رغم فداحة الخسائر البشرية الناتجة عن المجزرة البشعة التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي صالح، بحق المدنيين في حي المنصورة بعدن أول من أمس، والتي خلفت عشرات القتلى ونحو 100 جريح، إلا أن هذا لم يمنعها من مواصلة قصفها العشوائي تجاه الأحياء السكنية، دونما أن يكون هنالك أي رادع إنساني وأخلاقي، في ظل صمت أممي يمثله السكوت الغريب للمبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ، تجاه تلك الجرائم والمجازر الدامية اليومية.
ونفذت الميليشيات المتمردة أمس عمليات قصف جديدة طالت الأحياء والمباني السكنية بصلاح الدين بمديرية البريقة وكذلك الحال بالنسبة لمدينتي المنصورة والشيخ عثمان، ما أدى إلى مقتل مدني على الأقل وجرح عدد آخر.
وقالت مصادر محلية في المدينة إن شدة القصف دفعت بالعشرات من الأسر إلى الهرب من منازلها، فيما أكدت مصادر أخرى سقوط قذيفة صاروخية في مسجد بالمدينة أثناء صلاة الفجر، ما أدى إلى جرح عدد من المصلين.
إلى ذلك، اندلعت فجر أمس مواجهات وصفت بالعنيفة بين مقاتلي المقاومة والقوات الموالية للحوثيين وصالح في كل من جبهات دار سعد والممدارة وبئر أحمد.
وجاءت المواجهات عقب محاولة للتقدم نفذتها الميليشيات الموالية للمتمردين، وفقا لتصريحات خاصة أدلى بها المتحدث باسم المقاومة بعدن عبدالسلام عاطف جابر لـ"الوطن"، مشيرا إلى أن مقاتليه تمكنوا من إيقاف أي تقدم للمتمردين.
في الغضون، أعلن الحراك الجنوبي عن مقتل أحد أعضائه القيادي الشاب جعبل البركاني، في المعارك التي تشهدها عدن وذلك أثناء انخراطه في المقاومة الشعبية بمنطقة البساتين في الجبهة الشمالية للمدينة، فيما قتل سبعة من المتمردين أثناء المواجهات.
من ناحية ثانية، واصلت القوات الموالية للحوثيين وصالح عمليات استهداف حافلات النقل والمركبات التي تقل النازحين الهاربين من الحرب في المدينة، حيث فتحت القوات نيران أسلحتها الرشاشة تجاه مركبات تقل نازحين كانت تسير في الطريق الرابط بين عدن ومنطقة العريش، ما أسفر عن جرح عدد من المسافرين. وغالبا ما تستهدف الميليشيات الحوثية مركبات وحافلات النازحين، خصوصا تلك المارة في الطريق الرابط بين عدن وأبين الذي يقع تحت سيطرة المتمردين.
وعلى الصعيد الأمني، دعا مدير أمن عدن العميد محمد مساعد قاسم كل المسؤولين الأمنيين وقادة وحدات وفصائل المقاومة الشعبية إلى عقد اجتماع طارئ لمناقشة تشكيل لجان شعبية مسلحة داخلية تعمل على ملاحقة وتعقب الأشخاص الذين يقومون بإطلاق قذائف الهاون قصيرة المدى ضد الأحياء السكنية.
ووفقا للبيان الذي أصدرته شرطة عدن فإن تلك اللجان المسلحة ستعمل على حماية الأهالي من الداخل والقيام بمهمات تمشيط المناطق والأحواش التي ربما تستخدمها الخلايا الحوثية النائمة في قصف المدنيين.
إلى ذلك، قال شهود إن سيارة ملغومة انفجرت قرب مسجد في منطقة وسط صنعاء أمس، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا، مشيرين إلى أن الانفجار وقع قرب مقر البنك المركزي لكن الهدف كان المسجد القريب.
بعد مجزرة عدن.. ميليشيات الحوثي تقصف الأحياء السكنية
(مندب برس - الوطن السعودية)