واصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة ضرب مواقع الانقلابيين في المدخل الشرقي لصنعاء وتقدمت نحو مديرية بني حشيش في ضواحي العاصمة وسط انهيار كبير في صفوف الانقلابيين، فيما دمرت مقاتلات التحالف واحداً من أكبر مخازن الأسلحة في وسط صنعاء.
وقالت مصادر عسكرية إن المعارك العنيفة بين قوات الجيش الوطني المسنودة بالمقاومة واصلت ولليوم الرابع على التوالي التقدم في جبهة فرضة نهم التي تشهد انهيارات متتالية للانقلابيين وإن قوات الجيش الوطني والمقاومة وصلت إلى اللفة الرابعة في الفرضة باتجاه مفرق الجوف.
وأكدت المصادر سيطرة قوات الجيش والمقاومة الشعبية على الطريق الواصل بين مفرق الجوف - فرضة نهم بالإضافة إلى السيطرة الكاملة على نقيل الفرضة وسط فرار جماعي لميليشيات الحوثي وصالح من مواقع تمركزها.
كما أشارت إلى سيطرة المقاومة على جبل يام الاستراتيجي بعد اشتباكات مسلحة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين قوات الجيش المسنودة بالمقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالح.
خطوط الإمداد
وقطعت قوات الجيش والمقاومة خطوط الإمداد عن مواقع الانقلابيين فيما تواصلت الغارات التي تشنها مقاتلات التحالف على مواقع هؤلاء، فيما دعا شيوخ القبائل الانقلابيين للاستسلام حقناً للدماء وسط انتفاضة شعبية من الحزام القبلي لصنعاء وسكّان المدينة فرحاً بانتصارات الجيش الوطني انتظاراً للخلاص من الانقلابيين.
ودمرت مقاتلات التحالف أكبر مخازن الأسلحة التابعة للانقلابيين في معسكر الحفا التابع لقوات الحرس الجمهوري شرق صنعاء. وقال سكان إن انفجارات ضخمة هزت أرجاء المدينة واستمرت لعدة ساعات عقب غارات مقاتلات التحالف على المعسكر الذي يقع أسفل جبل نقم، حيث يستخدم الانقلابيون الجبال لتخزين الأسلحة وإبعادها عن ضربات مقاتلات التحالف.
توجيهات المقاومة
من جهته، أكد مدير محافظة صنعاء العقيد مراد أبو حاتم، أن بوابة صنعاء الشرقية افتتحت أمام قوات الجيش الوطني بعد سيطرته على معسكر فرضة نهم وطلب من جميع أبناء منطقة الفرضة بالالتزام بمنازلهم والتعاون مع الجيش الوطني ومقاومته الشعبية.
ودعا أبو حاتم فصائل الجيش الحكومي بالتعامل بروح المسؤولية والابتعاد عن الانتقام والمحافظة على أرواح المدنيين ووضع حد لأية اعتداءات قد تقع من الميليشيات الانقلابية لمنازلهم في الأيام المقبلة».
وأشاد بمستوى الحرص الذي يبديه التحالف العربي على أرواح المدنيين في الضربات الجوية التي وصفها بالمركزة والقوية والتي تستهدف مراكز ومواقع العناصر الانقلابية المسلحة وتعزيزاتهم، مبيناً بأن الطريق إلى صنعاء أصبح سالكاً.
تعزيزات إلى حجة
وفي محافظة حجة دمرت قوات الجيش الوطني مخزن أسلحة للحوثيين في وادي عبدالله وسمع دوي انفجارات عنيفة في المنطقة، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة من قوات الجيش الوطني والتحالف إلى مديرتي حرض وميدي، وتضم التعزيزات آليات ومعدات عسكرية ثقيلة وكذا كاسحات الألغام.
جبهة البيضاء
وفي البيضاء اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين المقاومة الشعبية وميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بمنطقة جرجرة بمديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) أن سيارة محملة بجثث 11 حوثياً وصلت إلى سوق ذي ناعم، كما شوهدت سيارة أخرى محملة بعدد من المصابين من عناصر الميليشيا الانقلابية.
جبهة تعز في تعز، أحكمت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حصارها على مركز مديرية المسراخ من ثلاثة اتجاهات ولم يعد مفتوحاً أمام الميليشيات سوى المنفذ الشرقي المؤدي لمديرية خدير. واستعادت موقعاً جديداً مع افتتاح طريق نجد قسيم في حين تم تطهير جبل الصالحين ومرتفعات أخرى من الميليشيات الانقلابية في جبهة الشقب مديرية صبر الموادم جنوب مدينة تعز.
اشتباكات
حلق طيران التحالف في سماء مدينة عدن المحررة، حيث قال شهود إن طيران التحالف حلق على علو منخفض في سماء مدينة عدن بالتزامن مع وقوع اشتباكات مسلحة في جولة كالتكس بمديرية المنصورة.
وأشار الشهود إلى أن الاشتباكات المسلحة وقعت بين قوات أمنية مسنودة بقوات من المقاومة الشعبية وعناصر مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي في جولة كالتكس بعد قدوم قوات أمنية إلى الجولة، المعروفة بـ«جولة الموت» لكثرة وقوع عمليات الاغتيال فيها، ومحاولة التمركز فيها.
استشهاد 376 مدنياً بقصف المتمردين للأراضي السعودية في 10 أشهر
استشهد 376 مدنياً في جنوب السعودية من جراء سقوط قذائف أطلقت من اليمن، منذ بدء عمليات التحالف العربي في اليمن قبل نحو عشرة شهور.
وقال الناطق باسم التحالف العربي العميد الركن أحمد عسيري لوكالة «فرانس برس»: إن حصيلة المدنيين «بلغت حالياً 376»، من دون أن يحدد عدد العسكريين أو حرس الحدود الذين قضوا في سقوط قذائف أو تبادل لإطلاق النار.
وكانت حصيلة أعدتها «فرانس برس» استناداً إلى بيانات رسمية نشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أفادت بسقوط زهاء 90 قتيلاً بين مدنيين وعسكريين، في سقوط قذائف وتبادل إطلاق نار عبر الحدود.
وأوضح عسيري أن الحصيلة التي يوردها تستند إلى تقارير الدفاع المدني السعودي.
وأشار إلى أن المتمردين الحوثيين وحلفاءهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، أطلقوا أكثر من 40 ألف قذيفة هاون وصاروخ، بمعدل 129 يومياً، منذ بدء التحالف شن غارات في اليمن.
وأكد عسيري اعتراض 12 صاروخ سكود من الدفاعات الجوية، مشيراً إلى صعوبة وقف عمليات إطلاق النار والقذائف عبر الحدود، لا سيما أن المتمردين يعتمدون أسلوب الضرب والفرار من المناطق الحدودية بين البلدين، وهي في أجزاء منها ذات طبيعة جبلية وعرة.
وأعلن التحالف، الأحد الماضي، أنه شكل «فريقاً مستقلاً عالي المستوى من ذوي الكفاءة والاختصاص للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان والخروج بتقرير موضوعي لكل حالة على حدة».
اشتباكات حدودية
في غضون ذلك، لقي العشرات من مليشيات الحوثي وصالح مصرعهم في اشتباكات مسلحة على الحدود مع المملكة العربية السعودية. وقالت قناة الإخبارية السعودية، إن القوات المشتركة صدت هجوماً فاشلاً لمليشيات الحوثي وصالح للمرة الثانية على جبل الدود الحدودي.
وأكدت القناة مقتل 52 من مليشيات الحوثي وصالح في الهجوم الفاشل بينهم القيادي طارق عبيش، إضافة إلى إصابة 42 آخرين من عناصر المليشيات. وحاولت مليشيات الحوثي، الجمعة الماضية، التسلل إلى جبل الدود الحدودي، إلا أن القوات السعودية صدت هجوم المليشيات وقتلت 17 من عناصرها.