كانت الصحف العدنية كوجبات الطعام الشهي لدى شريحة واسعة من الناس ؛ تتلقفها أيادي القراء كونها وسيلة المعرفة الوحيدة آنذاك ؛ ومنذ صباه كان الصحفي العدني فهمي عبد الرب يشتاق كغيره لقراءة ما يجود به الوراقين بشوارع عدن القديمة.
14 أكتوبر الصحيفة المنسية
"كانت قراءة وريقات من صحيفة 14 أكتوبر وجبة شهية بالنسبة لي فهي الأم التي تتحدث عن ذكريات خالدة" بهذه الكلمات يعبر الصحفي فهمي عبد الرب عن حُبه القديم للصحيفة العريقة التي استمدت اسمها من الاسم الخالد: اسم ومسمى ثورة 14 أكتوبر المجيدة ؛ المنقوشة بذاكرة التاريخ.
بعد 56 عام منذ إنشاء الصحيفة العريقة تأتي ذكرى العيد الــ52 لقيام ثورة 14 أكتوبر والصحيفة غائبة قسراً ولأول مرة بتاريخها بفعل الحرب التي شنتها جماعة الحوثي وصالح بـ25 مارس.
غابت لمدة 6 أشهر ولكن الأجدر بها أن تعود هكذا يقول الصحفي فهمي عبد الرب لــ"مندب برس" متابعاً قوله: "حزين أن أرى الصحيفة عاجزة عن السير ومؤسف أن تعطي السلطات ظهرها لهذا المَّعلم ؛ جريمة أن تمر هذه الذكرى وهذا الصرح عاطل عن التعبير وخاصة بهذا اليوم العظيم والذي تحمل الصحيفة اسمها المقدس".
لماذا غابت صحيفة 14أكتوبر اليوم
غابت الصحيفة الجنوبية العريقة بسبب الحرب التي شهدتها مدينة عدن بين الفترة (25مارس/أذارــــــ17يونيو/تموز) ؛ وبدخول جماعة الحوثي مديرية المعلى في مطلع شهر إبريل الماضي احتل مسلحو الحوثي مقر مؤسسة 14 أكتوبر لطباعة والنشر الكائن بحي أكتوبر بمدينة المعلى بتاريخ 10/إبريل.
يصف عبد الرقيب الهدياني نائب رئيس مجلس الإدارة/نائب رئيس التحرير غياب الصحيفة وخاصة بهذه الذكرى الخالدة بالقهري ونتيجة للحرب التي فرضها الحوثيون ؛ ويتابع بقوله:" أن جماعة الحوثي حولت مبنى المؤسسة إلى مقر لمسلحيها أثناء تواجدها بمدينة عدن".
ويقدر حجم خسارة المؤسسة بـ(40)مليون ريال يمني إضافة إلى العبث بأجهزة الإخراج والتحرير والمكاتب المختلفة ناهيك عن المطابع الصحفية والتجارية وإضافة إلى سرقة بعض وسائل المواصلات (الباصات) التابعة للمؤسسة واستخدامها لنقل مسلحيهم بين المدن المختلفة".
ويناشد الهدياني عبر "مندب برس" الحكومة والرئاسة ووزارة الإعلام والسلطة المحلية إلى سرعة إعادة الصحيفة مذكراً إياهم بأن على المؤسسة التزامات للموظفين والتي لم تدفع لهم من فترة ما قبل الحرب".
الحل وفق الهدياني :"يكمن بتوفير الحكومة للعديد من المتطلبات كالأحبار وأدوات الطباعة وتوفير دعم مالي للموظفين المقدر عددهم بـ(500)موظف و(130)متعاقد كي تواصل المؤسسة الإصدارات الصحفية ومواكبة المستجدات كون عدن أضحت العاصمة البديلة ومقر الحكومة بعد احتلال العاصمة صنعاء من قبل الحوثيين بـ21سمبتمر 2014م".
حلول ذكرى ثورة 14 أكتوبر مع احتجاب صحيفة 14 أكتوبر
يحتشد الآلاف من الجنوبيين بساحة العروض _اليوم ، احتفاءا بالذكرى الــ 52 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة والفرحة تغمرهم، لذكرى طرد المستعمر البريطاني في 1967م وطرد المستعمر الحوثي في 17 يونيو المنصرم.
يحتفل الناس القادمين من مختلف محافظات الجنوب السبع بساحة العروض مرددين الأهازيج والأغاني الوطنية التي تعبر عن الهوية الجنوبية مطالبين بتقرير المصير واستعادة الدولة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية).
وتأتي هذه الفعلية بالتزامن مع غياب الصحيفة الجنوبية 14 أكتوبر والتي أنشئت بقرار رئاسي من الرئيس قحطان الشعبي بتاريخ 1969م وذلك بعد التحرير بسنتين.
وبغياب صحيفة 14 أكتوبر الرسمية غابت كل الصحف الحكومية والأهلية بعدن باستثناء صحيفة عدن الغد الأهلية كونها تملك مطابع خاصة بها ؛ وتطبع عشرات الصحف الأهلية أعدادها بمطابع المؤسسة وبتوقف العمل بالمؤسسة بفعل الحرب توقفت الصحافة الورقية بعدن.
وتعد مؤسسة 14 أكتوبر للطباعة والنشر الحكومية واحدة من المؤسسات الحكومية إلى جانب مؤسسة الثورة بصنعاء ومؤسسة الجمهورية بتعز.
مناشدات لإعادة الصحيفة
وبعد توقف دام زهاء الـ(6)أشهر عودت صحيفة 14 أكتوبر نشاطها بـ(11)سبتمبر ولمدة أسبوعين فقط نتيجة تزويدها بمبلغ قدر بـ(7)مليون ريال حسب صحفيون عاملون بالمؤسسة لـ"مندب برس".
مدير قسم الأخبار بالصحيفة مروان الجنزوري قال لـ"مندب برس" أي مبلغ مشجع هذا الذي يواكب مؤسسة إعلامية بحجم 14 أكتوبر ؛ علماً بأن هناك مستحقات للصحفيين والعمال لم تصرف بعد منذ ستة أشهر".
يردف بقوله: " أن الحل بقيام رئيس الوزراء بحاح بزيارة الصحيفة في اقرب فرصة ممكنة ومراعاة مستحقات جميع العاملين وصرف لهم جميع مستحقاتهم المتأخرة".
