هي: المدينة الثائرة على عمه والمقاومة للحوثي
وهو: (البندق) الذي استخدمه عمه والحوثي معا في مواجهة الثورة والمقاومة.
بعد أحداث ديسمبر ٢٠١٧م أعلن نفسه مقاوما لكن بعيدا عن السلطة الشرعية حتى أعاد حلفاؤه الجدد هندسة الشرعية لتستوعبه في قيادتها.
فشل في دخول تعز عسكريا ك(عكفي) للعمامة الإيرانية كما فشل في ذلك أيضا كجندي للعقال الإماراتي لكنه اليوم في المدينة يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ويلقي الكلمات..كيف؟!
إن تعز كبيرة ومتكبرة كبيرة مع من يستحق ومتكبرة على من يستوجب يمكن أن تستقبل حتى عدوها (زائراً) وتستعصي على وليّها (قابضا) استقبلت طارق اليوم ولم تقبله وكبير هو الفرق بين القبول والاستقبال.
ولعل في نظرة صاحب الدكان الذي وثّقوا زيارته له وطريقة حديثه معه ما يشي بالفرق بينهما غير أن أهم الفوارق بين الأمرين أن الاستقبال يمكن أن يكون للشخص فقط أما القبول فلا يكون إلا للشخص والمشروع معاً وطارق حتى اليوم لم يتضح مشروعه أو لم يتضح منه إلا ما يرتبط بمشاريع الآخر المعتدي.
ليس لأنه قريب لمشروع التوريث العائلي السابق ولا لكونه قريب عهدٍ بمشروع التوريث السلالي اللاحق بل لكونه:
أولا: رهين إن لم يكن صنيعة المشروع الإماراتي المرفوض يمنيا على العموم وتعزيا على الخصوص
ثانيا: بطل عمليات (استلام) المحرر وهو الذي لم يخض حربا حقيقية ضد الحوثي منذ أعلن مقاومته له فضلا عن أن ينتصر في انتزاع شبر واحد من يده.
ثالثا: بطل عمليات (تسليم) المحرر للحوثيين أو (إعادة التموقع) وليته حرر شبرا واحدا مما سلمه!
رابعا: أسير فكرة (تحرير المحرر) فهو خارج عمليات الاستلام والتسليم عمليا لم يُبد أي عزيمة للتحرير إلا أن يكون للمناطق المحررة وهذه تعز التي تستقبله اليوم شاهد على ذلك: فكم حاول الاستيلاء عليها بتسريب الأسلحة والمقاتلين إلى مديرياتها والتحالف مع قوى الفوضى التي لفظتها تعز قبلا والتمكين لها باسمه وتحت لافتته والعمل على تفجير الوضع داخل تلك المديريات لإسقاطها.. ثم محاولاته المستميتة للضغط من خلال منصبه الجديد لإدخال مجموعة من ألويته العسكرية إلى المدينة وكأنما همه هو تحرير المدينة من أهلها ومحرريها في إعادة فاضحة لسيناريوهات بائسة لم تستطع الشرعية الخروج من متاهتها حتى الآن.
خامسا: لا زالت معسكراته حتى اللحظة مصدر رئيس لتدريب وتأهيل وتسليح الحوثي إن اتفاقا أو اختراقا والنتيجة في الحالين سواء: تحشيد وتجنيد وتدريب وتسليح منبعه (حراس الجمهورية) ومصبه (سائلة الملكية).
لكن بعيدا عن كل ذلك: طارق في تعز اليوم.. يتحدث وفوق رأسه صورة العليمي التي لم يتعود على أن تكون في ذلك الموضع منه متحدثا عن الجمهورية والمقاومة والدولة والاعتراف بالأخطاء والاستفادة من الدروس جاء بصفته الرسمية فستقبلته استقبالا رسميا رغم علاقته المباشرة كشخص وكمشروع بجراحها الغائرة شجاعة منها واعترافا منه شجاعة من يسمو على الجراح ويعلو فوق الخصومات ويكبر بكبر المشروع الوطني الذي ثار له وقاوم لأجله واستعدادا منها لنسيان السيئات ولكن بحسنات تذهبها والتغاضي عن قبح الماضي ولكن بتحسين الحاضر والغفران ولكن بالتوبة. شجاعة منها لم ينقصها شيء واعترافا منه بكل ذلك لها غير أنه إعتراف ينقصه الإعتذار تحدث عن الأخطاء والاعتراف بها لكنه.. لم يعتذر قال:( كلنا منكوئين بالجراح وكلنا أخطأنا) !! وصفق له (الشواعة).. ونسي أنه يخطب في تعز ولتعز لا في حزب ولأحزاب ! فما الذي أخطأت فيه تعز المقاومة المحاصرة التي (دقوا) ولا يزالون (يدقونها بالقناصات) والقذائف والصواريخ.
وأي جرح نكأته فيه ليتهرب من الاعتذار لها بهذا التعميم المتحذلق الذي أظهره جلادا يتهم ضحيته بالدفاع عن نفسها. لقد أعطته تعز الفرصة ليرى منها وتسمع منه فقال فيها كل شي إلا ما تنتظره وقد يرى منها كل شيء إلا ما يتمناه.