ادريس الشراعي
وأنا أقرأ جواري العشق عنوان رواية !
إستفهمت إسم الرواية وحيريني ،فأقتنعت بإقتنائها !
جواري كما نفهما بغايا الزنى وتجارة النخاسيين ... كانت الواحدة بعد منتصف الليل ، قرأت الصفحات الأولى منها فنسيت مكاني وأخذ وقتي يروح مني بلا إحساس !
فاجئني أذان الفجر بحي على الصلاة ، رأيت نفسي منصفا في الرواية ذو 500 صفحة وتزيد !
أخذتني تلك الرواية لذلك الزمن البعيد البعيد ، لتحكي قصة ذلك الشاب الذي سلمه لوالديه ليبني مستقبله كما سلمت تلك الجارية نفسها للنخاس لتحرر نفسها .
أختير ذلك الفتى ذو البضع عشرة سنة من عمره ليكون من ضمن حاشية ذلك السلطان العظيم كما يسمي نفسه وأخذ يترقى يوما بعد يوم لحنكته وذكائه وطاعته العمياء لذلك السلطان الذي كان يستفهما في نفسه بعد كل تنفيذ مهام !
لم يكن ذلك الشاب من أسر المماليك وإنما من عامة الشعب الذين أغتصبت عذريات نسائهم للنخاسين والمماليك للمتعة وتدفئة لياليهم الباردة وتجرعوا ويلات الأيام وإرتفاع تكاليف الحياة مالا يطاق لها صبرا !
لم يتوقف ذلك الفارس على عتبات ذلك الملك سمعا وطاعة كما نراها اليوم في المليشيات المسلحة التي فقدت عذريات كثير من المحافظات وإنتهزت الكثير وقيدت المتعلمين وأصحاب الهمم المتقدة ، بل كان يبدي ما لا يظهر ،كان يخرج ليستكشف أحوال الناس ومعاناتهم وبدأت تتغير نظرته للماليك سلاطين المتعة والقهر والظلم ،كان ينصح الملك فيسكته الملك بغضبه العارم "إنهم رعية ينكرون الجميل "
فيجر ويلات الغضب في نفسه ويمشي !
في إحدى أيام خروجه من ذلك الجبل حيث كان معزولا عن الناس بصورة تامة لتعلم الفروسية وأساليب الحرب ليرى مالم يره في حياته سابقا !
كان كثير التساؤل عن أي شي ,, حتى اسماء الأماكن لم يكن يعرفها !
وحين حان موعد العوده لتلك الكهوف حيث يعيش معظم وقته ,, إذا بنخاس يتاجر بعذرية تلك الفتيات الفاتنات الجميلات !
فلمح تاجر يتحسس إحاهن وهي ترفض ذلك السلوك بكل قوة ,,فصفعها صفعة ألقت بها ع الأرض ...جرد ذلك الفارس سيفه في وجه ذلك الرجل الغني ، فنظر إليه الناس نظرة إستغراب وحيرة !
لم يكن يعرف ذلك العهر أنه أصبح عادة لا يستنكرها الناس بل يستنكرون نخوته وحميته !
آخذه الذي أتى يه من تلك الكهوف واخمد سيفه وعاد للجبل !
تقلد ذلك الفارس مناصب حتى أصبح المتذوق لطعام السلطان ولم يكن آخر معاقل حلمه هنا كان يحلم لإمارة من الإمارات ليصبح سلطان من سلاطين المماليك .
وكذلك الفتاة التي جعلت من الحرية لها متنفسا لحياة كريمة ،لم تكن ترى نفسها بجارية بل بأميرة من أميرات ذلكم السلاطين !
أخذها النخاس ورماها في بيت حيث يجيدون تربتهن على معاملة الملوك وكيف تدخل المتعة عليه .. لم تقف هنا ،بل طرقت الفكرة على تلك المرأة التي تتولى رعايتها لتعلمها الشعر والأدب لتصبح من منافسين الشعر والشعراء فهي تمتلك الموهبة باحتراف !
تعلمت الشعر وكتبت القصائد ومرة من المرات إلتقت بذلك الفارس الذي أخرج سيفه دفاعا عنها .
كانت حيث لا سابق موعد ,,,جمعهما القدر على باب ذلك الذي يجيد حباكة الشمع ، فتواعدوا على اللقاء مجددا !
وتوالت الللقاءات وبدأت قصة حب بين فقير أصبح فارس بل ومتذوق الطعام لسلطان وبين فقيرة رماها القدر بين أحضان الرجال ولم تفقد عذريتها للحظة !
أكتشف أمرها النخاس وباعها بثمن بخس لأمير من أمراء المماليك حيث رأها تلقي قصيدة في يوم من الأيام فأعجب بجمالها وشاعريتها .
في يوم إحتفال الأمير قدمها لتلقي القصائد طربا بيوم ولادة طفله الأول وإستضاف ذلك السلطان الأعظم لحفلته ..فأهداه تلك الجارية شكرا لتلبية دعوته !
لم ينتظر السلطان الأعظم كثيرا فقد أرسلها الأمير وإستقبلتها الجواري لتدخلها ع الحمام البخار والإستشوار لتكون ضفيته الليله على غرفة النوم التي تتمناها كل جارية !
كانت هذه الفتاة غير كل الفتيات وكان قد علم الفارس أنها وصلت لقصر السلطان ففرح لقربها وعلم أنها ستكون ضيفة سلطانه فحزن كثيرا !
علمت هذه الفتاة أنها ستكون ضحية الليلة فقررت أن تواجه الملك وتلقي عليه بعض الكلمات لربما يحن قلبه فيتركها ...وهي تعلم أن مصيرها الموت إذا خالفت رغبته !
حان اللقاء ودخل الملك طالبا منها أن تسعده وتدفئ ليلته الباردة ، وأخيرته أنها على علاقة حب مع رجل وبعض الكلمات المستعطفة ..لم يأبه لكلامها ولا لحبيبها فقط أمتعيني بنعومة جسمك وأخذ يقترب خطوة وتبتعد خطوات فتسمرت عندما أبدى قوته عليها فدفعها بقوة على فراش الزوجية وسلخها كالشاة وأنقض عليها كالأسد وفقدت عذريتها !
هذا الملك لم يأبه لمشاعرها كما لم يأبه لمسؤليته غير تقطيع الرقاب المخالفة لسياسته وتوجهاته طيلة توليه السلطنة .
عندما عرف فارس أحلام تلك الجارية أن سلطانه إنقض عليها وفقد عذريتها جن جنونه وأخذ يصول ويجول ..إلتقاها صبيحة يومها التالي وأخذ يستدرجها ليعلم منها شيء فانهارت بالبكاء وقرر الإنتقام !
لم يكن وحده يكن كل ذلك الإستفهام في داخله فقد عرف مؤخرا أن الحاشية من أقصاها إلى أقصاها تكن نفس المشاعر ويدورون في مربع الخوف من قص الرقاب .
جاء الفارس الشجاع فأثارت في نخوته أن إقتله.
نعم إقتله لقد وأد حلمي وأني بين يديك أفقد عذريتي شرعا !
لقد خذلني أمامك وخذل الكثير ..إقتله يا شهاب الدين ..إقتل السلطان المنصور فخر الدين !
وما أن سنحت الفرصة حتى دس السم في لبن ذلك السلطان ليظهر الجميع ولاءهم وبيعتهم وتوصية السلطان للإمارة ...نعم لقد أصبح حلمه حقيقة ..أصبح سلطانا وأصبحت أميرة في مملكة حبه !
كلما أتمعن في قراءة الرواية ألاحظ خيالي يطير في ربوع وطني حيث السيد عرق شبيه بهذا السلطان وأتوسل أن يخرج من كهوفه كأمثال شهاب الدين حيث يريح الكثير من فقد أملهم في الحياة !
أجزم أنهم لا يعرفون للحياة قيمة إلا إذا رأوا كأمثال قمر جمالا حيث يرون أن الحياة تستحق أن تعيشها لا أن تلقيها للموت إرضاء للسيد المعتوه كفخر الدين سابقا ..!!
"عسى أن يخرج من أصلابهم من يقول كفى عذارى تغتصب ومدن تشرد ونفوس تقتل "
لم أكمل الرواية بعد
حتى يدركوا الحوثيون أن الحياة تستحق أن تعيشها على تأني ، وكما يحلو للجميع الحياة يموت الجميع من أجل الكرامة والحرية ،كما سطرتها قمر في مواجهة الملك المنصور فخر الدين !