سخر صحفيون ومراقبون يمنيون من إقدام جمعية تابعة للحرس الثوري الإيراني على نشر صورة لطفل يمني، يبدو في حالة يرثى لها، بعد أن هدمت جماعة الحوثيين المتمردة منزل أسرته في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء، وزعمت أن المنزل هدمته غارة شنتها إحدى طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة.
وحاولت الجمعية استغلال الصورة لجمع تبرعات مادية من الإيرانيين لمساعدة الميليشيات الانقلابية.
وكانت الجمعية أقامت معرضا للصور الفوتوجرافية، تصدرته هذه الصورة، لحث الشعب الإيراني على دعم الانقلابيين، بإشراف مباشر من رئيس ما تسمى بـ"لجنة دعم الشعب اليمني"، عضو البرلمان الجنرال إسماعيل أحمدي، الذي كان يشغل في السابق منصب مدير الشرطة، وأقيل من منصبه على خلفية تورطه في قضايا فساد مالي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
اجترار الأكاذيب
قال الإعلامي، يحيى عسال، إن الصورة التي حاولت طهران استخدامها هي صورة انتشرت في وقت سابق، وقام بالتقاطها المصور الصحفي نبيل الأوزري، وتم نشرها في كثير من المواقع الإخبارية في شبكة الإنترنت، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن"، "من سوء حظ إيران ومن يدور في فلكها من اليمنيين أن الصورة التي حاولوا استغلالها لاستدرار التعاطف الشعبي معلومة للجميع، وهي تأكيد جديد على التناقضات التي يعانونها، لأنها ترمز إلى القهر الذي يمارسه الحوثيون ضد مناوئيهم وأعدائهم، إذ يعمدون إلى تفجير منازلهم، في صورة من صور العقاب الجماعي.
لذلك، فإن طهران تدين –من حيث لا تدري- عميلها الحوثي، وتحمله مسؤولية المآسي التي يكابدها الشعب اليمني".
وأضاف عسال "هناك جانب آخر يمكن استنباطه من هذه السقطة الجديدة، هي أن أي ريال يدفع للجمعية الإيرانية المشبوهة، سيستخدم في زيادة معاناة الشعب اليمني.
لذلك، ينبغي على الإعلاميين والصحفيين اليمنيين أن يقوموا بجهود معاكسة لجهود الحرس الثوري، وأن يوضحوا الحقيقة للإيرانيين، حتى يمتنعوا عن دعم تلك الجماعة الإرهابية".
المتاجرة بمعاناة الأطفال
أكد الناشط السياسي، سعد الفقيه، أن إيران إذا كانت صادقة في مساعيها لدعم الحوثيين، فبإمكانها أن تقدم لهم المساعدات المالية والعسكرية مباشرة، بدلا من تنظيم حملة تبرعات شعبية لمساعدتهم، وأضاف قائلا: "طهران تريد من تنظيم تلك الحملة توجيه رسالة إلى الميليشيات بأنها لن تقدم لهم شيئا، وليس في نيتها دعمهم، مع العلم بأنها هي التي ورطتهم، وأوعزت لهم باجتياح صنعاء، بعد أن خدعتهم بأنها ستقوم عاجلا بإمدادهم بالأموال والأسلحة، لكنها أحجمت عن تقديم أي عون لهم، وكل ما فعلته هي محاولة تهريب أسلحة للانقلابيين. أما الوقود والأموال، فقد ذهبت تعهداتها بشأنها أدراج الرياح".
وتابع "الفبركة والتزوير هوايتان معروفتان عن النظام الإيراني، لكنه في هذه المرة تجاوز كل الحدود، عندما حاول المتاجرة بمعاناة الأطفال الفقراء، واستغلال ظروفهم لاستدرار عطف شعبه، لجمع أموال، ندرك يقينا أنها لن تصل إلى اليمن، ولن يتم توجيهها نحو بنائه أو تنميته".