الرئيسية > محافظات > كيف احتفل أهل عدن بالعيد بطريقة مختلفة هذا العام

كيف احتفل أهل عدن بالعيد بطريقة مختلفة هذا العام

كيف احتفل أهل عدن بالعيد بطريقة مختلفة هذا العام

خلت المواقع التاريخية والأثرية في عدن من مرتاديها الذين اعتادت على كثافتهم في الأعياد، وبدت خالية على غير ما كان سائدا في الأعوام الماضية، فيما انشغل الأهالي عن مظاهر فرحة العيد بالاطمئنان على سلامة منازلهم التي غادروها أثناء الاحتلال الحوثي للمدينة إلى أن باشروا العودة إليها بالتزامن مع تحرير المدينة اعتبارا من نهاية رمضان وبداية عيد الفطر.

وحد من مظاهر فرحة العيد في عدن أيضا أن المدينة لا تزال في انتظار الإغاثة بعد تحريرها من المتمردين، للمساعدة في تقديم العون للمحتاجين، وذلك في مختلف المجالات الصحية والاقتصادية والاجتماعية، على الرغم من أن «فرحة النصر» الغامرة جاءت في وقت مناسب لتكون بلسما للمدينة المثخنة بالجراح.

وساهم «إعلان التحرير» في التحاق الكثير من رجال وشباب عدن بعناصر المقاومة الشعبية وإحياء مظاهر العيد معهم. وفي هذا السياق، نظم نايف البكري رئيس مجلس المقاومة في عدن، والذي عين محافظًا أول من أمس، زيارات ميدانية لدعم المقاومين البعيدين عن الاحتفال بالعيد بين أهاليهم، وذلك لتعزيز الروح المعنوية المنشية بالنصر.

وبحسب مجدي بازياد وهو ناشط إعلامي موالٍ للمقاومة الشرعية في اليمن، فإن مواقع مقاتلي المقاومة شهدت أهازيج وقصائد تحث على مواصلة القتال ضد المتمردين.

وأوضح بازياد أن المواطنين في عدن لم يتوجهوا بكثافة إلى المواقع السياحية والتاريخية خلال أيام العيد بسبب انشغالهم بالعودة إلى بيوتهم والاطمئنان عليها، مشددا على أن مؤشر الزيارات سجل إقبالا ضعيفا منذ أول أيام العيد حتى الآن. وأقر بأن الكثير من تلك المواقع بدت خالية من مرتاديها على الأقل حتى يوم أمس في انتظار أن تفرض المقاومة نفسها أكثر على الأرض، ويتم تطهير جميع المناطق المحيطة بعدن من المتحوثين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وعن الأوضاع السائدة في الأعياد الماضية، قال إن الناس تعودت في عدن الذهاب إلى المتنزهات وسواحل البحر والحدائق والمواقع التاريخية مثل قلعة صيرة، لكنّ شيئا من هذا لم يحدث في عيد الفطر الحالي.

وفي العاصمة اليمنية المحتلة صنعاء، لا مظاهر للفرح، في ظل وقوعها تحت سيطرة الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح. واستقبل العسكريون العاملون في الجيش الموالي للشرعية، في صنعاء، العيد هذه المرة بشكل مختلف تمامًا، حيث أصبح الجيش جزءا من المأساة التي تعيشها كل مكونات المجتمع اليمني. وقال ضابط يمني - فضل عدم الكشف عن اسمه - إن الجيش أصبح في حالة شبه المطرود عن مقرات معسكراته الدائمة نتيجة تعرض بعضها للاحتلال من الميليشيات الحوثية، فضلا عن الأضرار الناتجة عن العمليات العسكرية التي تجري من أجل التحرير.

وشدد على أن هذه المعاناة يضاف إليها معاناة أخرى، تتمثل في أن كل الجنود والضباط مغلوب على أمرهم، وأن رفض الدمار الناتج عن الانقلاب على الشرعية، هو سيد الموقف، خاصة بعد تفاقم المعاناة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية في صفوف أبناء الجيش أكثر بقية أبناء المجتمع اليمني.

وركز على أن أسباب الفرحة مفقودة في ظل سماع الرصاص والقصف وانعدام الاستقرار وأزمة الوقود والاستغلال المفضوح لقوى الانقلاب لحاجات الناس لمزيد من التجويع ورفع الأسعار واحتكار المواد، وكذا تعرض أغلب المتنزهات للقصف والتدمير ناهيك بالحالة النفسية السيئة التي عكست نفسها على الأسرة والمجتمع، مبينا أن كل هذه العوامل جعلت العيد في كل المدن اليمنية بلا نكهة ولا تظهر عليه أي ملامح للسرور والبهجة.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)