الرئيسية > اخبار وتقارير > مناورات (رعد الشمال) بالسعودية.. هل بدأ التجهيز للتدخل البري في سوريا؟

مناورات (رعد الشمال) بالسعودية.. هل بدأ التجهيز للتدخل البري في سوريا؟

مناورات (رعد الشمال) بالسعودية.. هل بدأ التجهيز للتدخل البري في سوريا؟

طرح إعلان المملكة العربية السعودية استعدادها للمشاركة بأي عملية برية في سوريا، في إطار التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بالتزامن مع مناورات "رعد الشمال" العسكرية، عددًا من التساؤلات بشأن العلاقة بينهما، وهل يمكن أن تكون نواة لتدخل بري في سوريا، وبداية تدشين عملي للتحالف العسكري الإسلامي ضد داعش، فيما رجح مراقبون وجود علاقة بينهما، وأن هذه المناورات لا تجري بمعزل عن التطورات العسكرية الميدانية في سوريا، وبخاصة كارثة سقوط حلب بيد نظام الأسد وحلفائه.

تشير معلومات صحفية أولية إلى أن عدة دول تشرع لبدء مناورات برية واسعة في مناطق السعودية الشمالية، خاصة المناطق الحدودية مع العراق، حيث تم إطلاق اسم "رعد الشمال" على المناورات التي تستمر عدة أيام، على أن يكون مركز المناورات محافظة "حفر الباطن" تحت قيادة السعودية، وبمشاركة قوات عسكرية من دول عربية وإسلامية منها "مصر، الإمارات، الأردن، السودان، الكويت، قطر، البحرين، اليمن وعمان"، إضافة إلى حضور بعض الدول العربية والإسلامية المشاركة في التحالف الإسلامي بصفة مراقبين في المناورات، بدعوة مباشرة من المملكة

 

مشاركة مصر والسودان

تحمل مشاركة السودان ومصر بالمناورات دلالات خاصة، نظرًا لطبيعة جنود الجيشين وقدراتهم على القتال البري بالبيئات الصعبة، فقد أعلن الجيش السوداني، الجمعة 5 فبراير 2016 مشاركته في مناورات "رعد الشمال"، التي دعت إليها السعودية في أراضيها، ضمن عدد من جيوش المنطقة.وذكر المتحدث باسم الجيش، العميد أحمد الشامي، أن القوة السودانية المشاركة في (رعد الشمال) غادرت بالفعل إلى السعودية، لكنه رفض تقديم مزيد من التفاصيل حول قوامها وتسليحها.

وتشارك السودان في التحالف، الذي تقوده السعودية في اليمن لمحاربة الحوثيين، المدعومين من طهران منذ مارس الماضي، ونشر بالفعل نحو ألف جندي في الأراضي اليمنية، قيل إنهم جزء من 6 آلاف جندي جاهز لإرسالهم.

وفي الشهر الماضي أعلنت الخارجية السودانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، "تضامنا مع السعودية لمواجهة المخططات الإيرانية"، وذلك بعد ساعات من اتخاذ الرياض قراراً مماثلاً.

مصر تعد مرشحة كعمود فقري لأي قوات برية عربية، وفي 25 يناير 2016 عرضت صفحة فيس بوك للمتحدث العسكري باسم الجيش المصري، مجموعة صور لوحدات عسكرية من القوات المسلحة المصرية، وهي تستعد لمغادرة مصر متجهة إلى السعودية، للمشاركة في أنشطة وفعاليات التدريب المشترك (رعد الشمال)، الذي تنفذه وحدات مقاتلة من القوات البرية، والجوية، ووسائل الدفاع الجوي، والقوات الخاصة لعدد من الدول العربية والإسلامية.

 

الأمن القومي العربي

جاء سفر القوات المصرية بعد أيام من لقاء عقده الفريق أول صدقي صبحى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، مع أفرادها، مشيدًا بـ"رجال القوات المسلحة وقوات التدخل السريع، واستعدادهم القتالي الجاد لتنفيذ أي أنشطة تدريبية أو مهام قتالية يكلفون بها تحت مختلف الظروف". وأشار صبحي إلى أن مصر "تمثل العمق الاستراتيجي للأمن القومي الإقليمي والعربي"، وأن ما تشهده المنطقة من متغيرات حادة وتهديدات مباشرة وغير مباشرة "تستلزم التكامل والتعاون المشترك بين كافة الدول الشقيقة".

 

التدريبات العسكرية والتدخل في سوريا

هناك مؤشرات على العلاقة بين مناورات رعد الشمال والتدخل البري في سوريا والتحالف الإسلامي الناشئ، منها ما كشفه مصدران سعوديان مطلعان لشبكة "سي ان ان"، أمس الأول الجمعة، عن خطط المملكة للتدريبات العسكرية كجزء من إعدادها للتدخل في سوريا، لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وأفادت الشبكة أن عدد المتدربين قد يصل إلى 150 ألف جندي، وأن معظم الأفراد سعوديون مع قوات مصرية وسودانية وأردنية موجودة داخل المملكة حاليًا، والتزمت المغرب وتركيا والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر بإرسال قوات، ومنذ أسبوعين عيّن السعوديون والأتراك قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا.

وتشمل قائمة الدول الآسيوية المشاركة في هذه الخطة ماليزيا وإندونيسيا وبروناي، والتي أسست قيادة مشتركة لم تعلن عنها حتى الآن، ومن المتوقع أن تكون ماليزيا أول من ترسل قواتها من هذا الثلاثي إلى السعودية.

 

لماذا التدخل البري والمناورات

في تحليل للعلاقة بين المناورات والتدخل البري قال الكاتب عبد الباري عطوان، في مقال له أمس السبت، بصحيفة "رأي اليوم" تحت عنوان "ما هي دوافع القرار السعودي بإرسال قوات برية للحرب في سوريا؟"، أنه لا يعتقد أن تزامن الإعلان بالاستعداد للتدخل البري في سوريا، مع كشف المتحدث العسكري المصري على صفحته على "فيس بوك" من قبيل الصدفة، بل في إطار خطط جرى الاتفاق عليها مسبقًا بين الولايات المتحدة، وعدة دول إقليمية أخرى مشاركة في التحالف الستيني ضد داعش.

وأضاف: "التقدم الميداني الكبير والمحوري الذي حققته قوات الجيش السوري النظامي في منطقة حلب، ومحافظة درعا الجنوبية، وكسر الحصار عن بلدات مثل نبل والزهراء الذي استمر نحو ثلاث سنوات، وبغطاء جوي روسي، هذا التقدم أقلق السعودية وحليفها التركي، ودفعها للتخلي عن ترددهما المستمر منذ خمس سنوات، وقبول تحدي المشاركة بريًا في الحرب لإسقاط النظام السوري..السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي ظل، وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، يكرر مقولته (الاسد سيرحل بالحل السياسي أو بالحل العسكري إذا تعذر الأول)، فهل الاستعداد لإرسال قوات برية سعودية إلى سورية يجسد اليأس والانتقال إلى الخيار العسكري؟".

ورأى عطوان، أن "أي قوات برية ترسلها السعودية وحليفها التركي إلى سوريا لن تكون قطعا لمحاربة (الدولة الإسلامية)، وإن كانت هذه هي الذريعة المعلنة، وإنما الحيلولة دون سقوط مدينة حلب العاصمة الاقتصادية في أيدي قوات الجيش العربي السوري، والتقدم نحو دمشق بطريقة أو بأخرى لإسقاط النظام إذا وجدت الطريق سالكًا، وإعادة الثقة لقوات المعارضة المسلحة التي تضعضعت أخيرًا، وخاصة في صفوف (جيش الإسلام)، بعد اغتيال زعيمه زهران علوش، و(جيش الفتح) الذي يتعرض لضغوط كبيرة في إدلب وجسر الشغور، وقصف روسي مكثف"، بحسب قوله.

فيما رأى مراقبون، أن المناورات تعد التدريب الأول منذ الإعلان عن قيام تحالف إسلامي لمواجهة الإرهاب، لذا فمن المحتمل أن تأتي تفعيلًا للتحالف المكون من "34" دولة عربية وإسلامية ومقره الرياض، وهي إعلان دعم وتضامن من الدول المشاركة في المناورة للمملكة ضد إيران، ولتحجيم نفوذها وأذرعها العسكرية، ولإظهار القوة العسكرية العربية، خاصة في ظل مشاركة أكبر قوتين عربيتين، وهما السعودية ومصر.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
شريط الأخبار