أخطر ما تفعله إيران الآن أن تأمر وكلاءها باللعب بالنار، مع الإعلان الدائم بأنها بعيدة تماماً عن أفعالهم، وأنها بريئة من أي تصعيد أو تسخين للصراعات المسلحة في المنطقة، من غزة إلى جنوب لبنان، ومن بغداد إلى دمشق، ومن البحر المتوسط إلى باب المندب!
ويعتقد الحرس الثوري الإيراني بأن هذه التصريحات تنطلي على دول المنطقة المتضررة، أو على المجتمع الدولي.
ومن مظاهر اللعب الإيراني بالنار هو دخول الحوثيين على اللعبة وقيامهم بتهديد الملاحة التجارية في البحر الأحمر وبالقرب من باب المندب.
ويعتبر البحر الأحمر منطقة استراتيجية بالغة الأهمية تتحكم في حركة مرور التجارة الدولية وحوالي 40 % من نقل الطاقة.
ويتبع «باب المندب»، محافظة تعز، التي تبعد عن مدينة عدن مسافة قدرها 205 كم، ويقع «باب المندب» في الجزء الجنوبي من اليمن.
و«باب المندب» يربط شبه الجزيرة العربية من الجهة الشمالية الشرقية بقارة أفريقيا، ويربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي.
ويؤثر هذا المضيق الذي يبلغ طوله 26 كم تأثيراً مباشراً على مسارات التجارة والطاقة وسلامة وأمن قناة السويس، لذلك أي عبث أو تهديد لسلامته فيه مساس خطير باقتصاد العالم.
منذ ساعات أعلن وزير الخارجية الإيراني أن بلاده لا علاقة لها بتوترات المنطقة وتسليحها، وأن السلاح العالمي متاح للبيع والشراء من أوكرانيا!
وادعى وزير الخارجية الإيراني أن بلاده التي تدعم دول وقوى الممانعة لا سيطرة لها عليها.
غسل الرجل يده من هذه القوى، كما نفى قبل ذلك علم بلاده بملف قيام «حماس» بعمليات «7 أكتوبر».
وغسل الرجل يده من دفعه «حزب الله» أو «الحشد الشعبي» للقيام بأي عمليات.
ونسي الرجل تاريخ بلاده وقيامها عدة مرات منذ التسعينات حتى الآن بتلغيم البحر الأحمر، والهجوم المباشر على سفن، واحتجاز سفن تجارية عالمية، وتناسى الرجل تصريحات قيادته السابقة بإشعال مضايق البحر الأحمر!
من هنا، يصبح السلوك الإيراني، وسلوك وكلائها، مؤشراً خطيراً يهدد بحروب بحرية عالمية، فيها -الآن- أساطيل أمريكية، وبريطانية، وفرنسية، وفيها سفينة تجسس إيرانية ترشد الحوثيين في عملياتهم الشريرة!
*نقلاً عن البيان