كشف الشيخ فارس الحباري، القائد الميداني للحوثيين في أرحب عن وجود تنسيق بين جماعته، وبين قوات الجيش، من أجل تمكين " اللجان الشعبية " من القيام بعملها " في حماية وتأمين حياة المواطنين، وملاحقة وضبط عناصرالقاعدة، المتهمة بالوقوف وراء قضايا تفجير العبوات الناسفة، من بينها ما حدث في منطقة التحرير"، مضيفاً : "حصل بيننا تنسيق وأمور بيضاء"، في إِشارة منه إلى التنسيق الذي تم بين قوات الجيش في أرحب، وبين الحوثيين.
وأشار الحباري في تصريحات نشرها صحفي مقرب من الحوثيين، أنهم حصلوا على معلومات مؤكدة، من خلال التحقيقات مع عدد من عناصر القاعدة المقبوض عليهم أنهم كانوا يأتون من أرحب، ،وأن " هناك في أرحب معامل لتصنيع العبوات الناسفة، التي يستهدفون بها أنصار الله، وغير أنصار الله، في أماكن مختلفة من العاصمة صنعاء".
وأضاف فارس الحباري أنه تم تشكيل لجان شعبية للقيام بتأمين المديرية، وضبط وملاحقة " الدواعش "، وكذا من يقومون "بتصنيع العبوات الناسفة في إحدى مناطق المديرية"، مضيفاً أن أرحب صارت " مقراً للقاعدة".
وقال الحباري : " كل جرائم التفجيرات التي حدثت وتحدث في صنعاء تأتي من عندنا، أي أن هؤلاء الدواعش يقيمون في إحدى مناطق المديرية، ويصنعون فيها العبوات الناسفة، ويستهدفون ويفجرون المنازل والسيارات، وهو ما أدى إلى القيام بتشكيل لجان شعبية ونقاط تفتيش تمنع دخول وخروج هؤلاء الأشخاص من وإلى المديرية".
وأفاد بأن " اللجان الشعبية " بدأت عملها في أرحب منذ يوم الأربعاء الماضي، وأن " الإصلاحيين والدواعش حد تعبيرة، اعترضوا طريق اللجان أثناء قيامها بدورها في حفظ الأمن وضبط وملاحقة عناصر القاعدة، الذين ما زالوا يتخذون، حتى اليوم، من بعض القرى ومناطق أرحب مقرات لهم".
وأردف قائلا : "حصلنا على كشوفات بعدد هؤلاء الداعشيين وأعضاء القاعدة، الذين يعملون في أرحب ولديهم معامل لصناعة المتفجرات فيها، ونحن اليوم في صدد تأمين أرحب وملاحقة وضبط هذه العناصر، ونحن مستعدون لملاحقة هؤلاء الأشخاص إلى أي مكان"، مشيرا إلى أن اللجان الشعبية " باشرت عملها في استحداث نقاط تفتيش، للقيام بهذه المهام التي يتوجب علينا جميعاً مساعدتها فيها، وحمايتها أثناء القيام بعملها؛ لأنها تقوم بعمل وطني وإنساني".
وحول التطورات التي حدثت خلال اليومين الماضيين، أوضح الشيخ فارس الحباري زعيم الحوثيين في قبيلة أرحب، بأن "مسلحو الإصلاح هم من بدأ، صباح الجمعة، باستهداف نقطة تابعة للجان الشعبية في منطقة بني قيداس، كما أنهم يقومون بالتحريض على أنصار الله ويتجهون لفتح جبهات وحروب جديدة".
واعترف القيادي الحوثي بأن جماعته استحدثت نقاط مسلحة في كل المداخل المؤدية إلى أرحب، مضيفاً قوله " تم استحداث ثلاث نقاط أو مواقع، على مدخل منطقة الجاهلية، التابعة لمديرية همدان ومدخل العاصمة، من جهة بيت العمري، وبيت دغيش؛ إلا أن الدواعش قاموا باستحداث عدة نقاط لهم".
وأوضح الحباري أن قيادة حزب الإصلاح في "أرحب" ترفض "اللجان الشعبية" ونقاط التفتيش التابعة لها، كما أنهم يقومون بالتحريض ضد اللجان الشعبية، مشيرا إلى أن الإصلاحيون عقدوا مؤتمراً، يوم الأربعاء، في سوق الجامعة، وقالوا بأن الحوثيين مستعمرون.
وأضاف بأن الإصلاحيين قاموا باستحداث نقاط مسلحة لهم في سوق الجامعة، وبيت مران ومفرق زندان، ومنطقة الرجو، ويحيص، وهزم، والدرب، والبكول وغيرها، وأن مجاميع مسلحة توافد إليهم من خارج المديرية.
وتحدث الحباري قائلاً : "الوضع السابق غير الوضع الحالي؛ يختلف تماماً عما كان في السابق، الناس قاموا بثورة ضد الفساد والجرعة، والآن الثوار يسيطرون على الوضع، واللجان الشعبية تقوم بعمل الدولة وعمل الأجهزة الأمنية، من أجل تأمين الناس والممتلكات العامة والخاصة".
وحول الصلح الذي كان قد وقع عليه أبناء قبيلة أرحب، وجماعة الحوثي قال القيادي الحوثي : "كان هناك صلح بيننا وبينهم في أرحب؛ لكنهم لم يلتزموا بالصلح، وهم من كانوا يخرقون كل الاتفاقيات، والآن الوضع تغير تماماً عما كان عليه بالأمس"، مضيفاً: "لو كان أنصار الله يريدون اعتقال قيادات الإصلاح في مديرية أرحب لكانوا اعتقلوهم في شوارع العاصمة.. أرحب أصبحت اليوم لمن هب ودب، ونحن سنلاحق العناصر الإرهابية إلى أي مكان يتواجدون فيه".
وحول ما حدث اليوم في أرحب أوضح الحباري أنه سقط قتلى وجرحى في هذه الاشتباكات ، وأن هناك أٍرى من أبناء أرحب لدى جماعة الحوثي، مشيرا إلى أن الاشتباكات توقفت استجابة للمساعي الحثيثة التي بذلها مشايخ الوساطة.
وأوضح الحباري بأن اتفاق إيقاف الاشتباكات يقضي بأن " يسحب الإصلاحيون مسلحيهم، ويرفعوا النقاط التي استحدثوها في أرحب، مقابل أن تقوم اللجان الشعبية وعناصرها بمهامها المتمثلة في حفظ الأمن وضبط المتهمين بتصنيع العبوات الناسفة، والذين لديهم معامل لتصنيعها في أرحب.. وقد وافقنا على إيقاف الاشتباكات بناءً على هذه الشروط وأعطيناهم مهلة حتى صباح السبت".
وأفاد بأنه أبلغ لجنة الوساطة أن من يريد أن يواجه اللجان الشعبية سيضر نفسه، مشيرا إلى أن " اللجان الشعبية تعتبر دولة مؤمنة للصغير والكبير "، مضيفاً : " الذين يعترضونها – اللجان الشعبية - عليهم المواجهة، ونحن جاهزون لسماع واستقبال أي شكوى وتظلم، وسوف نكون يداً واحدة في معالجة قضايا الناس. وأي مواطن عليه ضرر، فنحن مستعدون من الآن أن نرفع الضرر".
وكان الناطق الرسمي بإسم قبائل أرحب الشيخ محمد بن مبخوت العرشاني قد أوضح أن هدف الحوثي هو إذلال قبيلته ، مشيرا إلى فشل وساطة قبلية بوقف المواجهات .
وأضاف بأن الحوثيين يريدوا " أن يذلوا هذه القبيلة ليس عندنا لا نفط ولا بترول ولا مال ولا قاعدة ولا في شيء، بس يريدون أن يدخلوا ليذلوا الناس ويهينوا الناس هكذا "خورة " ونحن مستعدين لهم إن شاء الله بما أوتينا من قوة"
ونفى العرشاني أي تواجد لتنظيم القاعدة ، كما يقول الحوثيين وتابع " أقول للجميع ليس لنا علاقة لا بالقاعدة وليس عندنا قاعدة ولا إرهاب وكلها ذرائع ومبررات كاذبة لا أساس لها من الصحة وقالوا لهم الإخوة من مشائخ ارحب أين القاعدة وسنذهب جميعا نحن وانتم لملاحقتهم وقتالهم".
ووصف ما يردده الحوثيون بالمبررات الكاذبة ، وقال "يختلقون لهم أعذاراً أن هنالك سيارات مفخخة ومتفجرة وهم يبحثون عنها يعني ذرائع".