الجيش ستقتص من كل من عمد على تخريب البلاد وقتل المدنيين.
وميدانًيا? قال قائد القطاع الشمالي الشرقي في عدن? إن الجيش الوطني? تمكن? أمس (الجمعة)? من فرض سيطرته على «اللواء 63» التابع للحرس الجمهوري الموالي لعلي صالح? وأسر قائد اللواء ونحو 200 من أفراد اللواء وإرسالهم إلى المناطق المحررة. وفي المقابل تقدم الجيش في بني حشيش? وبشكل سريع وكبير ليقترب من أطراف صنعاء.
وكانت قد استعادت القوات الحكومية اليمنية السيطرة على مديرية نهم التابعة لمحافظة صنعاء? بعد معارك استغرقت أسابيع مع المتمردين الحوثيين حسب ما أفادت به مصادر عسكرية حكومية? أمس (الجمعة). وتمكنت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من إنهاء السيطرة على مديرية نهم. وأضافت المصادر نفسها أن استعادة هذه المديرية الواقعة على بعد 40 كلم شمال صنعاء أجازت للقوات الحكومية الوصول إلى مشارف مديريتي بني حشيش وأرحب الجبليتين المجاورتين اللتين تطلان على مطار صنعاء الدولي.
وصرح محمد أحد المقاتلين الحكوميين الذين دخلوا نهم وهم يرفعون الأسلحة ويطلقون النار في الهواء ابتهاجا لوكالة الصحافة الفرنسية: «نتجه الآن إلى صنعاء بعد السيطرة على قاعدة نهم العسكرية».
وأضاف: «نطلب من إخواننا عناصر الجيش الوطني التحلي بالصبر. النصر آت».
وأسفرت معارك استعادة مقر اللواء 312 والتلال المحيطة عن عدد من القتلى والجرحى في المعسكرين بحسب المصادر التي لم توفر حصيلة دقيقة. ومن أجل عرقلة تقدم القوات الحكومية نحو صنعاء قام الحوثيون وحلفاؤهم بحفر الخنادق وزرع الألغام في أرحب وبني حشيش? ودعوا السكان إلى القتال دفاعا عن العاصمة صنعاء.
وفي محافظة الجوف المجاورة نجحت القوات الموالية للرئيس مدعومة من التحالف العربي بقيادة سعودية في السيطرة? أول من أمس (الخميس)? على معسكر الخنجر في بلدة خب الشعف القريبة من الحدود مع المملكة العربية السعودية بعد مواجهات مع الحوثيين.
ووفًقا لمصادر عسكرية أخرى? فإن تقدم هذه القوات في محور معسكر الخنجر يأتي ضمن محاولاتها التوجه نحو محافظة صعدة معقل الحوثيين شمال البلاد.
الحوثيون يصّفون ضباًطا موالين للشرعية وآخرين تمردوا عليهم
(مندب برس-الشرق الاوسط)