محمد محمود الزبيري
إذا كنا قد رأينا ان الإمامة قصمت ظهر الشعب وجعلت منه قسمين اثنين أحدهما القسم الزيدي والآخر القسم الشافعي فإن هناك تقسيمات وتجزئات أخرى متسلسلة مستحكمة أخذ بعضها بخناق بعض ومنحدرات كلها من هذه العلة الواحدة المزمنة وهي الحق الإلهي في الحكم .
-نظر الشافعية :
إن نظر الشافعية كما أستعرضنا يرى ان الإمامة سلطة فريدة وان الزيود جميعا هم الذين يحكمون الشوافع ويتسلطون عليهم ويستغلونهم.
ولكنا إذا جئنا الى الزيود وجدناهم لايرون هذا الرأي ولايضعون أنفسهم في هذا الموضع بل إنهم يحسون إحساسا عنيفا مريرا بأن طبقة معينة من العائلات الهاشمية هي التي تتمتع بحق الحكم الإلهي وتتميز به وتتبادله بين الطامعين من رجالها جيلا بعد جيل وتستشعر الترفع والتميز على سائر أبناء الشعب .
-بعض الهاشميين :
ثم اذا ذهبنا إلى الهاشميين وجدنا فيهم البائسين والمنكوبين والمحرومين ووجدنا عائلة واحدة من الهاشميين وهي العائلة المالكة.
هذا من جهة ومن جهة ثانية إذا بحثنا مشاعر القوة الكبرى في الشعب وهم القبائل المزارعون منهم وغير المزارعين لوجدناهم يحملون شعورا عاما مريرا ضد سكان المدن جميعا باعتبار ان المنديين على زعمهم يشاركون الأئمة مغانم الحكم ومكاسبه ويتحملون جرائره وآثامه .
-تجزئة الشعب اليمني المفروضة :
تجزئة متلاحقة منبعثة كلها من شعور هذه الفئات الشعبية بأنها لاحق لها في حكم نفسها وإنما هناك فئة مختارة متميزة تنعم أبد الدهر بهذا الحق حق الإمامة المقدسة.
-الحكم المحلي والقيادة الجماعية :
فإذا أراد اليمنيون أن يجنبوا بلادهم كل هذه الاحتمالات الرهيبة ويحتفظوا باستقلالها وسيادتها ووحدتها وبقاء اسمها على الخريطة فليشطبوا على هذه الخرافة التي تعطي لنفسها حقا مقدسا في الحكم لفئة معينة من الناس وليتيحوا لكافة فئات الشعب فرصا متساوية في الحكم . ذلك هو الحق الواضح المستقيم ، لانذكره تعصبا لفريق من اليمنيين دون فريق وإنما نذكره حرصا على وحدة الشعب بأسره وعلى حريته واستقلاله.
-------------------------------------------------------------------------------------------
(محمد محمود الزبيري، فقرات من كتيبه : الإمامة وخطرها على وحدة اليمن، مطابع مؤسسة الثورة للصحافة، بدون تاريخ).
اختيارات: هائل سلام