التطورات المتسارعة في الداخل اليمني وفي الإقليم وعلى الساحة الدولية، تسير في اتجاه تغييرات عميقة في البنية السياسية والمصالح الاقتصادية في الشرق الأوسط. وستصل الأوضاع إلى ذروتها بنهاية المارثون الرئاسي في الولايات المتحدة بنهاية هذا العام. هل مجلسنا الرئاسي والحكومة اليمنية جاهزون لاستثمار هذه التطورات لاستعادة سلطات الدولة في المناطق المنكوبة بالمشروع الهاشمي المدمر؟ الأمر الثابت أن رئيس المجلس الرئاسي ورفاقه يمثلون كل اليمن، ولكنهم حتى اللحظة لا يعملون بقوة دافعة في اتجاه واحد. الحكومة اليمنية تم إصلاح رأسها، ولكن جسمها يحتاج لعمليات جراحية عميقة. لا مفر ولا خيار أمام الجميع للنجاة من حرائق القوى الدينية المتطرفة بكافة أشكالها وأنواعها، إلا بالتكاتف، والالتفاف حول المجلس الرئاسي، فخلاصنا جميعًا يتمثل بترسيخ مداميك الدولة في كل ربوع اليمن، ولكن قبل ذلك نأمل أن نرى المجلس نفسه قد التف حول ذاته، واندفع إلى الأمام، فمشروعية تشكيله وشرعية بقائه يأتي من إنجازاته على الأرض. تفرق قيادات المجلس، وتبعثر اهتماماتهم وتشتت قوتهم، وتفرق أهدافهم سيدفع بالشعب اليمني إلى هاوية اليأس، كما سيقنع المجتمع الدولي الداعم للحكومة اليمنية بالتعامل حتى مع عصابات جلالة في البر والبحر فيما يخص اليمن ومصالح العالم فيه، وهذا سيقضي على الجنوب والشمال والساحل والشرق، ولذا فقوتنا في توحدنا. المواطن المسجون بالتجويع والإفقار والتجهيل في المناطق المنكوبة بالرسية يصرخ بصوت مسلوب، أنقذونا، فما يحدث من ممارسات نهبوية من قبل المسيرة السلالية يبكي الحجر، وكل عام ورقعة الفقر تتسع لصالح جماعة سلالية صغيرة. صوم مقبول ودعاء مستجاب. اللهم عونك وفرجك على شعبنا اليمني الكريم