حمود أبو طالب
في تصريح للأمير سعود الفيصل خلال اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الأخير أشار إلى مسألة حضور الحوثيين في المؤتمر المزمع عقده في الرياض من أجل انتشال اليمن من أزمته التي تتفاقم سريعا وتنذر بما هو أسوأ.
هذه الإشارة لها دلالة مهمة جدا فرغم كل ممارسات الحوثيين وموقف المملكة من حركتهم، ورغم وضوح إصرارهم على تأزيم الأمور إلا أنه من أجل صالح اليمن وجمع كل الأطراف الموجودة في ساحته السياسية بغض النظر عن مواقف بعضها لم يكن هناك تردد في الإشارة إلى مشاركة أي طرف طالما قد يصب ذلك في مصلحة اليمن وشعبه ومستقبله.
ولكن ماذا كان أداء الحوثيين حتى بعد هذه الخطوة المتقدمة والإيجابية تجاههم.
في خطوة استفزازية تصعيدية للأزمة اليمنية توجه وفد إلى إيران وقام بتوقيع عدد من الاتفاقيات في قطاعات خدمية وترسية تعاون وصفته وسائل الإعلام بأنه غير مسبوق بين طهران وصنعاء.
هكذا كان تصرف الحوثيين رغم أنهم يرددون رفضهم لما يصفونه بالتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لليمن، وهم بذلك يشيرون إلى المحاولات والمبادرات المخلصة لإخراج اليمن من أزمته، وبالتحديد هم يقصدون اختيار الرياض لعقد المؤتمر اليمني، فأي تناقض وازدواجية أكثر من مثل هذه الخطوة التي تأتي استكمالا ليس لتدخل إيران في الشأن اليمني بل وصايتها عليه والتدخل في أدق تفاصيله من خلال الحوثيين، فهل بعد هذه الخطوة يمكن الوثوق بأن الطرف الحوثي يريد فعلا استقرار اليمن.
ربما يكون هذا الاستفزاز الصارخ هو ما دفع إلى تشكيل تكتل وطني سياسي يهدف لاستعادة الدولة اليمنية الشرعية، يتكون من عدة أحزاب وتحالفات قبلية بارزة وحركات شبابية ثورية ونقابات وغيرها من الكيانات الفاعلة، وتشير الأخبار إلى توجه هذا التكتل إلى تمثيل اليمن في المؤتمر بعد أن يقوم بتصعيد رفضه لاختطاف الدولة في الشارع اليمني، والوقوف ضد الهيمنة الخارجية على مقدرات اليمن.
وهنا يجب القول إن اليمن لم يعد يتحمل المزيد، كما أن القوى السياسية الوطنية بدأت تستشعر خطورة ما يفعله الحوثيون الذين لن يغفر لهم اليمن وأجياله القادمة إفشال مبادرة إنقاذ اليمن والانقياد للنوايا التي تريد استمراره في الفوضى، أو إلغاء رمزيته العربية والسقوط في أحضان الآخرين، ولهذا ليس أمام الحوثيين غير استشعار المسؤولية تجاه وطنهم والتكفير عما اقترفوه بحقه.
/عكاظ/