في الـ 22 من مايو من كل عام يحتفل اليمنيون بعيد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة, الوحدة التي شكلت حلم وطموح كافة الثوار والمناضلين والأحرار والشرفاء من أبناء الوطن شمالاً وجنوباً ولا سيما خلال العقود التي تمزق فيها الوطن وتجزأ إلى شطرين , وهذا المنجز الوحدوي العظيم قد اكتسب طابعاً خاص بإقترانه للنهج الديمقراطي الصائب والحكم الرشيد والذي تأسس على ثوابت التعددية السياسية والحزبية وحرية التعبير والصحافة واحترام حقوق الإنسان والمرأة بوجه الخصوص , وغيرها من الحقوق والحريات العامة والخاصة المكفولة في الدستور والقوانين النافذة .
نحتفل جميعاً بالذكرى الـ 33 لتحقيق الوحدة اليمنية المباركة, ورفع علم الجمهورية اليمنية, ذكرى يوم تحقيق حلم كل أبناء الوطن, لذا يجب أن لا تمر هذه الذكرى مرور الكرام بل يجب علينا صغيرنا وكبيرنا أن نستشعر هذا اليوم ونتذكر كيف كان حالنا نحن في جنوب الوطن, وكيف كنا نحكم بالحديد والنار, وبقوة العنف والقمع وليس بالثقافة والدين, ولا يستطيع احد التحدث عن الحرية والعدل والمساواة .
بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة تبدل الظلم والاستبداد الذي كان يمارس علينا من قبل رموز النظام الاشتراكي , إلى العدل والمساواة وبدأت عجلة التنمية والتطوير تسير بخطى ثابتة وحثيثة , وأعيد ما أخذ من حقوق إلى أصحابها بعد أن أمم النظام الاشتراكي الحجر والشجر , وأصبح كل شئ ملكية عامة, واحكموا القبضة على مقاليد السلطة في جنوب اليمن .
إن الـ 22 من مايو يوم تحقيق الوحدة اليمنية المباركة يمثل نقطة مضيئة في تاريخ الأمة العربية الحديث والمعاصر ، كما ظلت شعوراً راسخاً في وجدان الشعب اليمني على مر التاريخ ، وهدفا وأملا متجددا في فكر الحركة الوطنية وقواها السياسية والاجتماعية طوال عقود من النضال .
والحقيقة إن ما شهده عهد الوحدة المباركة من سياسات خاطئة في قيادة وإدارة الدولة وما نتج ضدها من لغط وجدل لم يكن سببه مبدأ الوحدة وقيمتها السامية وأهدافها الوطنية العظيمة ، ولذا كان مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو المحطة التصحيحية لتلك الأخطاء والذي استطاع اليمنيون من خلاله التوافق على صياغة مشروع وطني جامع حافظ على الوحدة الوطنية في صيغة اتحادية حديثة ، ووضع دعائم نظام سياسي ديمقراطي تعددي يحقق طموحات شعبنا اليمني في الحرية والمساواة والعيش الكريم .
ونحن نحتفل بالذكرى الـ 33 لتحقيق الوحدة اليمنية يتطلع كل أبناء الوطن للسلام والاستقرار والخلاص من قوى الشر الانقلابية الإرهابية التي فرضت علينا الحرب وجلبت لنا الدمار والمعاناة ، كما نتطلع أيضاً بعودة الشرعية الدستورية وباستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، والانطلاق نحو بناء الدولة المدنية الاتحادية الحديثة .
أخيراً أقول ... سيظل الـ 22 من مايو يوم تحقيق الوحدة اليمنية المباركة يوم مجيد في ذاكرة الوطن , وستظل الوحدة اليمني المباركة مكسب تاريخي عظيم لكل أبناء الوطن , لذا ينبغي علينا جميعاً أن نفخر بهذا المنجز التاريخي الذي تحقق , وان نكون حصناً حصيناً له ,