ليس بوسع أحد فهم حقيقة ما يحدث في اليمن، وإلى أين يسير هذا البلد العربي الشقيق بعد تصاعد الأحداث، التي تمضي به في اتجاه المجهول الذي يجعل الاحتمالات والسيناريوهات كافة مفتوحة في ظل سيطرة جماعة الحوثيين على ثروات البلد ومؤسساته ورفضها الانصياع للقرارات الدولية.
الوضع في اليمن وصل إلى مرحلة خطيرة لا يجب السكوت عليها، فالمتمردون لن يتوقفوا عن المضي قدماً في تنفيذ أجندتهم الخبيثة التي تستهدف تمزيق اليمن أرضاً وشعباً، والمرحلة خطيرة تستوجب التعامل معها بعقلانية وحذر وحكمة، بعيداً عن أي حسابات أخرى.
ما يحدث في اليمن الآن لا يقل خطورة أبداً عما يحدث في البلدان العربية الأخرى، ولا ينفصل عنه وعن جسامة وفداحة خطورته، بسبب الأهداف الخبيثة لأطماع الحوثيين، فلابد من التحرك لوقف تمدد الحوثيين وأهدافهم المشبوهة، باعتبار أنه أصبح لا يهدد اليمن وحسب، بل يهدد المنطقة والعالم، وسيؤدي لاحقاً إلى نشوب الحروب الدموية؛ حيث إن المتمردين ومن يساعدهم في الداخل والخارج، لا يريدون للوضع أن يستقر، وليست لديهم أية رغبة في تهدئة الوضع بعد فشل المجتمع الدولي في إخراج البلاد منه.
لقد استفاد الحوثيون من الوضع الإقليمي لفرض سيطرتهم وإرادتهم، وهم يحاولون الآن تقسيم اليمن، كما أن التصعيد الخطير للأوضاع هناك لم يتوقف على الحوثيين فقط، وإنما تزامن مع تحرك آخر يقوده تنظيم القاعدة، الذي استغل انشغال الجميع بمواجهة الحوثيين وبدأ في التغلغل للسيطرة على مناطق جديدة مع انهيار السلطة المركزية في اليمن، إلا أن الفرصة لإنقاذ اليمن من هذا الخطر الداهم لا تزال ممكنة، وذلك من خلال استنفار جميع القوى من الجيش والقبائل، فلا يوقف الخطر الحوثي إلا سواعد أبناء اليمن المخلصين. أما الذهاب لاستغلال الوضع القائم لفرض أجندات خاصة، أو تحقيق مصالح حزبية وشخصية، فسيزيد من التعقيدات، وسيقود اليمن وشعبه إلى المجهول.