الرئيسية > محافظات > "مندب برس" ينشر القصة الكاملة لسقوط "الحزم" عاصمة الجوف بأيدي قوات الحوثي وصالح

"مندب برس" ينشر القصة الكاملة لسقوط "الحزم" عاصمة الجوف بأيدي قوات الحوثي وصالح

"مندب برس" ينشر القصة الكاملة لسقوط "الحزم" عاصمة الجوف بأيدي قوات الحوثي وصالح

شهدت جبهات القتال الدائرة بين المقاومة الشعبية والمليشيات الحوثية المسنودة من قبل قوات الحرس الجمهورية التابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح، في محافظة الجوف تطورات ميدانية متسارعة خلال الأسبوعين الماضيين، توجت الأحد بسقوط مدينة الحزم، عاصمة المحافظة، بأيدي المليشيات الحوثية والقوات الموالية لها.

 

ولفهم حقيقة ما جرى ، والأسباب الخفية التي أدت لسقوط مركز محافظة الجوف التي تعد أكثر المناطق المناوئة للحوثيين، حاولنا في "مندب برس" أن نبحث عن تفاصيل هذا السقوط المفاجئ، والأسباب التي أدت لسقوط إحدى أهم المحافظات التي كانت بمثابة حائط صد في وجه تمدد المليشيات شمال شرق اليمن.

 

 إرهاصات ما قبل السقوط

تشير الروايات إلى أن مدينة الحزم، شهدت مواجهات عنيفة فجر الأحد، بين المقاومة الشعبية من أبناء المحافظة، وبين عناصر المليشيا الحوثية والقوات الموالية لها، استمرت لساعات، قبل أن تنسحب المقاومة الشعبية، من مواقعها، في مقابل دخول المليشيات الحوثية والقوات الموالية لها إلى المدينة، التي هي مركز للمحافظة، وتقوم بالاستيلاء على كامل المرافق المدنية والعسكرية فيها.

 

وأوضحت مصادر متطابقة في حزم الجوف لـ"مندب برس"، أن عددا من مقاتلي المقاومة الشعبية، وكذا أفراد الوحدات العسكرية الموالية للشرعية، من قوات محور الجوف انسحبوا الأحد من ساحة المعركة، إلى جهة غير معلومة، وبشكل مفاجئ، حيث تشير المصادر، إلى أنهم شعروا بأن كفة المواجهات بدأت تميل لصالح المليشيات الحوثية والقوات الموالية لها، وهو ما أسمته المصادر "إنسحاباً تكتيكياً".

 

وأكدت المصادر، أن قائد محور الجوف العميد عادل القميري، تمكن من مغادرة مدينة الحزم، بعد أن كان متواجدا في مقر اللواء 115 مشاه، متوجها إلى محافظة مأرب، التي تشهد هي الأخرى مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية والمليشيات الحوثية المسنودة بقوات الحرس الجمهوري.

 

المصادر، أفادت بأن طيران التحالف، نفذ عقب استيلاء مليشيات الحوثي وصالح على مختلف المنشئات المدنية والعسكرية وفي مقدمتها المجمع الحكومي بالحزم، ومقر اللواء 115، سلسلة غارات جوية، استهدفت تلك المواقع التي باتت في قبضة الحوثي، مشيرة إلى أن طيران التحالف تمكن من تدمير ما تبقى من آليات عسكرية، كانت قوات الجيش الموالية للشرعية قد خلفتها ورائها في المواقع التي استولى عليها الحوثيون وقوات صالح.

 

 أسباب السقوط

تعددت الروايات المتحدثة عن أسباب سقوط عاصمة محافظة الجوف بأيدي الحوثيين وقوات صالح، بعد أن كانت وحتى وقت قريب عصيّة عليهم، وظلت صامدة في وجوههم لسنوات منذ أن شنت المليشيات الحوثية عدوانها الأول على المحافظة منتصف العام ????م مستغلة انشغال القوى السياسية والاجتماعية والقبيلة بثورة الشباب الشعبية السلمية، وفقدان المؤسسة العسكرية مرجعيتها القيادية التي توجهها للقيام بدورها في حماية المواطنين وحفظ الأمن والسكنية العامة لهم.

 

وفي هذا السياق، أكدت مصادر متطابقة لـ"مندب برس" أن السبب الرئيس لهذا التحول الميداني المتمثل في سقوط عاصمة الجوف بأيدي الحوثيين، يتمثل في وجود خيانات من داخل المدينة، وربما من داخل الوحدات العسكرية وكذا في أوساط الزعامات القبلية، سهلت على المليشيات الحوثية إسقاط المدينة.

 

وأجمعت تلك المصادر على أن بعض الشخصيات والقيادات الرسمية في المحافظة وبعض المشائخ الوجهات القبيلة في المنطقة وفي مقدمتهم أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة الذي يدعى علي ????، وجّهوا طعنة قاتلة للمقاومة من الخلف، بتسهيلهم لمليشيا الحوثي وقوات صالح دخول المدينة، مما أجبر رجال المقاومة على الانسحاب التكتيكي من أرض المعركة .

 

بيد أن مصادر ميدانية أخرى، أضافت إلى جانب دور تواطؤ بعض القيادات والوجاهات وتسهيلها سيطرة المليشيات على المحافظة، قضية أخرى، تمثلت في غياب القيادة الموحدة للمقاومة، وكذا غياب التنسيق والتخطيط والإعداد اللازم للعمليات القتالية من قبل المقاومة الشعبية.

 

مسلسل الانتهاكات الحوثية

كعادتها، وبمجرد دخولها مدينة الحزم، واستيلائها على المؤسسات والمرافق المدنية والعسكرية والأمنية، باشرت المليشيات الحوثية بممارسة انتهاكاتها بحق خصومها والمعارضين لمشروعها، من خلال حملة تصفيات، واختطافات، ومداهمات للمنازل والمقرات ودور القرآن الكريم، ومن ثم تفجيرها.

 

وأوضحت مصادر ميدانية، لـ"مندب برس" أنه بمجرد دخول مليشيات الحوثي والقوات الموالية لها مدينة الحزم، قامت باغتيال  أحد أهم مشائخ همدان بالجوف وأبرز قادة المقاومة الميدانيين وهو الشيخ حزام بن عبدالله حزام، بعد أن رفض تسليم نفسه وسلاحه وسيارته.

 

كما فتح الحوثيين نيرانهم على ابنة القيادي في حزب الإصلاح بالجوف ورئيس مكتبه التنفيذي علي فرج بن جيران التي لا تزال في عمر الزهور، وأصابوها في قدمها.

 

كما نفذت المليشيات الحوثية والقوات الموالية لها، حملة اقتحامات للعديد من المنازل والمقرات التابعة للإصلاح، وكذا دور القرآن الكريم بالمدينة.

 

ومن بين المنازل التي اقتحمتها المليشيات منزل رئيس الهيئة المحلية لحزب الإصلاح بمحافظة الجوف عبد الحميد عامر بمدينة الحزم، وكذا منزل أمين عام المكتب التنفيذي للإصلاح، بالجوف محمد حوام ، بالإضافة إلى اقتحام منزل رئيس الدائرة المالية لإصلاح الجوف عبدالهادي فرحان.

 

كما قامت تلك المليشيات المسنودة بقوات من الحرس الجمهوري التابع لعلي عبد الله صالح، باقتحام دار القرآن الكريم بمدينة الحزم وقاموا بالتمركز فيها.

 

وتبقى حادثة سقوط مدينة الحزم عاصمة الجوف في يد المليشيات الحوثية وقوات صالح، نقطة فارقة في مسيرة المقاومة الشعبية، تستدعي المراجعة الجادة، لأداء المقاومة، وتقييم مسيرتها خلال الأشهر الماضية، والاستفادة منها لتفادي تكرار الحادثة في محافظات أخرى، وعلى وجه الخصوص مأرب.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)