الرئيسية > اخبار وتقارير > ناقوس الخطر في اليمن وسوريا.. إيران وحلفائها يفرضون كلمتهم تحت ستار المفاوضات

ناقوس الخطر في اليمن وسوريا.. إيران وحلفائها يفرضون كلمتهم تحت ستار المفاوضات

ناقوس الخطر في اليمن وسوريا.. إيران وحلفائها يفرضون كلمتهم تحت ستار المفاوضات

رغم تأكيد عدة مسؤولين رسميين عدم تأثر الملف اليمني والسوري بتصاعد الخلافات بين السعودية وإيران إلا أنهما يشهدان تراجعا كبيرا في مجال التوصل لحل سياسي ووقف لإطلاق النار، مع ترجيح الاتجاه للحل العسكري كأداة أساسية لحسم الصراع، خاصة مع انعدام إجراءات بناء الثقة وحسن النية المفترضة كخطوات تمهيدية في إطار العملية السياسية التفاوضية، وكشف الأسبوع الأخير عن تعنت واضح في موقف جماعة الحوثي الذراع العسكرية لإيران نتج عنه تأجيل المفاوضات لأجل غير مسمى، وتعنت نظام الأسد تجاه الوفد التفاوضي المقابل مع تصعيد عسكري بساحات القتال، بما يشكك في جدوى التفاوض، ومن المعروف أن إيران هي من تحرك وفد الحوثيين ووفد نظام الأسد وهي من تدير فعليا عملية التفاوض.

من الملاحظ أن التعنت من قبل الحوثي وبشار لم يكن نابعا من ملف الإعدامات وتفاقم الأزمة السعودية الإيرانية ولكنه كان سابقا لها بما يكشف عن نية إيرانية مبيتة للتصعيد في الساحتين اتضح من خلال فشل تثبيت الهدنة الإنسانية، وعدم التزام الحوثي والأسد بالتمهيد لوقف إطلاق النار، وتصفية قادة المعارضة السورية، والتزمت تجاه قائمة المعارضة السوية المشاركة.

 

واقع يناقض التصريحات

أعلنت السعودية وإيران، أمس الأحد، أن النزاع المتصاعد بينهما لن يؤثر على الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب في سورية بينما شككت جماعات معارضة مسلحة سورية كبيرة في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستافان دي ميستورا، أمس، في بيان صدر بعد اجتماع في طهران مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، إن إيران أكدت له أن خلافها الدبلوماسي مع السعودية لن يؤثر على محادثات السلام السورية المقرر أن تعقد في وقت لاحق هذا الشهر.

ويقوم دي ميستورا بجولة في المنطقة لتعزيز الدعم للمفاوضات المزمع عقدها في جنيف في 25 يناير في إطار خطة تبناها مجلس الأمن الدولي في الشهر الماضي.

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قد قال في تصريحات سابقة: "إنه لا يتوقع أن يؤثر الخلاف الدبلوماسي على جهود السلام".

في المقابل عبر مسؤولون في المعارضة السورية عن تشككهم في محادثات السلام، قائلين إنه يجب أن تتخذ حكومة النظام في سورية إجراءات لإظهار حسن النية تشمل وقفاً لإطلاق النار والإفراج عن معتقلين وإنهاء الحصار المفروض على عدد من المناطق قبل بدء المفاوضات.

وفي مؤشر على تعنت الأسد طالبت حكومة النظام دي ميستورا يوم السبت بضرورة الحصول على قائمة بأسماء شخصيات المعارضة التي ستشارك في محادثات السلام، وفي إشارة إلى تعقيدات محتملة أخرى أكد وزير خارجية النظام وليد المعلم، الحاجة لأن تحصل حكومته على قائمة بالجماعات التي ستُصنف على أنها إرهابية كجزء من عملية السلام.

حصار المدن والمجازر اليومية الروسية الإيرانية تعقد الوضع ميدانيا وتكشف عن مخطط لاتخاذ القرار 2254 والتفاوض كغطاء لكسب الوقت وفرض معادلة عسكرية وجغرافية جديدة.

من جهتها قالت جماعة جيش الإسلام السورية المعارضة إنه من غير المقبول الحديث عن حل سياسي للحرب بينما يموت الناس من الجوع والقصف وأضافت أن أفضل سبيل لإجبار حكومة دمشق على التوصل لتسوية هو تزويد مسلحي المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات، ويبرز البيان الذي أصدره جيش الإسلام، أمس الأحد، مخاوف المعارضة من الجهود الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة لعقد محادثات سلام في جنيف يوم 25 يناير.

 

لا حل سياسي في سوريا

في تأكيد على دخول سوريا في نفق مظلم قال "برهان غليون" بصحفية "العربي الجديد" أمس الأحد تحت عنوان "سورية وحرب الإبادة الجماعية": "أعتقد أن السوريين والمنظمات الإنسانية الدولية والأمم المتحدة والعالم قد استنفدوا جميع جهودهم في إقناع بشار الأسد وحلفائه بحل يضمن عودة السلام والأمن إلى سورية النازفة، ولم ينجحوا، ولن ينجحوا أبداً في تغيير موقفهم، فقد صوّت مجلس الأمن على خمسة قرارات بخصوص المسألة السورية، وأصدر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أربعة بيانات رئاسية، وأيد تنحي الأسد في الجمعية العامة أكثر من 130 دولة، وأقرّت جميع الدول، بما فيها التي تدعم الأسد ونظامه، بمشروعية المطالب الشعبية في التغيير السياسي، ولم نكف، نحن السوريين، عن الحماسة لمفاوضات التسوية السياسية. وفي كل مرة، وجدنا أنفسنا أمام فراغ فاغر".

 

خارطة النظام وحلفاؤه

وتابع "غليون":"واليوم، بينما نحن نصرف الوقت في الرياض وغيرها على التحضير لمفاوضات لن تحصل.. تغرق بلادنا كل يوم أكثر في الدم، وتتسع دائرة الدمار، ويتضاعف عدد القتلى والجرحى والمحاصرين والمشردين واللاجئين، وتتكرس حدود الإمارات والدول "المفيدة" والأقل فائدة، وتزداد وتيرة التهجير المنظم للسكان، وتدمير مدنهم وقراهم، حتى لا يفكروا في العودة إلى بلادهم. ويزيد يأس السوريين بمستقبلهم وتختفي آمالهم بالخلاص.

وحذر من أنه لن تكون هناك مفاوضات مثمرة لأن الأمم المتحدة التي نراهن عليها في ترتيب أوراق المفاوضات، لم تعد منظمة فاعلةً خاصة مع تباين الأجندات الإقليمية والدولي، ولأن النظام السوري، وحلفاءه الرئيسيين في طهران وموسكو، لا يفكرون لحظة واحدة في الانتقال نحو نظام جديد، أو حتى في تعديل ذي مغزى للنظام.

 

فشل خمس محاولات للهدنة

اليمن ليست أحسن حالا، حيث أعلن وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، السبت الماضي، أنه تم تأجيل جولة مفاوضات السلام بين الحكومة والحوثيين التي كانت مقررة في 14 يناير لعدة أيام.

وأضاف: "ستجرى المفاوضات في 20 أو 23 يناير بسبب رفض الحوثيين تاريخ 14 يناير، وبحسب "المخلافي" فإن مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد سيزور صنعاء "لإقناع الحوثيين بالمشاركة في المفاوضات في التواريخ الجديدة، وإن المبعوث سيحاول أيضاً أن يحصل من الحوثيين على "إجراءات ثقة خصوصاً رفع الحصار عن تعز والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

وحتى الآن تعجز الأمم المتحدة عن تطبيق القرار 2216 الذي يلزم الحوثيين وصالح على الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة، وتسبب الحوثي وصالح في فشل تثبيت الهدنة الإنسانية خمس مرات برعاية أممية.

شريط الأخبار