خلقت مقابلة متلفزة مع الرئيس السابق علي صالح حراكا صحافيا وحربا إعلامية بينه وبين خصومه السياسيين وفي مقدمتهم حكومة خلفه الرئيس عبدربه منصور هادي، والتي تزامنت مع صراع حزبي داخل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح.
واتهمت الحكومة والعديد من السياسيين صالح بأنه رمى بآخر أوراقه السياسية للانتقام من خصومه السياسيين ومحاولة إظهار تماسكه وعدم انهياره في الحرب الراهنة باليمن التي تجاوزت سته أشهر ونصف وذلك عبر تحريك ورقة الارهاب في المناطق التي حررتها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المدعومة بقوات التحالف العربي.
وذكرت المصادر ان حكومة خالد بحاح الموالية للرئيس هادي اتهمت صالح بأنه يستخدم آخر الأوراق التي بين يديه لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن، وطالبه وحلفاءه الحوثيين بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216 قبل أي حوار معهم.
وقال القائم بأعمال وزير الخارجية الدكتور رياض ياسين في مؤتمر صحافي في الرياض ان «صالح سيبدأ مرحلة جديدة بتحريك الجماعات الإرهابية لتهديد البلاد، كآخر ورقة له لتنفيذ الاغتيالات والهجمات المسلحة».
واضح أن هناك مؤشرات جديدة بدأت بعد لقاء صالح المتلفز «وهي التهديد، بعد أن فقد أوراقه القديمة في حزب المؤتمر الشعبي العام وفقد ضالته بالتحالف مع ميليشيات الحوثيين وإيران».
وأضاف أن «صالح يبدو الآن أنه سيحرك المنظمات الإرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيم القاعدة ليبدأوا مرحلة أخيرة داخل مدينة عدن التي حررتها قوات التحالف من المتمردين».
وأعلن ياسين رفض الحكومة للحوار مع المتمردين من الميليشيات الحوثية وقوات صالح قبل تطبيق قرار مجلس الأمن 2216 بشكل كامل. واتهمه بارتكاب جرائم حرب في مدينة تعز، ووعد بأن تعز ستعود إلى حاضنة الحكومة الشرعية قريبا.
مشيرا إلى أن أبناء تعز يتعرضون لحرب إبادة «وانه لا يعقل ان تمر تلك الجرائم والانتهاكات من دون حساب، حيث ترتكب المجازر بشكل يومي، باستهداف المدنيين والمدارس والبنى التحتية في مدينة تعز». وطالب اللجان والمنظمات الدولية بالقيام بدورها في التحقيق بالجرائم التي ترتكبها ميليشيل الحوثي وصالح في تعز وفي غيرها وأن تجري تحقيقات «شاملة وعادلة.»
وكانت قناة الميادين الموالية لإيران والحوثيين أجرت مقابلة تلفزيونية مع صالح بثتها مساء أمس الأول، وأحدثت ضجة واسعة في الوسط الإعلامي اليمني بعد غياب صالح عن الأضواء استمر طويلا، وحظيت برصد شامل من قبل المتابعين بكل تفاصيلها، من حيث المظهر والمضمون.
ووفقا للعديد من المراقبين والمتابعين بدى صالح مرتبكا ومنفعلا ومتناقضا مع أقواله، ومتوترا إلى أبعد الحدود، وهو ما دفعه في العديد من الأحيان إلى مناقضة نفسه أو التناقض في كلامه في ذات المقابلة.
ونشر نشطاء العديد من صور صالح الثابتة مأخوذة من مقابلته التلفزيونية وهو منفعل، كما رصدوا الكثير من الايحاءات والحركات الغريبة التي قام بها صالح أثناء الحوار معه التي تبدي ارتباكه أثناء الاجابة، ومنها رصدهم لعدد 129 حكّة في أنفه خلال زمن المقابلة التي استمرت زهاء الساعة والنصف، وفسروا عملية حكّ الأنف بأنها «لحظة الشعور بأنه يقول كلاماً كاذباً أو يغالط في قول الحقيقة».
وأوضحوا أنه قام بعملية حك للشنب 102 مرة، خلال المقابلة ومسح شفايفه 44 مرة، ومسح خدوده 44 مرة، وتحرك من مقعده 11 مرة، ونشف ريقه وشرب ماء 6 مرات، وذكر الاخوان المسلمين وهم خصومه البارزون 71 مرة وذكر الوهابية 22 مرة، وذكر هادي 55 مرة، وذكر السعودية 40 مرة وذكر الامارات 10 مرات وذكر قطر 3 مرات والكويت مرتين.
ورصد النشطاء العديد من أقوال صالح المتناقضة في هذه المقابلة ومنها قوله «لا أدير الحرب والقيادة بيد انصار الله» ولاحقا قال «انا مستعد لإيقاف الحرب من الان»، إذا أوقفت قوات التحالف الضربات الجوية علي المناطق والمواقع العسكرية التي يتمركز فيها الحوثيون وأتباعه. وأضاف «لم نتحالف مع انصار الله (الحوثيون)» وقال لاحقا «أنا أتحدث باسمي واسم انصار الله».
وفي مكان آخر قال «لن نسمح لهادي بالرجوع إلى صنعاء»، فيما قال لاحقا «يرجع ـ هادي ـ حياه الله لان معه القرار».
وأكد في كلامه «لا نشكل خطرا على المملكة العربية السعودية» وقال في وقت لاحق «جنودنا يقاتلون المملكة وقد دخلوا عدة كيلو مترات في الحدود السعودية».
وفي الوقت الذي قال فيه «نحن ملتزمون بالقرار الدولي 2216» قال أيضا «سنستمر في القتال حتى يأتي الأجل من الخالق».
وفيما اشار إلى أن «تدخل المملكة في اليمن غير شرعي» قال ان «تدخل روسيا في سوريا مشروع لانه جاء بطلب من الحكومة الشرعية». وذكر أن «حرب السعودية مع الحوثيين مذهبية» وأن «حرب السعودية جاءت بأثر رجعي وحقد على اليمن».
وقال ان «السعودية دعمت الاخوان وذهبت بهم إلى أفغانستان فهي داعمة للارهاب»، وناقضه أيضا بالقول لاحقا «نحن دعمنا الاخوان وذهبنا بهم إلى افغانستان».
اليمن: الحكومة تتهم صالح بتحريك ورقة الإرهاب للانتقام من خصومه عقب ظهوره إعلاميا بعد غياب طويل.
خالد الحمادي